تخيل أن تفتح هاتفك ذات صباح، وتتفقد صورك اليومية، لتجد نفسك وقد أصبحت بملامح أنمي ساحرة كأنك خرجت للتو من فيلم من إنتاج "استوديو غيبلي"، حيث الألوان حالمة، والخطوط ناعمة، وكل صورة تحولت إلى لوحة تنبض بالخيال والحنين.
هذا ليس خيالًا، بل ترند بصري جديد اجتاح منصات التواصل الاجتماعي السورية خلال الأيام الماضية، بعد التحديث الأخير من ChatGPT، والذي أتاح تحويل الصور إلى أسلوب الرسوم المتحركة الشهير الخاص بـ"استوديو غيبلي"، أحد أعظم صانعي الأنمي في العالم.
من الذكريات الشخصية إلى أيقونات الشاشة السورية
السوريون، كالعادة، التقطوا هذا الترند وأضافوا له طابعهم الخاص. فإلى جانب تحويل صورهم الشخصية إلى رسومات جيبلي، استعاد كثيرون مشاهد محفورة في الذاكرة الجماعية، فأعادوا رسم لحظات من أعمال درامية خالدة، مثل "الفصول الأربعة" للمخرج الراحل حاتم علي، ومشهد الرقص الشهير بين خجو وصبحية في مسلسل "بكرا أحلى"، أو حتى جلسة أولاد أبو راشد في محل الحلويات من "بيت جدي".
من الوجدان الشعبي إلى السخرية السياسية
ولأن السوريين لا يفوّتون فرصة للسخرية الذكية، لم يخلُ الترند من تحويلات ساخرة لصور رموز النظام السابق. فقد انتشرت صورٌ لـ بشار الأسد ووالده حافظ بملابس داخلية بأسلوب جيبلي، وكذلك صورة "المدام فاتن" التي أثارت جدلاً في 2020 عندما ظهرت وهي تهين رجالًا يقفون أمام جمعية استهلاكية.
قصر الشعب بالألوان الحالمة.. وصورة الرئيس والحرية
حتى قصر الشعب، الذي كان يومًا ما قلعة مغلقة بوجه الناس، دخل المشهد بأسلوب جيبلي، لكن هذه المرة بملامح مختلفة. إحدى أكثر الصور تداولًا كانت للرئيس أحمد الشرع وعقيلته لطيفة الدروبي خلال استقبال أبناء الشهداء في عيد الفطر، وقد حوّلت بأسلوب غيبلي لتبدو وكأنها مشهد من فيلم إنساني دافئ. الصورة حصدت إعجابًا واسعًا، واعتُبرت من أجمل ما أنتجه هذا الترند في سوريا، لما حملته من رمزية وحنان وحضور أبوي واضح.
كما تم تداول صورة أخرى للرئيس وعقيلته بين الأطفال، داخل حديقة قصر الشعب، بعد تحويلها إلى نفس الأسلوب، في تجسيد بصري جديد لدولة قررت أن تكون قريبة من أبنائها، وأن تفتح القصر للفرح بدلًا من الخوف.
عن غيبلي وميازاكي.. الفن يواجه الذكاء الاصطناعي
يُذكر أن "استوديو غيبلي" تأسس في 15 يونيو/حزيران عام 1985، على يد الأسطورتين هاياو ميازاكي وإيزاو تاكاهاتا، إلى جانب المنتج توشيو سوزوكي، وأنتج روائع مثل "جاري توتورو"، "القلعة المتحركة"، و"الروح الراحلة" (Spirited Away). المثير أن ميازاكي نفسه معروف برفضه لفكرة الذكاء الاصطناعي، وقد قال في مقابلة شهيرة:
"أنا أشعر بالاشمئزاز الشديد... هذا إهانة للحياة نفسها"
لكن رغم هذا الموقف، جاء الذكاء الاصطناعي ليرسم بأسلوبه، ويجمع بين الخيال الياباني والحنين السوري، في مشهد يقول الكثير عن كيف يمكن للفن والتكنولوجيا أن يلتقيا… حتى في بلدٍ يتعلّم من جديد كيف يحلم.
أفادت مصادر حكومية بأن 7 أشخاص أصيبوا بجروح، بينهم إصابات خطيرة، جراء انفجار لغم أرضي في منطقة سد تشرين بمدينة منبج في ريف حلب الشرقي.
وذكرت المصادر أن المصابين بالانفجار مهجرون من قرى سد تشرين، كانوا يحاولون العودة إلى بيوتهم بشكل عشوائي، على حد تعبيرها.
ويوم الثلاثاء 1 نيسان/ إبريل استهدفت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالرصاص مدنيين خلال عودتهم إلى قرية خربة تويني بريف حلب الشرقي.
وأكدت المصادر وقوع جرحى بين صفوف الأهالي العائدين إلى منازلهم في القرية حيث جرح عدة أشخاص بجروح متفاوتة، أثناء عودتهم للقرية قادمين من مناطق سيطرة الدولة السورية.
وفي سياق متصل، يتعلق بالمخاطر التي يتعرض لها المدنيين خلال محاولات عودتهم إلى المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" ذكرت مصادر أن المضايقات الأمنية والاستهدافات المباشرة وكذلك الانفجارات الناجمة عن تفخيخ المنازل تؤرق العائدين رغم وجود اتفاق مع الدولة السورية ينص على عودة المهجرين إلى مناطقهم.
وبث ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الثلاثاء 1 نيسان/ إبريل مشاهد مصورة توثق لحظة انفجار لغم أرضي بمجموعة من أهالي القرى المهجرة بريف منبج الشرقي أثناء عودتهم إلى قراهم مما أدى إلى وقوع عدة إصابات خطيرة بين صفوف المدنيين.
