رصد تقرير موسع أعدّه مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في الشرق الأوسط، بن هوبارد، مشاهد الدمار والرماد في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، التي استعادت بعضاً من نبضها بعد انتهاء الحرب وسقوط نظام بشار الأسد، معتبراً أنها تمثل إحدى أعظم الكنوز التاريخية التي لا تزال شاهدة على حضارات العالم القديم.
وخلال زيارة نظّمها وفد إعلامي دولي، لاحظ هوبارد أن أعمدة تدمر الشاهقة لا تزال تقف بشموخ رغم تعاقب الغزاة، حيث تصطف على الجادة الرئيسية للمدينة القديمة، التي كانت تربط بين معابدها وأسواقها ومسرحها الروماني، بينما تتيح القلعة المرتفعة مناظر بانورامية على أطلال المدينة المنكوبة.
وأشار التقرير إلى أن الدمار بات جلياً عند الاقتراب من المدينة، حيث سقطت أقواسها بفعل القصف، وطمست التماثيل على يد تنظيم "داعش"، وتحوّلت المعابد إلى أنقاض. ومع ذلك، توافد الزوار من السوريين والسياح لمعاينة الموقع الذي صمد لعقود، رغم أن الحرب مزّقت أركانه.
واستعرض هوبارد في تقريره مراحل الخراب الذي حلّ بتدمر خلال الحرب السورية، بدءاً من عام 2011 حين تحوّلت إلى ساحة معارك بين فصائل متعددة، مروراً بسيطرة تنظيم "داعش" عام 2015 الذي عمد إلى تدمير معالمها الأثرية بحجة مخالفتها لعقيدته، حيث فجّر معبد "بعل شمين" ولم يبقَ منه سوى بعض الركائز الحجرية المنقوشة.
ولفت التقرير إلى أن فندق "ديدمان تدمر"، الذي احتله لواء "فاطميون" التابع لإيران، بات شبه مدمر، وقد خلت جدرانه من الشعارات الطائفية التي خطّها المقاتلون. وتُظهر الصور المتداولة أن الغارات الجوية دمرت الفندق بالكامل، فيما تناثرت حوله بقايا شاحنات مدمرة.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور عمرو العظم، أستاذ التاريخ والأنثروبولوجيا في جامعة "شاوني ستيت" بولاية أوهايو، ومسؤول الآثار السوري السابق، أن إعادة إعمار تدمر تتطلب إمكانات لا تملكها السلطات الحالية، لكنها لا تفقد قيمتها التاريخية الاستثنائية، مؤكداً أن الموقع الأثري لا يزال يمثل أحد رموز الحضارة العالمية، رغم الخراب الذي طالها.
وأوضح التقرير أن تدمر، التي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 1980، لا تزال تحتفظ بسحرها التاريخي رغم الجراح، وقد كانت في السابق مركزاً حضارياً على طريق الحرير، وحكمتها الملكة زنوبيا قبل أن تسقط تحت سيطرة الإمبراطور الروماني أورليان في القرن الثالث الميلادي.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن زيارة تدمر اليوم تحمل في طياتها تأملاً مزدوجاً: استذكاراً لمجد تليد، وتأملاً في كيفية بناء مستقبل جديد لوطن أنهكته الحرب وأحرقته معاول الطغاة، لكن روحه ما تزال تنبض بين أعمدة التاريخ.
وجهت السيناتور الديمقراطية والعضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، جين شاهين، دعوة إلى إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب لإزالة القيود التي تعرقل توسيع نطاق التعاون مع الحكومة السورية المؤقتة، مشيرة إلى أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل "فرصة نادرة" لتعزيز المصالح الأمنية الأميركية واستقرار المنطقة.
وجاءت الدعوة ضمن رسالة رسمية وجّهتها شاهين ووقّعها أيضاً السيناتور الجمهوري جيم ريتش، إلى كل من وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، حثت فيها الإدارة الأميركية على اتخاذ خطوات عملية لتقليل المخاطر المرتبطة بالعقوبات المفروضة على سوريا، وفتح المجال أمام التعاون في قطاعات حيوية مثل الزراعة والطاقة والبنية التحتية والاتصالات والتعليم.
وأشارت شاهين إلى أن وزارتَي الخزانة والخارجية كانتا قد أصدرتا سابقاً رخصتين عامتين لتخفيف القيود، غير أن فعاليتهما كانت محدودة بسبب ما وصفته بـ "القيود الزمنية والجغرافية"، مطالبة بتوسيع نطاق التراخيص ومنح مزيد من المرونة للعاملين في الميدان.
واعتبرت شاهين أن تخفيف القيود سيمنح الأسواق السورية سيولة عاجلة، ويمنع الانهيار الاقتصادي في مرحلة مفصلية، كما أنه "شرط أساسي لتهيئة البيئة التي تعزز المصالح الأميركية في البلاد".
وتطرقت الرسالة إلى أولويات الأمن القومي الأميركي في سوريا، ومنها منع تحولها إلى منطلق للهجمات الإرهابية، والتصدي للنفوذ الإيراني والروسي، وإزالة بقايا الأسلحة الكيميائية، وتجفيف منابع الكبتاغون، إضافة إلى التعاون في ملفات الأميركيين المختفين، وعلى رأسهم الصحفي أوستن تايس.
كما حذرت شاهين من التحديات التي لا تزال ماثلة، مثل المجازر التي تشهدها مناطق غرب سوريا، وعمليات تهريب المخدرات التي تم رصدها في العراق، ومحادثات استمرار النفوذ الروسي داخل البلاد.
وأكدت شاهين أنه "في حال حققت الحكومة السورية المؤقتة تقدماً ملموساً في الملفات ذات الأولوية للولايات المتحدة، فإن الوقت قد حان لإزالة المزيد من الحواجز أمام التعاون الدولي، بما في ذلك تخفيف شامل للعقوبات"، محذرة في المقابل من أن "الفشل في تحقيق هذه التطلعات سيقود إلى عزلة اقتصادية ودبلوماسية متزايدة".
وأشارت السيناتور أيضاً إلى التنافس الإقليمي المتصاعد بين كل من تركيا وإسرائيل حول مستقبل سوريا، ما قد يشكل تهديداً مباشراً للمصالح الأميركية، داعية الإدارة إلى التدخل سريعاً لتنسيق المواقف بين الحليفين.
