الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
اتفاق بين ممثلي الطائفة الدرزية ومسؤولي الحكومة لإنهاء التوتر في صحنايا وتعزيز الأمن 

توصل وفد من وجهاء ومشايخ محافظة السويداء، اليوم الأربعاء 30 نيسان، إلى اتفاق مع مسؤولي الحكومة السورية في دمشق ضم محافظي "ريف دمشق والسويداء والقنيطرة"، خلال اجتماع عقد في مدينة داريا في ريف دمشق لنزع فتيل التوتر المتصاعد في صحنايا وأشرفية صحنايا، بعد أيام من التصعيد الدموي.


وضم الوفد كلاً من محافظ السويداء مصطفى البكور، وشيخي عقل الطائفة الدرزية الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع، إلى جانب الشيخ يحيى الحجار، قائد "حركة رجال الكرامة"، والشيخ ليث البلعوس، حيث أجروا اجتماعًا مع مسؤولين في الإدارة السورية في محاولة لاحتواء الأزمة.

ويقضي الاتفاق بوقف التصعيد وفرض الأمن في المنطقة، ودخول قوى الأمن العام لملاحقة الفصائل والعناصر الخارجة عن القانون والتي سببت التوتر وروعت الأهالي، وعقب الاتفاق وصل الوفد المشترك بين مشايخ الطائفة الدرزية من السويداء ومسؤولي الحكومة السورية إلى مضافة الشيخ "أبو ربيع أنيس الحاج علي" في مدينة أشرفية صحنايا.

وقام محافظو (القنيطرة وريف دمشق والسويداء) بزيارة إلى أشرفية صحنايا، وذلك في أعقاب التوصل إلى اتفاق مع شيوخ العقل ووجهاء المنطقة، يقضي بدخول قوى الأمن العام بشكل كامل إلى منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا وانتشارها فيهما، مع التأكيد على حصر السلاح بيد الدولة فقط، بما يضمن تعزيز الأمن.


في السياق، أعلن مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، أن قوات الأمن العام دخلت جميع أحياء أشرفية صحنايا، وبدأت تنفيذ عمليات تمشيط لضمان استقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الوضع بات تحت السيطرة مع استمرار العمليات ضد المجموعات المسلحة.


مفتي الجمهورية "الرفاعي" يوجّه نداءً لحقن الدماء: لا تتركوا الفتنة تحرق ما تبقّى من الوطن
وجّه مفتي الجمهورية، الشيخ أسامة الرفاعي، نداءً وطنيًا شاملاً دعا فيه أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافهم ومشاربهم إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه دعوات الفتنة والاقتتال، مشددًا على أن "كل دم سوري محرم"، وأن "قطرة دم واحدة من أي فرد من أبناء هذا الوطن غالية، لا يجوز التفريط بها أو هدرها تحت أي ذريعة".

وجاءت رسالة المفتي في بيان مصوّر صدر مساء الثلاثاء، تعليقًا على الأحداث الدامية التي شهدتها مدينتا أشرفية صحنايا وجرمانا بريف دمشق، والتي خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والأمن على حد سواء. وقال الرفاعي إن "الفتن إذا اشتعلت لا تُعرف لها نهاية، وكل من فيها خاسر، وليس فيها غالب أو منتصر"، محذرًا من "أصوات الشيطان" التي تروّج للثأر والانتقام تحت غطاء طائفي أو مناطقي.

ودعا المفتي إلى التمسك بنعمة الوطن، وعدم التفريط بما تبقى من استقراره، وقال: "لقد أنعم الله علينا بهذا الوطن، نأكل من خيراته ونستظل بأمنه، فلا تضيّعوا هذه النعمة بإشعال نار الفتنة. من يشعلها لا يريد خيراً لأحد، بل يسعى إلى تدمير البلد على رؤوس الجميع".