ونظم عدد من السكان في ريف مدينة منبج شرقي محافظة حلب، يوم الثلاثاء 1 نيسان/ إبريل، وقفة للمطالبة بالعودة إلى أراضيهم ومناطقهم ضمن قرى وبلدات سد تشرين بريف حلب الشرقي.
هذا وتمنع سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على هذه المناطق الأهالي من العودة إليها ما دفع السكان إلى تنظيم هذه الوقفة للمطالبة بتحرير قراهم التي جرى تهجيرهم منها على يد ميليشيات "قسد".
ويذكر أن الرئيس السوري "أحمد الشرع" وقع في 10 مارس/آذار 2025 اتفاقا مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي يقضي باندماج هذه القوات في الجيش السوري ومؤسسات الدولة الأخرى، والتأكيد على أن المجتمع الكردي مكون أصيل من مكونات الشعب والدولة.
وشمل الاتفاق ضم كافة المنطقة الواقعة تحت سيطرة قسد ضمن أجنحة الإدارة السورية الجديدة، بما في ذلك المعابر والمطارات وحقول النفط، إلى جانب عودة السوريين المهجّرين إلى بلداتهم وقراهم في شمالي شرقي سوريا، على أن يكتمل تنفيذ الاتفاق قبل نهاية العام الجاري.
بعد التحرير وانتصار المعارضة على بشار الأسد وأعوانه في كانون الأول الفائت، تفاجئ الشعب السوري الثائر بتحول جذري لبعض الشخصيات العامة التي عرف عنها ولاءها المطلق لنظام القمع، وعشقها للبوط العسكري الذي كانت تقبله وتضمه وتضعه كالتاج على رأسها، فتصبح في صفوف الثورة والأحرار، وترفع العلم مدعيةً أنها كانت مع الثورة لكن بقلبها، لدرجة أنها تعرب عن فرحتها أكثر من أصحاب النصر الحقيقيين.
تلونت تلك الشخصيات كما تتلون الحرباء، ومنها من كان يعمل في مجال الفن، ومنها في مجال الإعلام والرياضة والسياسة وغيرها من المجالات، أشعلَ ذلك التحول المفاجئ والذي لم يعد نافعاً على الإطلاق بعد انتصار الثورة الغضب في قلوب الثائرين، لذلك قرروا أن يضعوا لهم حداً، وأن يطالبوا ومحاسبتهم عن طريق إثبات تورطهم بتأييد النظام السابق سواء بالكلمة أو بالسلاح أو بالقتل.
أطلق على الشخصيات المتحولة اسم المكوعين للسخرية منهم، وللدلالة على أنهم أشخاص بدون مبدأ يطبلون لمن يجلس على الكرسي بغض النظر عنه شخصيته أو هويته أو إنجازاته، ولا تهمهم الحرية أو العدالة أو أن يعيش الناس في مجتمع يضمن لهم حقوقهم كما ينبغي. كل ما يهمهم أن يلمعوا صورتهم أمام السلطة مهما كان الثمن.
سعى نشطاء لتوثيق الانتهاكات التي قام بها المكوعين على مدار الـ 14 عاماً الفائتة. تشكلت مجموعات وصفحات في منصات التواصل، ومنها مجموعة واتساب حملت اسم حملة على المكوعين، وضمت عشرات الأشخاص من شرائح مختلفة من المجتمع الثوري، وصاروا يرسلون عبرها صوراً وفيديوهات ومنشورات تدين تلك الشخصيات المساندة للأسد، وذلك عن طريق البحث في صفحات السوشيال ميديا، وأخذ لقطة شاشة أو تحميل الصورة أو الفيديو الذي يثبت إدانة صاحبه بالمساهمة في أذية الناس بقتلهم أو تدمير ممتلكاتهم أو الإساءة لهم بأي طريقة كانت.
ومن الشخصيات التي تم تسجيل تورطها الإعلامي شادي حلوي، الإعلامية كنانة علوش التي كانت تلتقط صوراً مع جثث الأبرياء، الممثل يزن السيد الذي اشتهر بعبارة مرفقة بدموع التماسيح: "سوريا جنة وحياة الله جنة، والسيد الرئيس حدا عنجد منيح"، لينشر بعد تحرير دمشق صورة للساروت مرفقاً إياها بعبارة: "مبروك ياحارس المرمى إن فريقك أنتصر وعمل أفضل ريمونتادا في التاريخ"، إضافة إلى شخصيات عسكرية وفنية ومن مجالات أخرى.
ويذكر أن المكوعين تم تناولهم بطريقة ساخرة من قبل المعارضين، وتم تطبيق صور وملصقات للاستهزاء بهم، كما تم تطبيق صورة لمنشور كتبه ملعون الروح حافظ الأسد وهو يقول: "هلق صار فيني أحكي بحرية"، وصورة لمنشور كتبه أسماء: "أنا ماكان بدي ياه، بس أهلي جبروني عليه".
وينتظر الشعب السوري اليوم الذي يتم فيه محاسبة الديكتاتور بشار الأسد الذي قتل أبنائهم وذويهم ودمر منازل وسرق ممتلكاتهم وسلب حقوقهم، وسطر أبشع الإنجازات في صفحات التاريخ، ومحاسبة كل شخص دعمه سواء على الصعيد المعنوي أو المادي.
فنانون سوريون يطالبون بتجريم منكري جرائم الإبادة في سوريا
وكان دعا الفنان السوري جهاد عبده، في مقطع فيديو عبر حسابه في "إنستغرام"، إلى تجريم إنكار الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ارتكبها نظام الأسد بحق شعبه طوال 14 عاماً، وطالب بمحاسبة كل من ينكر الجرائم التي شملت الترهيب والتعذيب والتغييب والتشريد بحق ملايين السوريين.