واختتمت شاهين رسالتها بالتأكيد على أهمية أن تُسرّع الإدارة الأميركية في مراجعة سياستها تجاه سوريا، وأن تعزز من وضوح موقفها تجاه الحكومة المؤقتة، مؤكدة استعدادها للتعاون مع الإدارة الأميركية لضبط هذه السياسة بناء على "مدى التزام الحكومة السورية الجديدة بالمصالح والقيم الأميركية".
شهدت مدينة حمص وسط سوريا، استنفاراً أمنياً في محاولة لاحتواء التدهور الأمني المتصاعد، تزامناً مع تسجيل عدة حوادث خطف وقتل خلال الأيام الماضية، بينها جرائم جنائية تتابعها السلطات الأمنية في المحافظة.
وأفادت مصادر محلية بأن المدينة شهدت مؤخراً حوادث متفرقة، بينها جريمة قتل راح ضحيتها شاب في حي وادي الذهب، بالإضافة إلى تسجيل حالات خطف في مناطق متفرقة من المدينة، بعضها انتهى بطلب فدية مالية.
وبحسب المصادر، أقدم مسلحان يستقلان دراجة نارية على إطلاق النار بشكل مباشر على رجل وابن أخيه عند مفرق ضاحية الوليد، مقابل مقهى "الهافانا"، ما أسفر عن مقتل الرجل على الفور، في حين لم ترد تفاصيل دقيقة عن حالة الشاب المصاب.
إلى ذلك وقعت جريمة ثالثة حيث اقتحم مسلحون منزلاً في الشارع 18 من حي كرم الزيتون، ما أدى إلى مقتل مفيد السليمان وشقيقه معين السليمان وزوجة أحدهما، في مشهد أعاد إلى الأذهان مقتل "كاظم بدور" في نفس الشارع قبل أيام.
وخلال شهر نيسان/ أبريل الجاري، تمكن قسم شرطة المحطة بمدينة حمص من القبض على مجموعة تقوم بتكسير زجاج السيارات ليلاً وسرقة محتوياتها، وأحالهم إلى الجهات المختصة أصولاً.
وفي إطار تعزيز الأمن في المنطقة، ألقت قوات الأمن العام القبض على مجموعة إجرامية متورطة في ترويع الأهالي ورمي القنابل في المدينة، ما أسفر عن وقوع إصابات وأضرار مادية خلال الأيام الماضية.
وكذلك ضمن الإجراءات الأمنية المتبعة لضبط الأمن، داهمت قوى الأمن العام في حي المهاجرين نفقًا في إحدى الأبنية، وأسفرت العملية عن ضبط عدد من الأسلحة، والقنابل وعدد من الذخائر المتنوعة.
وفي إطار تعاون الأهالي مع الدولة السورية لتعزيز الأمن في المناطق، سلّمت أهالي قرى الجميلية والمظهرية والأعور في ريف حمص الجنوبي الشرقي، سلاحها بشكل كامل للدولة السورية.
في سياق الجهود المتواصلة لقوات إدارة الأمن العام، تم العثور على كمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ومصادرتها، في قرى وبلدات ريف حمص الغربي، والتي أخفتها مجموعات خارجة عن القانون.
وفي مارس/ آذار الماضي أعلنت إدارة الأمن الداخلي في محافظة حمص متابعة مجريات التحقيق في جريمة قتل وقعت في حي الأرمن، وأشارت المعلومات إلى أن الحادثة قد تكون مرتبطة بثأر.
أكدت الجهات المختصة أن فرق التحقيق الجنائي تواصل عملها لكشف ملابسات الجريمة، فيما شددت إدارة الأمن العام على ضرورة عدم الانجرار وراء الأخبار المضللة، مؤكدة التزامها بإلقاء القبض على الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء المختص أصولاً.
وفي آذار الفائت أيضا تمكّنت إدارة الأمن العام في منطقة الزهرة من إلقاء القبض على عصابةٍ مكوّنةٍ من خمسة أفراد ، بعد تورطهم في سرقة سيارة محملةٍ بالأدوية في منطقة سكرة شرقي حمص.
وجاءت العملية عقب تلقي بلاغ من صاحب السيارة ذاته، حيث تمكنت الجهات الأمنية من تعقب الجناة وتوقيفهم خلال أقلّ من ساعتين، وضبط السيارة المسروقة بالإضافة إلى مركبة أخرى تبين أنها مسروقة أيضًا.
وخلال عملية القبض، اندلعت اشتباكات بالأسلحة بين عناصر الأمن والمجرمين، قبل أن تتم السيطرة على الموقف دون وقوع إصابات بين العناصر الأمنية. وتمت إحالة المتهمين إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة أصولاً .
وكان صرّح قسم شرطة الحميدية بمحافظة حمص، بإلقاء القبض على ثلاثة شبان أثناء تنفيذهم عملية تخريبٍ للسيارات، حيث لوحظ قيامهم بتحطيم زجاج السيارات ليلاً، لنهب محتوياتها.
وأوضحت الإدارة الأمنية، أنّ العملية جاءت نتيجة تكثيف الدوريات ومتابعة دقيقة للمناطق، وتواصل الجهات الأمنية التحقيق في الملابسات، واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقّ المخالفين.
وفي وقت سابق نفذت وحدات من الامن الداخلي عملية مداهمة استطاعت من خلالها القاء القبض على تجار ومروجي المخدرات في ريف حمص الجنوبي حيث تم ضبط مادتي الكبتاغون والحشيش قادمة من مناطق لبنانية بدعم من ميليشا حزب الله اللبناني.
ويذكر أن إدارة الأمن العام وقوات وزارة الدفاع السورية تبذل جهودا كبيرة في بسط الأمن والأمان وملاحقة المجرمين في حمص، بما فيها عمليات تحرير متخطفين، حيث أنه خلال ساعات قليلة تمكّنت قوات الأمن العام في وادي النصارى، من تحرير الشاب "رامي عمار منصور"، قبل أيام.