وأكد أن سوريا عاشت على مدى عقود في كنف التآلف والمحبة بين مكوناتها، وأنه "لا يجوز أن نسمح لشياطين الإنس والجن باختراق هذا النسيج". وختم الرفاعي بيانه بالدعوة إلى "إطفاء الفتنة، والاحتكام للعقل والضمير والعودة إلى الله"، مضيفًا: "دعوا الثأر جانبًا، واصبروا حتى تأخذ العدالة مجراها، فالثأر لا يُقيم عدلاً، بل يزيد الظلم ظُلمًا".

اتهامات بضلوع جهات متطرفة في التصعيد الأمني
وكان حمّل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، مسؤولية التصعيد الأخير في جرمانا وصحنايا إلى ما وصفها بـ"جهات متطرفة تسلّلت مؤخراً إلى مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية". وحذّر عبد الباقي، في بيان رسمي، من أن هذه العناصر تسعى لإشعال الفتنة في الجنوب السوري، في وقت تبذل فيه الحكومة جهودًا لاحتواء التصعيد وتفادي انفجار الوضع.

وأكد عبد الباقي أن هناك تواصلاً مستمرًا مع القيادات الرسمية التي أبدت حرصًا على التهدئة، لكنه شدد في المقابل على أن "كرامة الأهالي خط أحمر"، وأن "التجمع لن يتوانى عن حماية المدنيين في وجه أي اعتداء من أي جهة كانت".

وأشار إلى أن السويداء كانت ملاذًا آمنًا لأكثر من خمسة ملايين سوري خلال فترة حكم نظام الأسد المخلوع، ولم تُسجَّل فيها أي حالات اعتداء على الدين أو المعتقد، مؤكدًا أن التجمع شارك في جهود المصالحة بعد سقوط النظام، وأسهم في الإفراج عن أكثر من ألف معتقل في السويداء وجرمانا وجبل الشيخ.

وشدد عبد الباقي على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، والعمل مع مختلف الفصائل، وفي مقدمتها "حركة رجال الكرامة" و"مضافة الكرامة"، من أجل توحيد الصف والانخراط في مؤسسات الدولة لبناء سوريا الجديدة.

ليلة دامية تهز جرمانا وصحنايا
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا فجر الثلاثاء واحدة من أعنف الاشتباكات المسلحة، التي اندلعت بعد هجوم شنّته مجموعة مسلّحة مجهولة على حواجز أمنية وعناصر من قوات الأمن العام. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 شخصًا، بينهم اثنان من عناصر الأمن.

وامتدت المواجهات لاحقًا إلى مناطق واسعة في ريف دمشق الجنوبي، تحديدًا إلى صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث شنّت نفس المجموعة المسلحة هجمات متفرقة على نقاط أمنية، ما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا أمنيًا إضافيًا.

وفي ظل هذه التطورات، دعا ممثل المجتمع المحلي في أشرفية صحنايا، تامر رفاعة، في حديث لتلفزيون سوريا، إلى تدخل سريع من الحكومة لوقف الاشتباكات وحماية المدنيين، مؤكدًا أن هوية المهاجمين لا تزال غير معروفة حتى الآن، ما يزيد من حالة الغموض والقلق في أوساط السكان.


غارات إسرائيلية على أشرفية صحنايا أدت لإصابة مدنيين عقب إعلان السيطرة الأمنية عليها
شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارتين جويتين، على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، بينهم مواطنون من الطائفة الدرزية، بحسب ما أفاد به مراسل الإخبارية السورية من موقع الحدث.

وتزامنت الضربات مع تحليق مكثف للطيران فوق الأحياء الجنوبية، ما أثار الذعر في صفوف السكان وأدى إلى انقطاع مؤقت في شبكات الاتصال والكهرباء في بعض المناطق.

وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية السورية السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا، وذلك عقب عملية أمنية موسعة ضد مجموعات مسلحة وصفتها بـ”الخارجة عن القانون”، كانت قد تمركزت خلال اليومين الماضيين في أحياء المدينة ونفذت هجمات دامية استهدفت نقاط أمنية وسكاناً مدنيين.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
الجيش الأردني يعتقل شابين سوريين بعد توغل بريف درعا الغربي

في تطور ميداني لافت على الحدود السورية الأردنية، أفادت مصادر محلية وشهود عيان أن دورية تابعة للجيش الأردني اجتازت عصر اليوم الأربعاء، 30 نيسان/أبريل 2025، الحدود السورية من جهة قرية كويا في منطقة حوض اليرموك، بريف درعا الغربي، وقامت باعتقال شابين يعملان في رعي الأغنام داخل الأراضي السورية.