وقال عبده: "باسم الشعب السوري، أطالب أنا الفنان جهاد عبده بتجريم إنكار الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبت في سوريا، ومحاسبة كل من ينكر الجرائم التي شملت الترهيب، والتعذيب، والتشريد بحق الملايين من أبناء شعبنا السوري".
وأضاف: "كما أطالب بتجريم أي إساءة إلى رموز الثورة السورية، مثل مي سكاف وفدوى سليمان، وحمزة الخطيب وغياث مطر والدكتور عبد العزيز الخير والممثل المختفي قسراً وزكي كورديلو، وغيرهم ممن شكلوا رمزاً للنضال من أجل الحرية والكرامة".
وأكد عبده أن تحريف الحقائق التاريخية وإنكار الفظائع الموثقة التي ارتكبها نظام الأسد، في الوقت الذي ما زال فيه السوريون يبحثون عن رفات أحبائهم المفقودين، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام والصراعات، مشدداً على ضرورة إحياء ذكرى الضحايا والاعتراف بما حدث كخطوة نحو الحد من خطاب الكراهية ومنع تكرار الجرائم في المستقبل.
وجاءت تصريحات جهاد عبده رداً على مقابلة أجرتها الممثلة السورية الداعمة لنظام الأسد، سلاف فواخرجي، حيث أنكرت خلالها مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، التي ارتكبها نظام الأسد في أغسطس/آب 2013، وأودت بحياة مئات الأطفال والنساء جراء استخدام غاز السارين السام، كما قالت بأن أرقام الضحايا والمعقتلين مبالغ فيها، أما عن براميل الاسد وقتله للمدنيين، فقالت انها مبالغات إعلامية.
قطيفان يطالب بعزل الممثلين الموالين لنظام الأسد من نقابة الفنانين السوريين
من جهته، طالب الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان في تصريحات إعلامية، بعزل الممثلين الموالين لنظام الأسد من نقابة الفنانين السوريين، مشدداً على أن دعم هؤلاء الفنانين لنظام متورط بجرائم ضد الإنسانية يتعارض مع القيم الأخلاقية والمهنية للفن.
وقال قطيفان: "لا يمكن للفن أن يكون منصة لتبرير الإجرام، ولا يمكن لمؤسسة كنقابة الفنانين أن تضم في صفوفها من يبررون أو يبرئون نظاماً قتل وشرد ملايين السوريين"، واعتبر أن وجود شخصيات داعمة للنظام داخل النقابة يكرس التمييز، ويعزز ثقافة الإفلات من العقاب، داعياً إلى مواقف أكثر حزماً تجاه الفنانين الذين استغلوا مواقعهم لترويج الأكاذيب والتغطية على جرائم الأسد.
رحّبت الأمم المتحدة، عبر متحدثها الرسمي ستيفان دوجاريك، بالإعلان عن تشكيل حكومة سورية جديدة وموسعة، واعتبرت هذه الخطوة جزءاً من المسار الذي قد يُمهّد لانتقال سياسي شامل ومُستدام يُلبي تطلعات السوريين بعد سنوات طويلة من الحرب والانقسام.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي من نيويورك، نقل دوجاريك عن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون دعمه لـ”الجهود المتواصلة التي تبذلها سلطات تصريف الأعمال” نحو ما وصفه بـ”الانتقال السياسي الموثوق والشامل”، مؤكداً أهمية التقدم في ملفات الحوكمة والخطوات الدستورية القادمة.
وأشار المتحدث الأممي إلى أن بيدرسون شدد على ضرورة تشكيل مجلس تشريعي مؤقت ولجنة لصياغة الدستور، تمهيداً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وفق أعلى المعايير الدولية، ووفق المبادئ الأساسية للقرار الدولي رقم 2254.
ويُعدّ القرار 2254، الصادر عام 2015، المرجعية الدولية الأساسية بشأن مستقبل سوريا، إذ يدعو إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سياسية تؤدي إلى تشكيل حكومة شاملة وذات مصداقية، وكتابة دستور جديد، ثم إجراء انتخابات بإشراف أممي.
وأكد دوجاريك أن المبعوث الأممي الخاص ينوي زيارة العاصمة السورية دمشق قريباً، لمواصلة مشاوراته مع المسؤولين في الحكومة المؤقتة، ومجموعة أوسع من الأطراف السورية الفاعلة والمعنيين الدوليين، في محاولة لدفع العملية السياسية قُدماً نحو تسوية تنهي أكثر من عقد من الصراع والدمار.
ويأتي هذا الترحيب الأممي بعد إعلان دمشق قبل أيام عن تشكيل حكومة جديدة برئاسة الرئيس المؤقت أحمد الشرع، عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، وسط تعهدات رسمية ببناء مؤسسات مدنية جديدة وإطلاق إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة.
حكومة تضم كفاءات الثورة والتكنوقراط
وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان الرئيس السوري أحمد الشرع، في 29 آذار/مارس، عن تشكيل حكومة جديدة، ضمت شخصيات بارزة من قيادات المعارضة، وكفاءات علمية، وأكاديميين، ومسؤولين خدموا في منظمات إنسانية ومؤسسات إدارية.
من بين أبرز الوزراء الجدد، وزير الخارجية أسعد الشيباني، وهو دبلوماسي شاب من الحسكة حاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية من تركيا، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، أحد القادة الميدانيين السابقين للمعارضة السورية، الذي لعب دوراً في إسقاط النظام السابق. كما تولى حقيبة الداخلية أنس خطاب، القيادي السابق في هيئة تحرير الشام والمسؤول عن الأمن العام في إدلب.
وضمت الحكومة أيضاً شخصيات أكاديمية بارزة، مثل وزير التعليم العالي مروان الحلبي، المتخصص في الإخصاب والوراثة، ووزير الإعلام حمزة المصطفى، الباحث المعروف في الشأن السوري، ووزير الاقتصاد نضال الشعار، الخبير في الاقتصاد الدولي وأحد أبرز المسؤولين الماليين في مؤسسات عربية ودولية.