أثارت دعوات الرحمة والإنسانية التي اطلقتها لإعلامية الموالية لنظام الأسد البائد، المدعوة "غالية الطباع"، للرأفة بالحيوانات والكلاب الضالة في دمشق، موضع سخرية واستغراب، وهي التي صمتت طيلة حرب امتدت لـ 14 عاماً على الشعب السوري، قال فيها الأطفال والكبار والصغار، لم تحرك شيئاً بداخلها ولم يرفْ لها جفن، فتجاهلتْ عمليات القصف والتدمير والاعتقال والقتل التي مارسها الأسد ضد شعبه لمجرد أنه طالبَ بالحرية وقامَ بالثورة ضد سياسته القمعية.
ضمير يصحو من غيبوبته
بقي ضميرُ "الطباع" في غيبوبة طوال تلك الفترة، فتناستْ ٱلاف القصص المأساوية التي سببها ما يسمى النظام السوري السابق في البلاد، حتى بعد التحرير لم تتراجع أو تعتذر، أو تقدم تبريراً عن دعوات الإبادة وقتل السوريين التي سبقَ وطالبتْ بها خلال مناصرتها للأسد. حتى الصمت والخجل لم تلتزم بهما، لتعود وتخاطب الناس الذين يزورون الشام من المحافظات الأخرى، وتصفهم بـ القذرين الذين لا يستحمون.
اليوم يستيقظُ شعورُ الإنسانية داخلها فجاة دون سابق إنذار، هذا في حال كان موجوداً في الأساس. فوراً يصحى ضميرها وتتألم لمشاهد قتل الحيوانات ومنها الكلاب، فتطلق نداءات استغاثة، وتطلُّ على مواقع التواصل من خلال فيديو لتتفلسف بالدين الذي لا تفقه منه شيئاً، وتقدِّم مواعظاً وتوجه كلامها إلى مطلقي النار على الكلاب ومن تسبب بقتلهم. واتهمتهم بأنهم لا يفهمون بالإنسانية ولا يمتلكونها، وكأن أمها ارضعتها إنسانية بدلا من الحليب.
لا تتحمل إنهاء حياة كلب ولكن لامانع من قتل إنسان!!
وكل ذلك بكفة ورسالتها لقاتلي الكلاب بناء على رادع ديني في كفة أخرى، معربةً عن استيائها من فكرة أن هناك مخلوق الله أعطاه الحياة، فتم إنهائها بسبب مطلقي النار. وماذا عن ٱلاف البشر بمختلف الفئات العمرية الذين أنهى نظام الأسد حياتهم بدون أي سبب، بعد أن أطلقَ عليهم تُهماً ظالمة، لماذا تجاهلتهم الطباع؟
غالية صاحبة التاريخ الطويل والحافل بخطاب الكراهية والتمييز، فقد سبق وأن أبدتْ مواقف مماثلة في السابق، بما في ذلك تصريحاتها في عام 2020، حيث وصفتْ الفقراء الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها نظام الأسد بأنهم "يتصنعون الفقر" ولا يعبرون عنه علناً. كما أدلتْ بتصريحات في عام 2021 تدعو إلى قصف مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" بالأسلحة الكيميائية، بما في ذلك الأطفال الأكراد.
والٱن تستشهدُ بٱية من سورة الكهف "خمسة وسادسهم كلبهم"، مشيرةً إلى أن الله جمع الكلب مع أصحاب الكهف بالمعجزة، ثم دافعتْ عن الكلاب الذي قتلوها خوفاً من أن تهاجم الناس وتعضهم. وذكرتْ قصة سيدنا نوح عندما وضع في سفينته حيوانات وانقذهم، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان لديه كلب لحراسة الغنم. ثم نادتْ صاحبة دعوات الإبادة إلى وقف القتل والدماء، ونشر ثقافة الحب، وترى أن الحيوانات قدوتها في الحياة تتعلم منهم البراءة والوفاء والحب وعدم مهاجمة بعضهم البعض.
"غالية الطباع" من نفايات الأسد تثير الجدل بخطاب عنصري ضد أهالي إدلب ودعوات لتأديبها
وتواصل الإعلامية الموالية لنظام الأسد البائد، المدعوة "غالية الطباع"، تقديم خطاب العنصرية والكراهية، مما يثير المزيد من الجدل في المجتمع السوري، ليس آخرها الدعوات المثيرة للجدل لترحيل السوريين القادمين من محافظات أخرى إلى مناطقهم، خصوصًا من العاصمة دمشق.
وسبق أن ظهرت "الطباع" المعروفة بولائها للنظام البائد والتي كانت تعمل في قناة "شام إف إم، والتي أثارت الجدل سابقاً بدعوات للإبادة وقتل السوريين، في مقطع فيديو عنصري، وصفت الطباع السوريين من محافظة إدلب بأنهم "قذرون" و"وسخون" و"لا يستحمون"، مطالبًا بتنظيف العاصمة منهم، حيث ادعت أنهم "يسيئون للمنظر العام" ولا يشبهون "تقليدنا وعاداتنا".
وأثارت مواقف الطباع ردود فعل كبيرة في الأوساط الشعبية والأهلية وعبر نشطاء الحراك الثوري السوري وفعاليات شعبية وأهلية ومدنية بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي عن استنكارهم ورفضهم لهذا الخطاب المناطق بصورة قذرة وبذيئة، مطالبين السلطات المعنية بمحاسبتها وإحالتها للتأديب.
ورأى البعض أن مواقف "الطباع" تعكس حالة من التمييز الممنهج ضد فئات معينة في المجتمع السوري، يرى آخرون أن هذه التصريحات تمثل نموذجًا لإعلام يروج لسياسات السلطة الحاكمة في عهد الأسد، مما يعكس حالة التوتر الاجتماعي والسياسي في البلاد.
واعتبر الرافضون لمواقفها، أن هذه التصريحات ليست حالة فردية، بل إنها تعكس ظاهرة العنصرية المناطقية التي تفشت في سوريا على مدى عقود، وذكر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة عن العنصرية التي تُمارس يوميًا ضد المواطنين بناءً على انتمائهم الجغرافي.
في السياق، كشف الإعلامي السوري موسى العمر عن تقديم بلاغ ضد الطباع إلى النيابة العامة والمحامي العام، في خطوة تهدف إلى محاسبتها على تصريحاتها التي اعتُبرت تهديدًا للوحدة الوطنية والتمييز العنصري.