ووفق ما أفاد به نشطاء، فإن المعتقلين هما “مراد جمال الحنيص” و”محمد أيمن الحسين”، وقد تم توقيفهما أثناء تواجدهما في السهول الزراعية التابعة لقرية كويا، التي تبعد أمتاراً قليلة عن الشريط الحدودي مع الاردن

وأكدت مصادر محلية من سكان المنطقة أن عناصر من الجيش الأردني أجروا كذلك عمليات تفتيش واسعة لعدد من المزارعين والرعاة السوريين الذين تواجدوا في المنطقة الحدودية المعروفة باسم “الحمرا”، مشيرين إلى أن طريقة التفتيش واحتجاز المواطنين السوريين “لم تكن لائقة” وخلّفت حالة استياء بين الأهالي.

ويُعد هذا الحادث أحد أبرز التوغلات الأردنية داخل الأراضي السورية منذ سنوات، ويأتي في سياق أمني متوتر على الحدود، خاصة عقب إعلان القوات المسلحة الأردنية، يوم أمس الثلاثاء، إحباط محاولة تسلل لقاربين قادمين من سوريا عبر سد الوحدة، أحدهما تم توقيفه والقبض على من فيه، بينما تراجع القارب الثاني إلى الداخل السوري.

وتثير هذه التطورات أسئلة حول التنسيق الأمني الحدودي بين دمشق وعمّان، خصوصاً في ظل تكثيف الأردن لإجراءاته على الحدود منذ بداية عام 2025، بعد تكرار محاولات تهريب المخدرات والأسلحة من الأراضي السورية، وفق بيانات رسمية أردنية.

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر وزارة الداخلية أو الدفاع في الحكومة السورية أي بيان رسمي بشأن الحادثة، كما لم يصدر تعليق من الجانب الأردني حول أسباب ودوافع الاعتقال، وما إذا كان ذلك مرتبطاً بالتصعيد الأخير في ملف التهريب أو مرتبطًا باعتبارات أمنية محلية.

وتُعد منطقة حوض اليرموك وقرية كويا تحديدًا من أكثر النقاط الحساسة في الجغرافيا الحدودية السورية الأردنية وايضا الإسرائيلية، حيث شهدت قبل فترة محاولة إسرائيلية للتوغل في البلدة وتصدى لها المدنيين ما أدى لسقوط شهداء وجرحى.

 

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
غارات إسرائيلية على أشرفية صحنايا أدت لإصابة مدنيين عقب إعلان السيطرة الأمنية عليها

شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارتين جويتين، على منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق الجنوبي، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين، بينهم مواطنون من الطائفة الدرزية، بحسب ما أفاد به مراسل الإخبارية السورية من موقع الحدث.

وتزامنت الضربات مع تحليق مكثف للطيران فوق الأحياء الجنوبية، ما أثار الذعر في صفوف السكان وأدى إلى انقطاع مؤقت في شبكات الاتصال والكهرباء في بعض المناطق.

وجاءت الغارات بعد وقت قصير من إعلان وزارة الداخلية السورية السيطرة الكاملة على منطقة أشرفية صحنايا، وذلك عقب عملية أمنية موسعة ضد مجموعات مسلحة وصفتها بـ”الخارجة عن القانون”، كانت قد تمركزت خلال اليومين الماضيين في أحياء المدينة ونفذت هجمات دامية استهدفت نقاط أمنية وسكاناً مدنيين.

وأفاد المقدم حسام الطحان، مدير أمن ريف دمشق، بأن العملية أسفرت عن استعادة كافة المواقع التي تسللت إليها هذه المجموعات، مؤكداً أن قوات الأمن باشرت عمليات تمشيط واسعة لإعادة بسط الاستقرار.