وفي إشارة إلى تنوع التمثيل في الحكومة، تولت هند قبوات، الناشطة الحقوقية وأستاذة القانون الدولية، حقيبة الشؤون الاجتماعية والعمل، بينما أسندت حقيبة الثقافة إلى الإعلامي المعروف محمد صالح. كما تم تعيين يعرب بدر، الوزير السابق والمستشار الأممي، وزيراً للنقل.
وشهدت الحكومة أيضاً استحداث وزارة جديدة للطوارئ والكوارث، أُسندت إلى رائد الصالح، مؤسس “الخوذ البيضاء”، المنظمة الإنسانية التي برزت في إنقاذ المدنيين خلال سنوات الحرب.
أما وزارة الأوقاف فكانت من نصيب الدكتور محمد أبو الخير شكري، أحد أبرز علماء الشام في الفقه الإسلامي، بينما تسلم الدكتور مظهر الويس، القاضي الشرعي السابق، وزارة العدل. وضم التشكيل كذلك وزراء من خلفيات هندسية وتقنية، مثل عبد السلام هيكل وزير الاتصالات، ومحمد البشير وزير الطاقة.
وعلى صعيد التنمية والإعمار، تولى أمجد بدر وزارة الزراعة، ومحمد عنجراني وزارة الإدارة المحلية، ومصطفى عبد الرزاق وزارة الأشغال العامة والإسكان، وكلهم يحملون خبرات عميقة في العمل التنموي والمؤسساتي في الشمال السوري.
وبتشكيل هذه الحكومة، تسعى الإدارة السورية الجديدة إلى بناء مؤسسات مدنية متماسكة تعكس التنوع السوري وتستجيب لتطلعات شعب أنهكته الحروب والعقوبات والانقسامات السياسية. وقد لقي التشكيل ترحيباً حذراً من بعض الأطراف الدولية، بينما يراقب المجتمع الدولي عن كثب قدرة هذه الحكومة على تنفيذ الإصلاحات الموعودة.
أعلنت هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية عن إبرام 88 عقدًا استثماريًا وتشغيليًا في المنطقة الحرة السورية – الأردنية المشتركة، منذ إعادة افتتاحها مطلع العام الجاري، في مؤشر على انتعاش الحركة الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وقال نائب رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية، شرف الدين الرفاعي، في تصريح لقناة “المملكة”، إن العقود شملت 78 عقدًا في المنطقة القديمة من “الحرة المشتركة”، و10 عقود ضمن التوسعة الجديدة.
وأشار الرفاعي إلى أن المنطقة تشهد حركة تجارية “نشطة جداً” تشمل مختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية، وسط تنسيق مستمر بين هيئة المستثمرين والجهات المعنية في البلدين، بهدف تسهيل الإجراءات وتحفيز النشاط التجاري.
وكشف الرفاعي أن أكثر من 800 مستثمر لا يزالون بانتظار الحصول على الموافقات اللازمة للبدء بأعمالهم، بعد أن تقدموا بطلبات رسمية للاستثمار والتشغيل في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل توجهات رسمية من الجانبين الأردني والسوري نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وإزالة العوائق الإدارية والفنية أمام حركة الشحن والتبادل التجاري، خاصة بعد فتح معبر جابر الحدودي واستئناف العمل بالمنطقة الحرة المشتركة كمنصة استراتيجية للتكامل الاقتصادي بين البلدين.
وتأتي هذه المؤشرات الإيجابية في المنطقة الحرة الأردنية-السورية بالتوازي مع تنامي ملحوظ في الحركة التجارية بين البلدين، إذ أظهرت الإحصاءات الرسمية الأردنية أن الصادرات الأردنية إلى سوريا شهدت ارتفاعًا لافتًا بنسبة 520% خلال شهر كانون الثاني/يناير الماضي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام السابق. هذا النشاط المتصاعد يعكس أثر فتح المعابر وتسهيل الإجراءات على الجانبين، في ظل حرص الأردن على دعم سوريا في مرحلتها الجديدة، وتعزيز التبادل التجاري بما يخدم مصالح البلدين.
أعلنت السلطات السورية مساء الثلاثاء عن بدء عودة التيار الكهربائي تدريجياً إلى عدد من المحافظات، بعد انقطاع عام شهدته البلاد نتيجة خلل فني في المنظومة الكهربائية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مدير عام المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء خالد أبو دي، أن التيار الكهربائي عاد بالفعل إلى محافظات حمص وحماة وطرطوس، مؤكداً أن العمل جارٍ لإعادة التغذية الكهربائية إلى بقية المناطق في أقرب وقت ممكن.
وكانت الوكالة قد أوردت قبل نحو ساعة من هذا التصريح أن انقطاعاً شاملاً للكهرباء حدث في مختلف أنحاء سوريا، بسبب “خلل فني”، دون أن يتم الكشف عن طبيعته أو أسبابه بالتفصيل.
وقال أبو دي إن فرق الصيانة باشرت على الفور بالعمل على إصلاح الخلل، مشدداً على أن الجهود مستمرة لإعادة استقرار المنظومة الكهربائية.
ويأتي هذا الانقطاع وسط تحديات متزايدة يواجهها قطاع الكهرباء في البلاد، من بينها نقص الموارد، وتهالك البنية التحتية نتيجة سنوات الحرب والعقوبات الاقتصادية.
واقع الكهرباء في سوريا.. بين التقنين والمعاناة
يعاني السوريون منذ سنوات من انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي ضمن نظام تقنين صارم، حيث تتراوح ساعات التغذية في معظم المناطق بين ساعتين إلى أربع ساعات يومياً فقط، مقابل نحو 20 ساعة من الانقطاع في بعض الأحياء، خاصة خلال فصل الشتاء.