وعلق وزير الخارجية "أسعد الشيباني" في منشور عبر منصة "إكس"، أكد فيه أن "إدلب قلب الثورة وعاصمتها"، وقال: "إدلب.. قلب الثورة وروحها، حضن الأحرار وملاذهم، سيروي زيتونها حكايات الصمود جيلاً بعد جيل، كانت ملجأ للانحسار ومنطلقا للتحرير، وستبقى عاصمة الثورة السورية".
ورغم ذلك، ردّت الطباع على هذه التطورات قائلة إن سوريا تعيش في "زمن الحرية" وأنها لا تخشى من أية تبعات. كما أكدت أنها كانت تسعى إلى انتشار الفيديو ووصوله إلى الحكومة، مشيرة إلى أن لها "أصدقاء كثر في الأمن العام والقيادة الجديدة"، ثم خردت بفيديو آخر تبرر وتقول إنها لم تقصد أهالي إدلب.
تاريخ طويل من خطاب الكراهية والتمييز
ما قدمته غالية الطباع ليس غريبًا عن تاريخها في نشر خطاب الكراهية والعنصرية. فقد سبق وأن أبدت مواقف مماثلة في السابق، بما في ذلك تصريحاتها في عام 2020، حيث وصفت الفقراء الذين يعانون من الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها نظام الأسد بأنهم "يتصنعون الفقر" ولا يعبرون عنه علنًا. كما أدلت بتصريحات في عام 2021 تدعو إلى قصف مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" بالأسلحة الكيميائية، بما في ذلك الأطفال الأكراد.
انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يوم الاثنين 21 نيسان رفاتاً غير محمية (دفن جزئي غير مكتمل) تعود لسبعة أشخاص، بعد بلاغ من السلطات ومن مدنيين في المنطقة عن وجود بقايا عظمية بشرية في أرض زراعية قرب مدينة سراقب بريف إدلب الجنوبي.
تفاصيل انتشال الرفات:
وصل بلاغ من السلطات ومن رعاة أغنام في المنطقة بالعثور على بقايا عظمية بشرية في أرض زراعية غربي مدينة سراقب، توجهت فرق البحث في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) إلى الموقع وفق البلاغ، وبحسب توصيف السكان فإن المنطقة كانت خط تماس وفُقد فيها 7 من أبناء المنطقة خلال المعارك في بداية عام 2020.
وشاهدت الفرق عندما وصلت عظام بشرية متناثرة بالمكان وبقايا ألبسة، وكانت الرفات غير محمية (دفن جزئي غير مكتمل) متباعدة وتتراوح المسافة بين كل رفات وأخرى من 10 أمتار إلى 30 متراً، ويوجد رفات محروقة، ووفق الأهالي يوجد تطابق باللباس والأعمار وفق المعطيات الأولية بين الأشخاص الذين فقدوا وبين الرفات التي عثر عليه.
وعملت الفرق على توثيق الرفات وانتشالها وجميع الأعمال تمت وفقاً للبروتوكولات الخاصة بتوثيق وجمع الرفات وانتشالها.
الرفات المجهولة التي تم انتشالها من قبل فرق البحث في الدفاع المدني السوري من بداية شهر كانون الأول عام 2024 حتى 20 نيسان 2025.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) رفاتاً غير محمية وغير محمية ومعرّضة للاندثار تعود لثلاثة أشخاص من ثلاثة مواقع في ريفي إدلب (قرية سرجة الشرقية قرب معرة النعمان رفات تعود لشخصين من موقعين) وحماة (مدينة كفرنبودة) ، خلال الفترة الممتدة بين 12 و18 من شهر نيسان.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يوم الجمعة 8 نيسان رفاتاً منقولة وغير محمية ومعرّضة للاندثار من موقعين وتعود لأربعة أشخاص، ثلاثة منهم في مدينة كفرنبودة بريف حماة، ورفاتاً تعود لشخص واحد في قرية حزارين في ريف إدلب الجنوبي.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يوم الجمعة 28 آذار رفاتاً منقولة وغير محمية ومعرّضة للاندثار وتعود لأربعة أشخاص مجهولي الهوية في قرية رسم الورد في ناحية سنجار التابعة لمعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) يوم الجمعة 20 آذار رفاتاً منقولة وغير محمية ومعرّضة للاندثار وتعود لثلاثة أشخاص مجهولي الهوية في منطقة ريما قرب يبرود في ريف دمشق الشمالي، وسلمتها إلى الطبابة الشرعية (مركز الاستعراف) في مدينة دمشق.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري يوم الاثنين 24 شباط رفات أكثر من 20 جثة وفق المعطيات الأولية، مجهولة الهوية وغير مدفونة مكشوفة ومعرضة للاندثار (غير محمية)، من قبو بناء سكني في بلدة سبينة في ريف دمشق.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري يوم الأحد 23 شباط رفات مكشوفة وغير محمية ومعرّضة للاندثار وتعود لشخصين مجهولا الهوية من داخل قطعة عسكرية لنظام الأسد (اللواء 34 دبابات التابع للفرقة التاسعة) في قرية المسمية ريف درعا الشمالي الشرقي.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري رفات 7 أشخاص غير محمية ومعرضة للاندثار، من داخل بئر تجمعي، في قرية الباني في ريف حماة الغربي، بعد بلاغ من قبل أحد الأهالي في القرية.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري رفات 24 شخصاً وفق المعطيات الأولية، مجهولة الهوية غير مدفونة ومكشوفة ومعرضة للاندثار (غير محمية)، من موقعين في بلدة سبينة في ريف دمشق، وتمت عملية الانتشال خلال يومي 28 و 29 كانون الثاني 2025، بعد وصول بلاغ للفرق من سكان بالبلدة وناشطين
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري رفاتاً مجهولة الهوية غير مدفونة موجوة فوق سطح الأرض مكشوفة و معرضة للاندثار من حي التضامن في مدينة دمشق، ووفق التقييم الأولي فإن الرفات تعود لشخصين على الأقل، وتمت عملية الانتشال في7 كانون الثاني 2025، بعد وصول بلاغ للفرق من سكان بالحي وناشطين.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري رفاتاً مجهولة الهوية مكشوفة غير مدفونة في موقع مكشوف، يتراوح عدد الجثث التي تعود إليها الرفات ووفق التقييم والمعطيات الأولية بين 20 ـ 25 جثة، يوم الاثنين 30 كانون الأول، وجاءت عملية الانتشال بعد بلاغ وصل للفرق بوجود رفات، في منطقة القبو بريق حمص الشمالي الغربي.