وقال الطحان في تصريحات رسمية إن عدد شهداء قوات الأمن العام ارتفع إلى 16 عنصراً، بينهم 11 قُتلوا خلال اشتباكات عنيفة اندلعت فجر الاربعاء، و5 آخرين سقطوا خلال هجوم مباغت استهدف إحدى النقاط الأمنية.

وكانت وزارة الداخلية قد نشرت بياناً أعلنت فيه إرسال تعزيزات أمنية إلى صحنايا وأشرفية صحنايا، مشيرة إلى أن قوات الأمن ستواصل مهامها في تأمين الطرقات ومنع أي خروقات أمنية، وسط معلومات عن وجود خلايا مسلحة تتحرك في أطراف المنطقة وتحاول إعادة إشعال المواجهات.

كما أشار مراسل الإخبارية إلى أن مجموعات مسلحة عرقلت سيارات لمنظمة الصحة العالمية كانت تحاول الدخول إلى جرمانا لإجلاء الجرحى، وسمحوا لها بالدخول بعد عدة ساعات.

وكانت المدينة قد شهدت في وقت سابق سقوط أكثر من 13 قتيلاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن العام، في مواجهات مشابهة فجّرها انتشار تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

من جهته، حذّر الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد “تجمع أحرار جبل العرب”، من وجود جهات متطرفة “تسلّلت إلى مؤسسات الدولة”، واتهمها بالسعي إلى إشعال فتنة داخلية في ريف دمشق. وقال في تصريحات صحفية إن التصعيد الأخير لا يخدم إلا “أعداء الاستقرار”، مشيراً إلى أن جهات في وزارتي الداخلية والدفاع هي التي تقف وراء تفجير الموقف في صحنايا وجرمانا.

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد حدة التوتر الأمني في عدد من مناطق جنوب دمشق، في ظل استمرار محاولات بعض المجموعات إثارة اضطرابات على خلفية طائفية أو سياسية، ما يعيد إلى الواجهة الهواجس من انزلاق البلاد إلى موجات عنف جديدة في لحظة سياسية حرجة.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
المدارس الخاصة ترفع الأقساط رغم توجيهات وزارة التربية السورية

رغم تعميم وزارة التربية الصادر في 9 نيسان 2025، والذي شدد بوضوح على منع رفع أقساط المدارس الخاصة أو فرض أعباء جديدة على الأهالي للعام الدراسي 2025-2026، إلا أن المشهد على الأرض يعكس واقعًا مختلفًا تمامًا.

وذكرت مصادر إعلامية أن هناك تجاهل واضح للتعميم حيث أن أقساط تقفز إلى عشرات الملايين، وخدمات تُسعّر وكأنها في سوق حرة بلا ضوابط، فيما تغيب الرقابة وتُكبل يد المحاسبة.

ويتحدث الأهالي عن ضغوط لا تُطاق في مواجهة ارتفاعات مفاجئة وغير مبررة في الأقساط، ودفعات أولى تُفرض دون سابق إنذار، وبلا إعلان رسمي واضح من إدارات المدارس

وحتى رياض الأطفال لم تسلم من هذه الفوضى، إذ تجاوزت أقساط بعضها 20 مليون ليرة سورية، دون احتساب تكاليف النقل التي باتت في بعض الأحيان أعلى من القسط نفسه، ما يطرح أسئلة حقيقية عن غياب المعايير وترك التعليم رهينة مزاج السوق.

إلى جانب ذلك، تُرغم الأسر على شراء لباس مدرسي جديد كل عام، وكتب بأسعار مبالغ فيها، وكأن العملية التعليمية أصبحت "صفقة تجارية" لا تراعي الواقع الاقتصادي المنهك للسوريين.