وبات تأمين الكهرباء تحدياً يومياً لأغلب الأسر، ما يدفع العديد من العائلات للاعتماد على البطاريات المنزلية والمولدات إن توفرت، وسط ارتفاع كبير في أسعار الوقود والبدائل الأخرى. كما أثّر غياب الكهرباء بشكل مباشر على القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم والصناعة، وفاقم من معاناة النازحين في المخيمات والمناطق الريفية.
وترى الحكومة السورية أن العقوبات الغربية، وخصوصاً الأميركية، تعرقل جهود إعادة تأهيل قطاع الطاقة. فالعقوبات تعيق استيراد قطع الغيار والتقنيات الضرورية لإصلاح محطات التوليد، وتمنع تنفيذ مشاريع كبرى تهدف إلى إعادة تشغيل البنية التحتية المدمرة، ما يطيل أمد الأزمة ويثقل كاهل المواطن السوري الذي يدفع وحده ثمن هذا الانهيار المزمن في الخدمات الأساسية.
انتهى حكم الأسد، وعادت القرى المسلوبة لأصحابها بعد سنوات من النزوح والقصف والاحتلال، لكن تلك الأماكن ماتزال في حالة مزرية وتحتاج إصلاح وترتيب حتى يتمكن الناس من العيش فيها بشكل طبيعي، لذلك انطلقت أنشطة تتعلق بإعادة الإعمار في بعض مناطق النازحين المدمرة والتي تحررت خلال كانون الأول الفائت، لتبدأ أولى خطوات الإصلاح التي تسهل على الناس الرجوع إلى قراها وأراضيها.
ومنها مبادرة منظمة يداً بيد للإغاثة والتنمية، والتي أعلنت عنها من خلال منشور كتبته عبر صفحتها في موقع فيس، وقالت: "يداً بيد للإغاثة والتنمية وبتمويل من صندوق مساعدات سوريا AFS، تزف لأهلنا بشرى إطلاق المشاريع الأولى من نوعها في مجال التعافي التنمية وإعادة تأهيل البنية التحتية في البلاد حيث دخلت الخدمات التالية نطاق التنفيذ:
إعادة تأهيل وتجهيز مشفى معرة النعمان المركزي في ريف إدلب، وفق الأعمال التالية: (أعمال مدنية (ترميم الأجزاء المتضررة وتأهيل شبكة مياه الشرب والصرف الصحي، وإكساء كامل)، أعمال ميكانيكية (تأهيل التهوية والتكييف والتدفئة)، أعمال خدمية (إعادة تأهيل الصرف الصحي الذي يخدّم المشفى، وتركيب إنارة خارجية، تأهيل حديقة المشفى)، تزويد المشفى بالمعدات الطبية وغير الطبية اللازمة".
وأضافت أنه تم البدء بترميم العيادات الخارجية الخاصة بمشفى معرة النعمان المركزي، ترميم وتأهيل مجموعة من مراكز الرعاية الصحية الأولية في البلدات الرئيسية المحيطة التي تغطي مناطق واسعة بالخدمات الصحية: (مركز آفس، مركز سراقب، مركز معردبسة، مركز معصران، مركز الدير الشرقي، إضافةً لتعبيد وترميم الطرقات المؤدية لهذه المراكز وتسهيل وصول الأهالي إليها.
ويُذكر أن أعداد قليلة من النازحين بدأت بالعودة إلى الموطن بعد التحرير بفترة، وما يزال هناك أشخاص يؤجلون موضوع الرجوع إلى مسقط رأسهم، والسبب تدهور الخدمات فيها سواء الطبية أو الغذائية وغيرها، وبحسب نازحون يوجد نقاط طبية في المناطق المحررة حديثا، لكنها غير كافية في حال وردت حالة حالة إسعافية طارئة أو حالة باردة.
وينتظر الناس مشاريع إعادة الإعمار وتنظيم الخدمات بفارغ الصبر حتى يتسنى لهم الرجوع إلى قراهم مع عائلاتهم وأقاربهم، وماتزال العودة خجولة ولا تتجاوز العشرة بالمئة بحسب منظمات إنسانية متابعة للموضوع.
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي السوري اليوم الثلاثاء، صورة نعوة باسم "رفعت الأسد"، المعروف بـ "جزار حماة"، تفيد بوفاته بتاريخ اليوم، ولاقت انتشاراً واسعاً كالنهار في الهشيم، بين من يلعن ويهلل ويبارك ويعتبره حدثاً مهماً يتمناه كل المظلومين المقهورين، وفئة قليلة من فلول وأيتام عائلة الأسد تترحم عليه.
من خلال تتبع شبكة "شام" للنعوة، تبين أن صفحة ساخرة باسم "نعم لرامي مخلوف" هي أول من تداولها، ومن ثم بدأت بالانتشار على كروبات الواتساب والتلغرام وحسابات النشطاء والفعاليات الأهلية والمدنية على فيسبوك ومنصات أخرى، لتحتل أحد أكثر الأخبار تداولاً خلال أقل من ساعة.
ولدى تتبع المصادر المقربة من عائلة "جزار حماة" أو الحسابات التي يمكن أن تصدر عنها النعوة الرسمية في حال وفاته، تبين أن أحداً لم ينشر أي خبر عن "جزار حماة" أو وفاته، ومن خلال العودة لمنشور الصفحة الأولى التي تداولت الخبر، تبين أنها نشرت بأسلوب فكاهي ساخر بقولها "وفاة رفعت الأسد (زوج المرحومة بإذن الله سلمى مخلوف ابنة عم القائد المؤسس محمد مخلوف) في بلاد الغربة اليوم, وهي بلاد تفتقر لوجود مقبرة إسلامية للأسف... اللهم برداً وسلاماً على رماد جثمانه".