▪️انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري 21 رفاتاً وجثة يوم الأربعاء 18 كانون الأول، وجاءت عملية الانتشال بعد بلاغ وصل للفرق بوجود جثث ورفات، في موقع في مدينة السيدة زينب في ريف دمشق الجنوبي الشرقي.
▪️ انتشلت فرق البحث في الدفاع المدني السوري رفات 7 جثث يوم الثلاثاء 17 كانون الأول، وجاءت عملية الانتشال بعد بلاغ وصل لفرق الدفاع المدني السوري بوجود رفات تم العبث بها ضمن قبر مفتوح، في موقع قرب مدينة عدرا في ريف دمشق الشرقي.
▪️انتشلت الفرق رفات 21 جثة منقولة مجهولة الهوية الاثنين 16 كانون الأول، وجاءت عملية الانتشال بعد بلاغ بوجود رفات منقولة مكشوفة غير مدفونة في موقع مفتوح طريق مطار دمشق الدولي في ريف دمشق الشرقي
يركز دور فرق الدفاع المدني السوري حالياً على الاستجابة الطارئة لنداءات الأهالي بوجود رفات مكشوفة غير مدفونة لتقوم الفرق ضمن ضوابط الالتزام الصارم بالمبادئ الإنسانية والجنائية، بتوثيق وجمع الرفات وتسليمها للطب الشرعي وفقاً للبروتوكولات الخاصة والتنسيق لاستكمال كافة الإجراءات الخاصة بحفظها بما يساعد في إمكانية التعرف عليها لاحقاً.
ولا تقوم فرقنا بفتح أي مقابر جماعية ولا تستخرج أي رفات مدفونة فيها، وإنما تعمل في إطار الاستجابة للتعامل مع الجثامين والقبور المفتوحة أو الرفات المكشوفة خارج المقابر الجماعية، إذ أن التعامل مع المقابر الجماعية يحتاج إلى ولاية قضائية وجنائية وإلى فرق مختصة وتفويض قانوني، بالإضافة إلى وجود تقنيين مختصين ومختبرات متخصصة لضمان التعامل مع الرفات بشكل علمي ودقيق.
وتوضح المؤسسة أن مخاطر كبيرة تتعرض لها المقابر الجماعية المنتشرة في سوريا نتيجة النبش العشوائي والتدخلات غير المهنية التي تهدد بشكل مباشر كرامة الضحايا وحقوقهم وحقوق عائلاتهم، وتهدد الجهود المستقبلية لتحقيق المساءلة والعدالة.
وتؤكد إن النبش العشوائي والتدخلات غير المهنية تؤدي إلى تدمير الأدلة الجنائية في المقابر، ما يُفقد فرصة مهمة لاكتشاف التفاصيل التي قد تُساعد في تحديد هوية الضحايا والمتورطين في الجرائم المتعلقة باختفائهم، كما أنها تؤدي لتدمير للأدلة ولمسرح الجريمة ومعرفة المتورطين بهذه الجرائم يعرقل الجهود الرامية إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم وضمان تحقيق العدالة.
وقالت إن إن حماية المقابر يجب أن تكون أولوية للحفاظ على كرامة الضحايا ومعرفة هوية ومصير المعتقلين والمفقودين وضمان تحقيق العدالة لعائلاتهم، ومن الضروري أن تتكاتف جهود جميع الأطراف بدءاً بالمؤسسات والجهات العاملة في هذا المجال و المجتمعات المحلية والسلطات للتعامل مع هذا الملف على نحوٍ عاجل وبقدر عالٍ من المهنية، لمعرفة مصير عشرات آلاف المفقودين وتقديم الأجوبة الشافية لعائلاتهم ومحبيهم.
ملاحظات مهمة حول عمل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء):
▪️تستجيب فرق الدفاع المدني السوري بحال تلقي بلاغات عن رفات مكشوفة أو قبور مكشوفة الرفات فيها مهددة بالعبث والضياع.
▪️ فرق الدفاع المدني السوري لا تبحث أبداً عن رفات ولا عن مقابر جماعية حالياً إنما فقط تستجيب في حال تلقي البلاغات.
▪️لا نقوم أبدا بنبش القبور أو فتحها أو فتح المقابر الجماعية أو استخراج الرفات منها.
▪️ فتح القبور دون تصريح تعديد كبير يؤدي للعبث بالأدلة، وانتهاك للمعايير الدولية، وتعريض التحقيقات الجنائية المحتملة للخطر.
▪️التعامل مع المقابر الجماعية وفتحها يحتاج إلى ولاية قضائية وجنائية وإلى فرق مختصة وتفويض قانوني، بالإضافة إلى وجود تقنيين مختصين ومختبرات متخصصة لضمان التعامل مع الرفات بشكل علمي.
▪️التدخلات غير المهنية التي تتعرض لها المقابر الجماعية من قبل غير مختصين يجب أن تتوقف وتمثل انتهاكاً لكرامة الضحايا وحقوقهم وحقوق عائلاتهم، وتؤدي إلى إلحاق ضرر بالغ بمسرح الجريمة والأدلة الجنائية التي يمكن أن تساعد في كشف مصير المفقودين والمتورطين في جرائم اختفائهم ومحاسبة مرتكبي تلك الجرائم
استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، يوم الثلاثاء، رئيس الطائفة الشيعية في سوريا، الشيخ عبد الله نظام، في لقاء تناول مستجدات الأوضاع في سوريا وسبل دعم استقرارها وتعزيز وحدتها الوطنية.
وأفاد المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء أن اللقاء شهد تأكيداً من السوداني على موقف العراق الثابت في الوقوف إلى جانب الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته، مشدداً على دعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وضرورة الحفاظ على تكامل نسيجها المجتمعي.