وبات التعليم الخاص، في نظر كثيرين، أقرب إلى "مافيا منظمة" تمتص ما تبقى من قدرة مالية لدى المواطنين، دون محاسبة أو التزام بقرارات الوزارة. فهل يُعقل أن تترك الدولة هذا القطاع الحسّاس يتحرك دون ضوابط، بينما تغرق الأسرة السورية في أعباء لا تنتهي؟

ويذكر أن في ظل هذا الواقع، تبدو الحاجة ملحة لإعادة بناء التعليم الحكومي، لا كخيار اضطراري للفقراء، بل كركيزة أساسية لضمان العدالة الاجتماعية والنهوض بالمجتمع.

الخطوة الأولى تبدأ من احترام المعلم، ورفع أجره، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة، تليق بدوره ومكانته. فبدون معلم مُكرم، ومدرسة مجهزة، ومنهج واضح، سيبقى التعليم الخاص يتفشى كبديل طبقي، لا كمكمل لدور الدولة.

وتشير مصادر إلى أن الرهان اليوم على استعادة التعليم الحكومي لقوته ومكانته فحين يجد الأهالي في المدارس العامة بيئة محترمة ومجانية حقيقية، ستُجبر المدارس الخاصة على التراجع عن جشعها، أو ستُغلق أبوابها أمام عزوف الناس عنها.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
مفتي الجمهورية "الرفاعي" يوجّه نداءً لحقن الدماء: لا تتركوا الفتنة تحرق ما تبقّى من الوطن

وجّه مفتي الجمهورية، الشيخ أسامة الرفاعي، نداءً وطنيًا شاملاً دعا فيه أبناء الشعب السوري بمختلف أطيافهم ومشاربهم إلى الوقوف صفاً واحداً في وجه دعوات الفتنة والاقتتال، مشددًا على أن "كل دم سوري محرم"، وأن "قطرة دم واحدة من أي فرد من أبناء هذا الوطن غالية، لا يجوز التفريط بها أو هدرها تحت أي ذريعة".

وجاءت رسالة المفتي في بيان مصوّر صدر مساء الثلاثاء، تعليقًا على الأحداث الدامية التي شهدتها مدينتا أشرفية صحنايا وجرمانا بريف دمشق، والتي خلفت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والأمن على حد سواء. وقال الرفاعي إن "الفتن إذا اشتعلت لا تُعرف لها نهاية، وكل من فيها خاسر، وليس فيها غالب أو منتصر"، محذرًا من "أصوات الشيطان" التي تروّج للثأر والانتقام تحت غطاء طائفي أو مناطقي.

ودعا المفتي إلى التمسك بنعمة الوطن، وعدم التفريط بما تبقى من استقراره، وقال: "لقد أنعم الله علينا بهذا الوطن، نأكل من خيراته ونستظل بأمنه، فلا تضيّعوا هذه النعمة بإشعال نار الفتنة. من يشعلها لا يريد خيراً لأحد، بل يسعى إلى تدمير البلد على رؤوس الجميع".

وأكد أن سوريا عاشت على مدى عقود في كنف التآلف والمحبة بين مكوناتها، وأنه "لا يجوز أن نسمح لشياطين الإنس والجن باختراق هذا النسيج". وختم الرفاعي بيانه بالدعوة إلى "إطفاء الفتنة، والاحتكام للعقل والضمير والعودة إلى الله"، مضيفًا: "دعوا الثأر جانبًا، واصبروا حتى تأخذ العدالة مجراها، فالثأر لا يُقيم عدلاً، بل يزيد الظلم ظُلمًا".

وفد رفيع من السويداء في داريا للتهدئة
في إطار جهود التهدئة، وصل وفد من وجهاء ومشايخ محافظة السويداء إلى مدينة داريا في ريف دمشق عصر الأربعاء، في زيارة تهدف إلى نزع فتيل التوتر المتصاعد في صحنايا وأشرفية صحنايا، بعد أيام من التصعيد الدموي.

وضم الوفد كلاً من محافظ السويداء مصطفى البكور، وشيخي عقل الطائفة الدرزية الشيخ حمود الحناوي والشيخ يوسف جربوع، إلى جانب الشيخ يحيى الحجار، قائد "حركة رجال الكرامة"، والشيخ ليث البلعوس، حيث أجروا اجتماعًا مع مسؤولين في الإدارة السورية في محاولة لاحتواء الأزمة.