ويبدو أن مشرفي الصفحة، أرادوا نشر هذا الخبر بالتزامن مع اليوم الأول من شهر نيسان/ أبريل، وهو مايعرف بأنه اليوم الذي يتم فيه تداول الأخبار الكاذبة باسم "كذبة أبريل" (April Fools’ Day)، هي عادة اجتماعية فكاهية تُمارس في الأول من شهر نيسان/أبريل من كل عام، يقوم فيها الناس، وأحيانًا وسائل الإعلام، بإطلاق أخبار أو مزاعم كاذبة على سبيل المزاح، ثم يعلنون لاحقًا أن الأمر كان مجرد "كذبة نيسان".
ولدى سؤالنا "الذكاء الصناعي" عن أشهر كذبات أبريل على مر التاريخ، أوضح لنا أن وكالات عالمية ومحركات بحث كبيرة مشهورة شاركت في هذا التقليد، منها شبكة بي بي سي (1957): التي نشرت تقريرًا وهميًا عن نمو "شجرة السباغيتي" في سويسرا!، كذلك محرك البحث غوغل الذي اعتادت كل عام إطلاق منتجات وهمية ومقالب تقنية في 1 أبريل.
فرصة لتذكيرنا بـ "جزار حماة" إذ انه روحه تستحق اللعنة وفق متابعين
و"رفعت علي سليمان الأسد"، أحد أبرز المتورطين في ارتكاب عمليات القتل والتعذيب والإخفاء القسري والنهب والتدمير في شباط وآذار/ 1982 في مدينة حماة، شغل منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي وعضو القيادة القطرية لحزب البعث وقائد سرايا الدفاع حتى عام 1984 (وتعتبر قوات سرايا الدفاع القوة الرئيسة التي شاركت في مجزرة حماة).
والمجرم من أبناء مدينة القرداحة بريف محافظة اللاذقية، من مواليد عام 1937، في عام 1984 تم إبعاده عن سوريا وفق اتفاق مع شقيقه حافظ الأسد، حصل بموجبه من حافظ الأسد على ملايين الدولارات، وعاد إلى سوريا بداية تشرين الأول/2021 ليكون تحت حماية بشار الأسد، الذين لن يقوم بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية، لأن بشار الأسد متورط في مجزرة حماة 1982، لأنه لم يقم بأي تحقيق عما حصل في حماة 1982، كما لم يقم بكشف مصير آلاف المختفين قسرياً أو تعويض ذويهم، بل كرس ما قام به والده من إخفائهم قسرياً، ونهب ممتلكاتهم.
وكان استمرَّ الهجوم على مدينة حماة قرابة شهر، وبدأ بحصار فرضته قوات النظام السوري نهاية كانون الثاني قبل أن تبدأ قوات قوامها نحو 20 ألف شخص بقصف مدينة حماة، قرابة الساعة 20:15 من مساء يوم الثلاثاء 2/ شباط/ 1982 بقيادة رفعت الأسد، بدأت قوات النظام السوري بقصف تمهيدي واسع لأحياء عديدة وبشكل عشوائي بالمدافع والرشاشات، ثم اقتحم عدد من القوات المدينة من عدة محاور.
وقامت تلك القوات بعمليات إعدام ميداني وقتل عشوائي، إضافةً إلى العشرات من عمليات النهب والعنف الجنسي، وجرت اشتباكات مسلحة بين قوات النظام السوري وعناصر الإخوان المسلمين في المدينة، وتدخل سلاح الطيران ودخلت الدبابات وقصفت المنازل دون تمييز بين مدنيين ومسلحين، كما اعتقلت قوات النظام السوري المئات من أبناء المدينة، دون توجيه تهمة، وقامت بإعدام البعض منهم رمياً بالرصاص في الشوارع.
أعربَ الفنان السوري "عبد الحكيم قطيفان" عن سعادته بحلول أول عيد فطر بعد سقوط المخلوع "بشار الأسد"، وقال من خلال منشور كتبه عبر صفحته في موقع فيس بوك: "لأول مرة منذ ٦٠عام نحتفل بعيد بلا الأسد، يحل أول عيد على سوريا بعد عقود من حكم الأسد، حاملاً معه عبق الحرية والأمل بمستقبل جديد".
وذكر "قطيفان"، أن الشوارع تتزين وتتبادل العائلات التهاني بفرح وتوق لبناء وطن حر ومزدهر، مشيراً إلى أن العيد لطالما كان مناسبة مؤلمة للكثيرين تحت الحكم السابق، لكن اليوم، يستشعر السوريون طعم الحرية للمرة الأولى.
وأضاف: "هذا العيد يحمل مسؤولية بناء وطن جديد على أسس العدل والمساواة، وتضميد الجراح ولملمة الشتات، وتتجلى فيه التضحيات ودماء الشهداء التي لم تذهب هدراً، هذا العيد بداية لطي صفحة مظلمة، ورسالة بأن السوريين يستحقون الحياة الكريمة وقادرون على بناء بلدهم دولتهم بأنفسهم، كل عام وأنتم بخير".
و"قطيفان" واحد من ملايين المتضررين من حكم ٱل الأسد، إذ اعتقلته قواته بتهمة الانتساب إلى الحزب الشيوعي ليمضي تسع سنوات خلف القضبان، وذلك كان خلال حكم الديكتاتور حافظ، وبعد اندلاع الثورة السورية في عام 2011 وانتشار المظاهرات في أرجاء البلاد انضم الممثل عبد الحكيم إلى صفوف المعارضين وأصبح واحداً من أيقونات الثورة.
