
ليث البلعوس: رفضنا العنف ولن نسمح بتحويل السويداء إلى ورقة صراع طائفي
أعلن القيادي في فصيل "رجال الكرامة"، ليث البلعوس، في بيان مصوّر صدر يوم الخميس، أن فصيله لم يكن يومًا طرفًا في إشعال الصراع الطائفي الذي تشهده محافظة السويداء، مؤكدًا تمسكهم بالتهدئة ورفض العنف، رغم ما تعرضوا له من استهداف مباشر وتشويه متعمد واتهامات بالخيانة.
وشدد البلعوس على أن "رجال الكرامة" ظلوا منذ سقوط نظام الأسد البائد حاضرين في المشهد، ولم يختاروا الحياد أو الانعزال، بل تصدوا لمسؤولياتهم في حماية المدنيين عندما انهارت خطوط التمايز بين المتحاربين، وقال: "لم نخن أهلنا، ولم نساوم على دمائهم، ولم نساير أحدًا على حساب كرامة الجبل".
وفي سياق حديثه، كشف البلعوس أن منزله العائلي أُحرق، وأن مظافة العائلة نُهبت، وقبر والده، الشيخ وحيد البلعوس، تعرّض للتدنيس، معتبرًا أنهم آثروا الصمت لا عن ضعف، بل بدافع الحكمة وتجنيب المنطقة مزيدًا من التدهور.
دعوات للتهدئة ورفض للاستخدام الطائفي
انتقد البلعوس ما وصفه بـ"الابتزاز الطائفي" ومحاولات الزج بأبناء السويداء في صراعات لا تعبّر عنهم ولا تمثلهم، مؤكدًا أن "رجال الكرامة" اختاروا طريق الحوار ورفضوا الانجرار خلف مخططات التصعيد، مشيرًا إلى أنهم تواصلوا مع مختلف الأطراف، من الدولة إلى العشائر والجهات الدولية، بهدف الحيلولة دون الانزلاق إلى الفوضى.
وأكد أنهم طرحوا مبادرات تهدئة شملت إطلاق سراح المحتجزين من الجانبين، وصياغة تفاهمات لوقف القتال، ومخاطبة القيادة السياسية في دمشق لاستعادة دور الدولة، موضحًا أن استمرار الفوضى يعود إلى ما وصفه بـ"تعنت الطرف الآخر، وانفراده بقرار الطائفة وتنفيذه أجندات خارجية"، في إشارة ضمنية إلى الشيخ حكمت الهجري.
مطالبة بتدخل دولي فاعل
حمّل البلعوس المجتمع الدولي مسؤولية تفاقم الوضع، بسبب صمته وتردده، مشيرًا إلى أن بعض الجهات الدبلوماسية أبدت اهتمامًا بالحفاظ على الاستقرار، لكن ذلك لم يترجم إلى إجراءات عملية. ودعا إلى تحويل هذا الحرص إلى تحرك داخل مجلس الأمن، لإصدار قرارات تُلزم من يسعون إلى التقسيم بوقف مخططاتهم.
وقال: "لا نريد من العالم أن يكتفي بالمراقبة، بل أن يكون شريكًا في الحل، لا شاهدًا على مأساة جديدة تنفجر في سوريا".
التمسك بالدولة والحل السياسي
اختتم البلعوس بيانه بالتأكيد على موقف حركته الثابت، بالانحياز إلى الدولة السورية، والدعوة إلى حل سياسي عادل، بعيدًا عن الدم والانتقام، مشددًا على ضرورة محاسبة كل من ارتكب اعتداءات بحق الأبرياء، بصرف النظر عن الجهة التي ينتمي إليها.
ووجّه نداءً إلى أهالي السويداء، قال فيه: "الحق لا يموت ما دام هناك من يطالب به… ونحن باقون هنا نطالب به، ولن نخذل شعبنا في يوم من الأيام".
يُذكر أن البيان جاء في وقت تشهد فيه السويداء تصعيدًا عسكريًا عنيفًا، إثر اشتباكات بين مجموعات مسلحة يقودها الشيخ حكمت الهجري، ومقاتلين من عشائر البدو الذين لبّوا نداءات فزعة بعد تعرض أهاليهم لانتهاكات دموية، شملت مجازر في حي المقوس ومناطق أخرى من المحافظة.