وفي السياق ذاته، أعلن مدير أمن ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، أن قوات الأمن العام دخلت جميع أحياء أشرفية صحنايا، وبدأت تنفيذ عمليات تمشيط لضمان استقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الوضع بات تحت السيطرة مع استمرار العمليات ضد المجموعات المسلحة.

اتهامات بضلوع جهات متطرفة في التصعيد الأمني
من جانبه، حمّل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، مسؤولية التصعيد الأخير في جرمانا وصحنايا إلى ما وصفها بـ"جهات متطرفة تسلّلت مؤخراً إلى مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية". وحذّر عبد الباقي، في بيان رسمي، من أن هذه العناصر تسعى لإشعال الفتنة في الجنوب السوري، في وقت تبذل فيه الحكومة جهودًا لاحتواء التصعيد وتفادي انفجار الوضع.

وأكد عبد الباقي أن هناك تواصلاً مستمرًا مع القيادات الرسمية التي أبدت حرصًا على التهدئة، لكنه شدد في المقابل على أن "كرامة الأهالي خط أحمر"، وأن "التجمع لن يتوانى عن حماية المدنيين في وجه أي اعتداء من أي جهة كانت".

وأشار إلى أن السويداء كانت ملاذًا آمنًا لأكثر من خمسة ملايين سوري خلال فترة حكم نظام الأسد المخلوع، ولم تُسجَّل فيها أي حالات اعتداء على الدين أو المعتقد، مؤكدًا أن التجمع شارك في جهود المصالحة بعد سقوط النظام، وأسهم في الإفراج عن أكثر من ألف معتقل في السويداء وجرمانا وجبل الشيخ.

وشدد عبد الباقي على ضرورة الحفاظ على السلم الأهلي، والعمل مع مختلف الفصائل، وفي مقدمتها "حركة رجال الكرامة" و"مضافة الكرامة"، من أجل توحيد الصف والانخراط في مؤسسات الدولة لبناء سوريا الجديدة.

ليلة دامية تهز جرمانا وصحنايا
وكانت مدينتا جرمانا وأشرفية صحنايا قد شهدتا فجر الثلاثاء واحدة من أعنف الاشتباكات المسلحة، التي اندلعت بعد هجوم شنّته مجموعة مسلّحة مجهولة على حواجز أمنية وعناصر من قوات الأمن العام. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 13 شخصًا، بينهم اثنان من عناصر الأمن.

وامتدت المواجهات لاحقًا إلى مناطق واسعة في ريف دمشق الجنوبي، تحديدًا إلى صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث شنّت نفس المجموعة المسلحة هجمات متفرقة على نقاط أمنية، ما أدى إلى مقتل 11 عنصرًا أمنيًا إضافيًا.

وفي ظل هذه التطورات، دعا ممثل المجتمع المحلي في أشرفية صحنايا، تامر رفاعة، في حديث لتلفزيون سوريا، إلى تدخل سريع من الحكومة لوقف الاشتباكات وحماية المدنيين، مؤكدًا أن هوية المهاجمين لا تزال غير معروفة حتى الآن، ما يزيد من حالة الغموض والقلق في أوساط السكان.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
في مواجهة حملات الفتنة وشق الصف.. نشطاء يطلقون وسم " نحن مع الدولة"

وسط تصاعد حملات الفتنة ومحاولات تأجيج الخطاب الطائفي والانقسامي عبر منصات التواصل الاجتماعي، أطلق نشطاء ومواطنون سوريون حملة رقمية واسعة تحت وسم "نحن مع الدولة".

عبّروا فيها عن تمسكهم بوحدة الأراضي السورية ورفضهم لأي مسعى يهدد مؤسسات الدولة أو يشرعن للسلاح خارج إطار الشرعية وذلك ضمن رسائل واضحة في توقيت حساس.

وجاء الوسم في توقيت مع تزايد الخطابات التي تحاول استثمار الأزمات والحوادث الأمنية وغيرها لتغذية الانقسام المجتمعي والتشكيك بدور الدولة ومؤسساتها.