ورفضَ الفنان السوري تأييد الأسد بسياسة القتل والاعتقال والتعنيف التي استعملها ضد شعبه الثائر عليه، ليدفع الثمن بخروجه من البلاد وعدم قدرته على العودة إليها طوال السنوات السابقة، كما تم فصله من نقابة الفنانين السوريين، ولم يكترث للأمر، بل فضل أن يقف مع الشعب الحر. وحفظ له الناس العديد من المواقف النبيلة مثل نشاطاته في المجال الإغاثي والإنساني، وزياراته للمخيمات والمشافي الميدانية مع صديقه المعارض الفنان السوري مازن الناطور.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الفائت، طلَّ عبد الحكيم قطيفان على جمهوره من خلال مقطع مصور ويضع على كتفيه علم الثورة وهو يرقص على أغنية: "مندوسهم مندوسهم بيت الأسد".
ففي النقيض لمن ارتهنوا كالعبيد لسيدهم "بشار"، هناك قامات سورية من مطربين وفنانين، رفضت الخنوع والتهديدات، والتحقت منذ البداية بركب أبناء الشعب الثائر، فكانوا في صفوفهم يصدحون بالحرية، واجهوا التضييق والملاحقة لما لهم من تأثير في الشارع السوري، كشخصيات فنية معروفة، ولعب هؤلاء "أنصار الحرية" دوراً فاعلاً وبارزاً في نصرة الحراك الشعبي، وكانوا سفراء للسلام والحرية في البلدان التي هاجروا إليها مجبرين.
في مشهد غير مسبوق، استضاف قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، ولأول مرة منذ عقود، احتفالًا مميزًا بمناسبة عيد الفطر، خُصص لتكريم أبناء الشهداء الذين فقدوا آباءهم في معارك تحرير البلاد من حكم نظام بشار الأسد. وتحوّل القصر الرئاسي، الذي طالما كان رمزًا للسلطة المغلقة والاستبداد، إلى مساحة فرح وألعاب واحتضان، في خطوة وصفت بأنها "رسالة تاريخية" لسوريا الجديدة.
رئاسة الجمهورية العربية السورية نظّمت حفلًا خاصًا داخل حديقة قصر الشعب، تخلله إنشاء حديقة ألعاب مؤقتة خُصصت لأطفال الشهداء. وكان في استقبالهم رئيس الجمهورية، أحمد الشرع، وعقيلته السيدة لطيفة الدروبي، حيث تبادلا التهاني معهم وشاركا الأطفال لحظات العيد والفرح، في لفتة إنسانية لاقت تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ونشرت الصفحة الرسمية للرئاسة صورًا للرئيس وعقيلته مع الأطفال، مرفقة بتعليق: "معايدة رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع وعقيلته السيدة لطيفة الدروبي لأبناء الشهداء في قصر الشعب بالعاصمة دمشق بمناسبة عيد الفطر المبارك".
رمزية المكان.. من قصر الخوف إلى قصر الشعب الحقيقي
تحوّلت مشاهد الأطفال وهم يمرحون داخل أسوار القصر إلى حديث السوريين، حيث استُقبلت الصور والفيديوهات بتأثر بالغ، نظرًا لما يحمله المكان من رمزية. فالقصر الذي كان محرّمًا على عامة الشعب لعقود، بات اليوم مفتوحًا أمام أبناء الشهداء، الذين حملوا عبء النصر وتضحيات أهاليهم.
وعلّق أحد السوريين على أحد المقاطع المتداولة بالقول: "قصر الشعب صار فعلًا للشعب.. أرفع رأسك فوق أنت سوري حر"، فيما كتب آخر: "في السابق، مجرد النظر إلى القصر كان يُعد مخاطرة، اليوم يلعب فيه أطفال الثورة".
كسر إرث الاستبداد وإعادة المعنى للرموز
هذه الخطوة من رئاسة الجمهورية لم تكن فقط حدثًا احتفاليًا، بل حملت دلالات عميقة ورسائل متعددة، أولها أن "سوريا الجديدة تستعيد مؤسساتها وتعيد توجيه رموزها نحو خدمة الناس وتكريم التضحيات"، لا تمجيد الحاكم.
فبحسب متابعين، فإن إقامة الحفل داخل قصر الشعب تحمل رسالة سياسية واضحة: "أن الدولة باتت تنتمي فعليًا للشعب، وأن عهد الانفصال بين السلطة والمواطن قد انتهى"،
من التهميش إلى العناية.. أبناء الشهداء في قلب الدولة
لم تكن رعاية أبناء الشهداء يومًا في عهد الأسد سوى شعارات فارغة، أما اليوم، فبات الاهتمام بهم حقيقة ملموسة. ويؤكد ذلك تكريمهم داخل مقر الرئاسة، وتخصيص فعاليات واهتمام خاص يعكس احترام الدولة لدمائهم، والتزامها الأخلاقي تجاه ذويهم.
عدالة رمزية بعد ظلم طويل
القصر الذي شهد لعقود قرارات القمع والاعتقال، استُخدم هذه المرة لإسعاد الأطفال، وتحوّل من رمز للبطش إلى مساحة للضحك واللعب والكرامة. فكما قال أحد المعلقين: "في 1981 كدت أُعتقل فقط لأنني مررت بجانب القصر، اليوم، أطفال الشهداء يملؤونه بالحياة".
مستقبل مختلف لسوريا الجديدة
إقامة هذا الحفل تتجاوز الجانب الاحتفالي، لتكون جزءًا من رؤية وطنية تؤسس لسوريا تشاركية، تحترم التضحيات وتبني على دماء الشهداء دولة إنسانية، لا دولة قمع وإقصاء، وفي خلفية الصورة، يبقى مشهد هروب الأسد إلى موسكو في ديسمبر الماضي، حاضرًا كخاتمة لحقبة سوداء، بدأت معها صفحة جديدة تعيد الاعتبار للشعب وتردّ كرامته المسلوبة.