كما أكد الجانبان على أهمية توحيد الخطاب الديني المعتدل والداعم للتعايش والسلم الأهلي، مشيرين إلى دور رجال الدين في تعزيز الوحدة المجتمعية ونبذ التطرّف، وتكريس مفهوم المواطنة بما يحقق العدالة الاجتماعية ويقوي أواصر التماسك الوطني بين أبناء الشعب السوري، في إطار جهود ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي مؤتمر صحفي سابق، قال السوداني: "سوريا بلد عربي شقيق، ولا يمكن تجاهل دورها في استقرار الإقليم"، داعياً إلى "الفصل بين ماضي الشخصيات وأدوارهم الحالية"، ومؤكداً على طموح العراق بلعب دور الوسيط الإقليمي الفاعل.
وسبق أن أعلن رئيس الوزراء العراقي توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري أحمد الشرع لحضور القمة العربية المرتقبة في بغداد خلال مايو/أيار المقبل. وتأتي هذه الخطوة بعد مكالمة هاتفية جرت بين الطرفين مطلع أبريل/نيسان، أكد خلالها الجانبان أهمية فتح صفحة جديدة من التعاون ومواجهة التحديات المشتركة.
استقبل الأستاذ "قتيبة بدوي"، رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، وزير النقل والبنية التحتية التركي، السيد "عبد القادر أورال أوغلو" والوفد المرافق له، وذلك في مقر الهيئة بدمشق، في خطوة تعكس تطور العلاقات الثنائية بين الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية.
تناول اللقاء سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات النقل واللوجستيات، حيث استعرض الجانبان العرض المقدم من الجانب التركي لتحديث أنظمة النقل والاتصالات في سوريا، والذي يشمل إعادة تأهيل المطارات وشبكة السكك الحديدية، وتطوير الموانئ البحرية، وإنشاء أحواض لصناعة السفن والعديد من المشاريع الأخرى.
كما أعرب الوزير التركي عن رغبة المستثمرين الأتراك في الاستثمار في مختلف قطاعات النقل والموانئ السورية، مؤكدًا على استعداد بلاده لدعم جهود إعادة التأهيل والتنمية في هذا القطاع الحيوي.
وشدد الطرفان على أهمية تفعيل الترانزيت الدولي عبر الأراضي السورية، بما يعزز من موقع سوريا الاستراتيجي كممر تجاري إقليمي، إضافة إلى تنظيم دخول وخروج الشاحنات بين سوريا وتركيا، بما يسهّل حركة البضائع ويعزز التبادل التجاري.
كما تم التوافق على ضرورة تفعيل خطوط نقل الركاب والبضائع بين الموانئ السورية والتركية، مما يسهم في تسهيل حركة السفر والتجارة البحرية، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.
يأتي هذا اللقاء في إطار جهود البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ودعم مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية في سوريا، بما يسهم في تنشيط الاقتصاد الوطني وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.
سجّلت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" إصابة 28 شخصاً، بينهم حالتان حرجتان وأربع نساء، جراء حريق كبير اندلع مساء الثلاثاء 22 نيسان/أبريل، في محطة محروقات بمدينة الباب بريف حلب الشرقي، وامتدت ألسنة اللهب إلى منازل ومستودعات مجاورة، ما أدى إلى أضرار واسعة.
وأوضحت المؤسسة أن من بين المصابين أربعة من عناصر الإطفاء التابعين للدفاع المدني، تعرّضوا لحالات ضيق تنفس وإجهاد نتيجة استنشاق الدخان الكثيف وارتفاع درجات الحرارة، على الرغم من التزامهم بإجراءات السلامة المهنية.
وشاركت سبع فرق إطفاء في عملية إخماد الحريق، إلى جانب أربع سيارات إسعاف قدّمت الإسعافات الأولية للمصابين، وأسعفت 16 منهم، معظمهم كانوا يعانون من صعوبات تنفسية بسبب استنشاق الدخان.
ووفق المعلومات الأولية، فإن ماساً كهربائياً وقع أثناء عملية نقل الوقود يُرجّح أنه السبب المباشر لاندلاع الحريق، الذي ألحق خسائر مادية كبيرة بمحطة الوقود والمنشآت السكنية والتجارية المجاورة.
وأشادت "الخوذ البيضاء" بالدور الفاعل الذي قدّمه الأهالي والفعاليات المحلية في دعم جهود الإطفاء، عبر تأمين كميات من المياه لفرق الدفاع المدني، رغم النقص الحاد في الموارد المائية الذي تعاني منه مدينة الباب.
وسبق أن قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في تقرير موسع لها، إن الحرائق التي تجتاح الغابات والحقول في شمال غربي سوريا، تشكّل تهديداً كبيراً يتزايد مع مرور الوقت، خصوصاً خلال أشهر الصيف الحارة، وتمثل هذه الحرائق خطراً جسيماً على حياة السكان المدنيين، لا سيما أولئك الذين يعيشون في المخيمات والمنازل المحيطة بالمناطق الزراعية والغابات، ومع استمرار الأزمة الإنسانية في سوريا، تفاقم الحرائق من الوضع بشكل خطير
أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، يوم الثلاثاء 22 نيسان/أبريل، عن إلقاء القبض على العميد سليمان التيناوي، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية في عهد النظام السابق، وذلك خلال عملية أمنية نُفّذت في ريف محافظة اللاذقية.
وبحسب بيان الوزارة، فإن العميد المعتقل يُواجه تهماً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، من بينها التورط في مجزرة مروعة ارتكبتها قوات النظام في مدينة جيرود بريف دمشق في تموز 2016، والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين.
وفقاً لموقع "مع العدالة"، عُرف التيناوي بكونه اليد اليمنى لجميل حسن، حيث تولى مهمة التنسيق مع قيادات "حزب الله" اللبناني، من بينهم الدكتور حسن حمادة، كما شارك في دعم مجموعات شيعية في البحرين، في إطار سياسة إقليمية طائفية اعتمدها النظام السابق.
مع انطلاق الثورة السورية في عام 2011، انخرط التيناوي في عمليات القمع بصفته مسؤولاً مباشراً عن أرشفة الوثائق السرية للمخابرات الجوية، ما جعله مطلعاً على معظم الأوامر الصادرة والعمليات الأمنية التي نفّذتها الإدارة، فضلاً عن توليه التنسيق مع وحدات النظام الأخرى في العمليات العسكرية والاستخباراتية.