وركزت منشورات الحملة على أن الأمن والأمان حق لكل السوريين، ولا يمكن أن يتحققا إلا في ظل دولة قوية موحدة، ترفض الطائفية وتتصدى للفوضى.

وشهد الوسم تفاعلاً كبيرًا من شخصيات إعلامية وأكاديمية ومواطنين عاديين، دعوا إلى تغليب المصلحة الوطنية على الأجندات الضيقة، مشددين على أن "من يريد مستقبلًا لسوريا، يجب أن يكون شريكًا في بنائها، لا معولًا لهدمها".

وتعكس الحملة الشعبية رفضًا واسعًا لمحاولات استنساخ سيناريوهات الانقسام التي شهدتها دول مجاورة، وتأكيدًا على أن أي مشروع سياسي أو اجتماعي لا يمر عبر مؤسسات الدولة الشرعية، إنما يهدد السلم الأهلي ويشرعن الفوضى.

هذا ويشير متابعون إلى أن ظهور هذا النوع من الحملات العفوية يعبّر عن حاجة السوريين إلى خطاب جامع يتجاوز الانتماءات الضيقة، ويُعيد الاعتبار لفكرة الدولة كحامية للجميع، لا كطرف في صراع.

اللافت في الحملة أن المشاركين لم يكتفوا باللغة العربية، بل استخدموا وسومًا بلغات أجنبية مثل الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والروسية في رسالة للخارج بأن الشعب السوري رغم كل ما عاناه، لا يزال متمسكًا بهويته ووحدته وسيادة قراره.

وفي ظل ما تشهده الساحة السورية من تعقيدات إقليمية ودولية، يرى مراقبون أن هذه الحملة تحمل بعدًا رمزيًا ورسالة مزدوجة للداخل: أن الدولة، رغم كل التحديات، لا تزال الإطار الوحيد القادر على حماية الجميع وتنظيم الحياة العامة.

وكذلك للخارج أن السوريين، مهما تنوعت مشاربهم، يرفضون التدخلات الخارجية ومشاريع التقسيم، ويتمسكون بسيادة بلدهم ووحدة أراضيه في وقت تسعى فيه أطراف عديدة لزرع بذور الشك والانقسام، تعيد هذه الحملة التأكيد على أن السوريين ما زالوا يرون في الدولة مظلتهم الجامعة، ويؤمنون بأن تجاوز المحن لا يكون إلا بالحفاظ على مؤسساتها، ورفض الفوضى والتجزئة مهما كانت العناوين.

ووفقًا لمراقبين هناك أطراف تسعى لتقويض وحدة الدولة من الداخل عبر أدوات محلية تغذيها خطابات الكراهية والانفصال، سيما في مناطق الساحل والجنوب السوري وكذلك شمال شرق سوريا، ما يجعل من إعلاء صوت الدولة الواحدة الرد الأهم في وجه هذه المحاولات.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
مدير أمن ريف دمشق: مجموعات خارجة عن القانون هاجمت قوى الأمن عقب اتفاق جرمانا

صرّح المقدم حسام الطحان، مدير مديرية أمن ريف دمشق، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع وجهاء مدينة جرمانا عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين، يقضي بوقف إطلاق النار وتسليم جثامين الضحايا الذين سقطوا داخل المدينة. وأكد أن الجهات المختصة باشرت فوراً بتنفيذ بنود الاتفاق، في خطوة تهدف إلى تهدئة التوتر وإعادة ضبط الأمن.

وفي بيان رسمي صدر اليوم، أوضح الطحان أن وزارة الداخلية، انطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية، وجهت قوات إدارة الأمن العام للانتشار في محيط مدينتي صحنايا وأشرفية صحنايا، في مهمة تهدف إلى تأمين المنطقة ومنع أي خروقات أو أعمال عدائية قد تهدد أمن المدنيين.