أكد مشرف المؤسسة السورية للمخابز، "محمد صيادي"، عدم وجود أي خطط حالية لتخفيض سعر ربطة الخبز في سوريا، تعليقا على انتشار معلومات مفادها وجود دراسات تجرى حالياً لتخفيض سعر ربطة الخبز.
وأكد أن "المؤسسة السورية للمخابز تعمل حالياً على إعادة تأهيل البنية التحتية للمخابز بهدف تحسين جودة الرغيف وتوفيره بنوعية أفضل للمواطنين".
وذكر أن هناك تخطيط وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لزيادة عدد المخابز في مختلف المحافظات السورية ضمن فتح باب التقديم على أفران جديدة، كجزء من جهودها لتحسين جودة الرغيف، وتوفير الخبز في كل المناطق السورية.
واعتبر الحديث عن رداءة تصنيع الرغيف حالياً غير منصفة، ففي السابق تدهورت جودة رغيف الخبز في سورية نتيجة عوامل عدة، أبرزها تراجع إنتاج القمح وتوريده، بسبب تداعيات الحرب، مما أثر بتوفر الدقيق المستخدم في صناعة الخبز.
وبالإضافة إلى ذلك، أدى تدهور البنية التحتية للمخابز ونقص الموارد إلى تأثير سلبي على جودة الرغيف، و"لكن عملت المؤسسة السورية للمخابز على رفع مستوى جودة الخبز ومراقبة إنتاجه بشكل دوري".
وبحسب استطلاعات رأي تجريها المؤسسة، فإن جودة الرغيف "أصبحت أفضل بكثير من السابق"، وعن عودة ظاهرة بيع الخبز من جديد في الشوارع، أشار إلى أن هذه الظاهرة "موجودة، وهذا أمر واقع".
وبشأن التلاعب بوزن الرغيف، أنه وفقاً لسياسات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، يجري اتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين في المخابز العامة والخاصة، بما في ذلك إنهاء عقد المشرف أو إلغاء الترخيص للمخابز المخالفة وقد ضبطت حالات عدة مؤخراً.
وكانت انخفضت نسبة استهلاك الخبز خلال شهر رمضان الفائت بحسب إحصائية المؤسسة، إلى 10% ووفقا للمؤسسة السورية، فإن "هذا الأمر يحدث تاريخياً، والسبب هو تغيير أنماط الاستهلاك الغذائي".
استقبل اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات السورية عيد الفطر هذا العام بقلوب يملؤها الفرح رغم الجراح، بعد أعوام طويلة من القهر والتغييب عاشوها تحت حكم النظام البائد، جاء العيد هذه المرة مختلفًا، فبسقوط نظام بشار الأسد، تنفّس الأهالي شيئًا من الحرية، وعادوا لإحياء طقوس العيد بروحٍ متجددة، محمّلين بالأمل في بداية جديدة، وفق ماقالت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا".
صلاة العيد وزيارة الأضرحة.. وفاءٌ للشهداء
مع أولى ساعات الصباح، توجه الرجال برفقة أبنائهم إلى المساجد المنتشرة في المخيمات، حيث أُقيمت صلاة العيد في أجواء روحانية غلبت عليها مشاعر الشكر والدعاء بالفرج. وما إن انتهت الصلاة حتى سارع كثيرون إلى زيارة المقابر، حاملين الفاتحة والدموع إلى قبور الشهداء والمفقودين الذين اختطفهم القمع والدمار خلال سنوات الصراع، في مشهد تختلط فيه ذكرى الغياب بحضور العيد.
موائد العيد ولمّة الأهل تعيد الدفء إلى الخيام
رغم بساطة الظروف وقسوة الواقع، لم تغب مظاهر العيد عن المخيمات. عادت العائلات الفلسطينية إلى مائدة العيد التي تزخر بالأكلات التقليدية المتوارثة، يتبادلون الكعك والمعمول وحلوى العيد، وتعلو أصوات الضحك والتهاني في أجواء يسودها الدفء والترابط العائلي. كانت هذه اللحظات البسيطة كفيلة بإعادة البهجة إلى نفوسٍ أرهقتها المحن.
أطفال المخيمات.. عيد من ضحك وألعاب
وامتلأت الساحات القريبة من المخيمات بصوت الأطفال، الذين انطلقوا للّعب في المراجيح وركوب الدويخة والسيارات الصغيرة، وهم يركضون بأعين متلألئة بالفرح، متناسين صعوبات المخيم وقساوة الحياة. وعلى جوانب الطرق، انتشرت البسطات الصغيرة التي عرضت الحلوى والمأكولات، حيث حرص الأهالي على شراء ما يُدخل السرور إلى قلوب صغارهم، رغم ضيق الحال.
أجواء آمنة تبعث على الطمأنينة
على امتداد أيام العيد، خيّم الهدوء على المخيمات، دون تسجيل أي حوادث أمنية أو صحية، ما عزز الشعور بالاستقرار وأتاح للأطفال والعائلات فرصة عيش العيد في جو من الأمان، قلّما عرفوه خلال السنوات الماضية.
عيد يفتح أبواب الأمل
يتطلع اللاجئون الفلسطينيون في سوريا إلى أن يكون هذا العيد بداية فعلية لمرحلة من السلام الدائم، يأملون خلالها بعودة الاستقرار وعودة المهجرين، ووقف الحصار الذي لا يزال يخنق غزة وباقي المناطق الفلسطينية. فالعيد بالنسبة لهم ليس فقط طقسًا دينيًا، بل هو مساحة لتجديد الأمل ولمّ الشمل وتعزيز الأواصر الاجتماعية رغم الألم.
وبينما كانت ضحكات الأطفال تصدح في المخيمات، بقيت فلسطين حاضرة في القلوب والآمال، وظلّ العيد رسالة بأن الفرح ممكن حتى في أقسى الظروف، وأن الحق لا يضيع ما دام هناك من يتمسك به ويحلم بغدٍ أجمل.