مجزرة جيرود.. تورط موثق
تتهم منظمات حقوقية العميد التيناوي بلعب دور مركزي في مجزرة جيرود التي وقعت في تموز 2016، والتي قُتل فيها ما لا يقل عن 70 مدنياً، إثر قصف جوي ومدفعي مكثف نفذته قوات النظام انتقاماً لأسر الطيار نورس حسن بعد إسقاط طائرته من قبل فصائل المعارضة أثناء قصفه لمناطق مدنية في القلمون الشرقي.
ويُعتقد أن التيناوي أشرف على العملية بشكل مباشر، وكان له دور في التنسيق بين وحدات المخابرات الجوية وقوات النظام لتنفيذ الهجوم، إضافة إلى توليه مهمة التفاوض لاحقاً مع وجهاء المنطقة لفرض "تسوية أمنية" على المدينة.
صعود متسارع في جهاز المخابرات
وفي تموز 2018، كوفئ التيناوي على ولائه المطلق وتم ترفيعه إلى رتبة عميد، وتعيينه رئيساً لفرع المعلومات في إدارة المخابرات الجوية، وهو المنصب الذي يُشرف على جمع وتحليل كافة المعلومات المتعلقة بالعاملين في الجهاز والمدنيين المرتبطين به، فضلاً عن دوره في دعم العمليات العسكرية والاستخباراتية للنظام السابق.
وكان التيناوي قد استخدم علاقاته الواسعة داخل مدينته جيرود لتجنيد شبكات من المخبرين والجواسيس، كما شارك في اقتحامات ميدانية بالتنسيق مع شعبة المخابرات العسكرية والجيش، وارتبط اسمه بسلسلة انتهاكات طالت سكان المنطقة خلال سنوات الحرب.
يُشار إلى أن اعتقال التيناوي يُعد أحد أبرز التحركات القضائية في ملف محاسبة ضباط النظام السابق، وسط دعوات متزايدة من منظمات حقوقية لتوسيع التحقيقات ومحاسبة جميع المتورطين في جرائم بحق المدنيين السوريين.
قال فراس طلاس، نجل وزير الدفاع الأسبق في نظام الأسد، مصطفى طلاس، إن كلاً من "تركيا وأمريكا وبريطانيا" توصلت إلى تفاهم مشترك يقضي بتكليف أحمد الشرع بقيادة "سفينة متهالكة"، في إشارة إلى سوريا التي دمّرها بشار الأسد، ليس فقط بسرقة محركاتها، بل بفتح آلاف الثقوب في جسدها، بينما وقف النظام العالمي متفرجاً، بل ومستمتعاً بمشهد الانهيار، حسب وصفه.
وهاجم طلاس في منشور على صفحته على "فيسبوك"، المعارضة التقليدية، قائلاً إن النظام العالمي نصب على رأس المشهد "ثلة من التافهين" – في إشارة إلى بعض شخصيات الائتلاف – كي يُشغلوا الناس بخطابات جوفاء عن دورهم "المرتقب" في إنقاذ سوريا، في حين كانت المهام الحقيقية تحاك في غرف القرار الدولية.
وأضاف طلاس أن بريطانيا وتركيا نجحتا في إقناع الولايات المتحدة بتجربة دعم الشرع، على مبدأ: "إن نجح فسيكون الإنجاز منسوباً إلينا، وإن فشل، فسيُصنّف كوجه متطرف لا يمثل كل السوريين". إلا أن المفاجأة – بحسب طلاس – أن الشرع نجح بالفعل في إزاحة الأسد، وأصبح اليوم على رأس دولة متهالكة، لكنها ما تزال تحمل أهلها ومستقبلها على ظهرها.
وتابع قائلاً: "رغم أن السفينة مهترئة ومليئة بالثقوب، إلا أنها ما تزال تسير، وتقلّ أهلنا ومستقبلنا معها. لذلك، فإن الطريق الوحيد المتاح أمامنا الآن هو دعم الشرع ومساعدته على إيصالها إلى بر الأمان، لأن إنقاذ السفينة يعني إنقاذ سوريا".
وختم طلاس حديثه بالتشديد على أن الطريق نحو الاستقرار طويل وشاق، ويتطلب من الجميع العمل بجدية، بعيداً عن التذمر أو المماطلة.
فراس طلاس: بشار الأسد قال لي في بداية الثورة "لا يهمني تدمير الدولة ما دمتُ رئيساً
وفي تصريحات سابقة، كشف فراس طلاس، عن تصريحات صادمة أدلى بها بشار الأسد في الأسابيع الأولى لانطلاق الثورة السورية، مؤكداً أن الأسد أبلغه حينها بأنه لا يمانع تدمير الدولة السورية "طالما بقي رئيساً".
وفي مقابلة مع صحيفة "ميكور ريشون" العبرية، أوضح طلاس أن هذه التصريحات جاءت قبيل استخدام الجيش لقمع المظاهرات الشعبية، في وقت كان يعارض فيه شخصياً الممارسات العنيفة ضد المحتجين.
وقال طلاس إن الأسد أخبره بوضوح: "سوف نكسر هؤلاء المحتجين، وبعدها سنفكر في الإصلاحات"، مضيفاً أن رأس النظام السوري نفى وجود فساد في العائلة الحاكمة، بل أكد أنها "تحمي الدولة"، وترى لنفسها "الحق في ثراء البلاد دون محاسبة".
وأضاف طلاس: "منذ صغره كان بشار شخصية إشكالية، غيوره من شقيقه باسل. كانت علاقته بوالده مليئة بالتوتر والكراهية. وهو معروف بالكذب، يصدر أوامر للوزراء ثم يتنصل منها علناً ويهينهم".
وتحدث طلاس عن ظروف خروجه من سوريا، موضحاً أنه كان يعارض ممارسات النظام منذ الأيام الأولى في السر، ثم أعلن موقفه لاحقاً، ما دفع الأسد لإرسال مبعوثين للضغط عليه وإسكاته. وذكر أنه تلقى تحذيرات من ضباط كبار بأن قراراً صدر بتصفيته جسدياً، فاختار الهرب حفاظاً على حياته. وتابع: "بعد مغادرتي صدر قرار بإعدامي، وصودرت أملاكي وأموالي بالكامل".
أعلنتْ وزارة الصحة السورية، عن إطلاق حملة لتعزيز اللقاح الروتيني ومتابعة الأطفال المتسربين من اللقاحات، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، والتي تستهدف الأطفال الذين أعمارهم تحت سن الخامسة.
وتشمل الحملة جميع المراكز الصحية وفرق اللقاح الجوالة في مختلف أنحاء سوريا. وستُنفذ ضمن الفترة ما بين الحادي والعشرين والثلاثين من شهر نيسان/أبريل الجاري.
أهداف الحملة وأنواع اللقاحات
وكما هو معروف عند حملات اللقاح، الفرق الطبية تتحرى الحالة التلقيحية والصحية للأطفال، وبناء عليها تقرر أنواع اللقاحات التي يحتاجها الطفل، وتركز الحملة على تحري الحالة التلقيحية للأطفال الذين بعمر دون الخامسة.
وتعمل على التأكد من أنهم تلقوا لقاحاتهم الروتينية الضرورية، مع ضرورة رفع نسب التغطية، عدا عن إعطاء الأطفال فيتامين "ألف" بحسب فئتهم العمرية، وتستهدف وزارة الصحة نحو 3.2 ملايين طفل، وتوقعت تلقيح 256 ألف طفل خلال الحملة.
وبالنسبة لأنواع للقاحات التي تُقدم خلال الحملة اللقاح الخماسي (الذي يشمل الدفتيريا والسعال الديكي والكزاز ومستدمية نزلية والتهاب الكبد البائي)، لقاح الشلل العضلي، لقاح الشلل الفموي، لقاح السل، لقاح التهاب الكبد البائي، ولقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية MMR".
توعية الناس حول اللقاحات
عملتْ صفحات في منصات التواصل الاجتماعي على نشر أخبار مهمة عن الحملة، لتخبر الناس عن مواعيدها والمركز التي يمكن أن يجدوا فيها خدمة اللقاح، مع وضع بعض المعلومات التوعوية التي يحتاجها الأهالي في هذه الحالة.
كما شجعوا الناس على تلقيح أطفالهم وأكدوا لهم أن اللقاح ٱمن وفعّال ومجاني، وموصى به من منظمة الصحة العالمية، وعدم استكماله يعني عدم التلقيح، والهدف العام منه حماية الأطفال من الأمراض المشمولة ببرنامج التلقيح الوطني، ورفع نسب التغطية بجرعات اللقاح كافة، وتخفيض معدل المرضى والوفيات.
عدا عن الحديث عن الأعراض الشائعة التي من الممكن أن تنتج عن اللقاح مثل (الرشح أو الإسهال أو ارتفاع الحرارة البسيط ) والتي لا تمنع من التلقيح.
صفحات تُوثق الحملة
وحرصتْ صفحات على نشر صور ومقاطع فيديو تم التقاطها خلال الحملة، لتوثيق العمل إعلامياً، فظهرَ أطفال يتلقون اللقاح وذلك بعدة أماكن من سوريا، ومن المنشورات التي أُرفقت مع الصور: "تبدأ مديرية الصحة في محافظة طرطوس اليوم حملة لتعزيز اللقاح الروتيني للأطفال دون سن الخامسة، مستهدفةً 93 ألف طفل، بمشاركة 96 مركزاً صحياً، و503 من الكوادر الصحية ضمن الفرق الجوالة".
وأيضاً: "زارَ وفد من منظمة الصحة العالمية، ممثلاً عن مكتبي دمشق وغازي عنتاب، قسم اللقاح في مركز أبي ذر الصحي بمدينة ادلب، وذلك للاطلاع على سير العمل ضمن حملة تعزيز اللقاح الروتيني التي أطلقتها وزارة الصحة. وخلال الزيارة اطلع على آلية تنفيذ الحملة، والتحديات التي تواجه فرق العمل، كما أثنى على الجهود المبذولة لضمان وصول اللقاح إلى الفئات المستهدفة وتحقيق أهداف الحملة".
أثار الإفراج عن "مصطفى نصر العلي"، أحد عناصر "الفرقة 25 مهام خاصة" المرتبطة بالعميد سهيل الحسن، غضباً واسعاً في الأوساط السورية، بعد ظهوره ضمن مجموعة ضباط مفرج عنهم من سجن عدرا في العاصمة دمشق.
وأعلن الصحفي الموالي للنظام السابق "بشار برهوم"، أن عملية تسليم دفعة من الموقوفين العسكريين معظمهم من الساحل من سجن عدرا إلى ذويهم جرت بتاريخ 19 نيسان 2025.
ووفقًا للناشط "برهوم"، فإن ذلك "برعاية كريمة" من خيرات عبدو عارف (أبو عبد العظيم)، الذي يشغل منصب مسؤول المتابعة الأمنية في محافظة اللاذقية، وفق تعبيره.
فيما تصدر مشهد الإفراج عن "العلي"، المنحدر من قرية الفان الوسطاني في ريف حماة الشمالي، الحدث وأثار جدلا واسعا.
وذلك كونه كان واحداً من أبرز المقاتلين في صفوف قوات نظام الأسد البائد وشارك في عمليات عسكرية في إدلب، حماة، دير الزور، وحلب.
وقد وثّقت صور متداولة ظهوره واقفاً فوق جثث قتلى، في مشهد أثار صدمة واسعة منذ سنوات، وظل حاضراً في ذاكرة السوريين كأحد رموز الوحشية الميدانية.
ورغم هذا الأرشيف الثقيل، لم يُقدّم "العلي" لأي محاكمة علنية أو يخضع لمساءلة قانونية، ما جعل الإفراج عنه دون توضيحات رسمية موضع انتقاد حاد، وطرح تساؤلات حول آلية اتخاذ قرارات العفو أو إطلاق السراح، خاصة في ظل غياب أي معايير واضحة للعدالة الانتقالية أو محاسبة المتورطين في جرائم ضد المدنيين.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سياق أوسع من التحولات التي يشهدها المشهد الأمني في سوريا بعد سقوط النظام البائد، إلا أن الإفراج عن شخصيات ذات سجل دموي، يضع علامات استفهام كبرى حول مسار المصالحة ومدى التزام الجهات الرسمية بمحاسبة الجناة وإنصاف الضحايا.