تصعيد خطير في أشرفية صحنايا
وذكر أنه رغم التحركات الساعية إلى استعادة الهدوء، تسللت مجموعات مسلحة خارجة عن القانون، ليلة أمس، إلى الأراضي الزراعية في محيط أشرفية صحنايا، وبدأت باستهداف تحركات مدنية وأمنية، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين وعناصر الأمن العام.

وقال إنه مع ساعات صباح اليوم، صعّدت هذه المجموعات من اعتداءاتها، حيث هاجمت نقاطاً أمنية ومراكز تمركز لقوات إدارة الأمن العام على أطراف المدينة، الأمر الذي أسفر عن استشهاد أحد عشر عنصراً من القوة الأمنية المكلفة بحفظ الأمن والنظام في المنطقة.

نكث بالعهود وتصعيد مستمر
وبحسب الطحان، فإن عدة أطراف وطنية تدخلت لاحتواء الموقف ووقف إطلاق النار، وتم التوصل إلى تفاهم مؤقت لحقن الدماء. إلا أن المجموعات المسلحة، وكما وصفها بـ"الناقضة للتعهدات"، عادت ونفّذت هجوماً جديداً استهدف نقطة أمنية أخرى، ما تسبب باستشهاد خمسة عناصر إضافيين، ليرتفع عدد الشهداء إلى ستة عشر عنصراً من قوات الأمن العام خلال أقل من 24 ساعة.

تحذير ورسالة حازمة
وشدد مدير أمن ريف دمشق على أن "رجال إدارة الأمن العام يقومون بواجبهم الوطني لحماية أمن الوطن والمواطن"، مضيفاً أن أي اعتداء عليهم هو بمثابة اعتداء مباشر على الاستقرار الوطني ومحاولات ترسيخ السلم الأهلي في البلاد.

وختم الطحان بالتأكيد أن "الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع من يهدد أمن البلاد"، مشيراً إلى أن العمل جارٍ لملاحقة كافة العناصر المتورطة في الاعتداءات، واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل المنطقة.

قائد "أحرار جبل العرب": جهات متطرفة تسعى لإشعال فتنة والحكومة مطالبة بحماية المدنيين
وكان حمّل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، مسؤولية التصعيد الخطير في منطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق إلى جهات متطرفة تسلّلت مؤخراً إلى مؤسسات الدولة، محذّراً من مساعٍ واضحة لإشعال الفتنة في هذه المناطق، في وقت تسعى فيه الحكومة السورية لاحتواء التوتر وتفادي مزيد من التصعيد.

وقال عبد الباقي إن "عناصر متطرفين" التحقوا مؤخراً بصفوف وزارتي الدفاع والداخلية ويقفون وراء الهجمات الأخيرة، مؤكداً أن هذا التصعيد "لا يخدم إلا أعداء الاستقرار"، رغم مبادرات التهدئة المتكررة من مختلف الجهات.

تأتي هذه التصريحات بعد ليلة دامية شهدتها مدينة جرمانا، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة فجر الثلاثاء بين قوات الأمن ومجموعة مسلّحة مجهولة، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن العام.
ولم تهدأ وتيرة العنف، حيث امتدت المواجهات إلى منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث استهدفت المجموعة المسلحة عدداً من الحواجز الأمنية ما أدى إلى مقتل 11 عنصراً أمنياً إضافياً، وسط حالة من الذعر في أوساط المدنيين.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
الليرات الذهبية تتجاوز الـ 8.5 مليون ليرة.. ارتفاع جديد بأسعار الذهب في سوريا

ارتفعت أسعار الذهب في سوريا بشكل طفيف خلال تعاملات اليوم الأربعاء 30 نيسان/ أبريل، حيث أن سعر الغرام عيار 21 قيراط وصل لـ 1,085,000 ليرة سورية في دمشق.

وبلغ سعر الغرام عيار 21 قيراط 1,085,000 ليرة سورية مرتفعاً بمقدار 5000 ليرة سورية عن سعره المسجل يوم أمس.

ووصل الغرام عيار 18 قيراط إلى 930,000 ليرة سورية بالمقابل ارتفعت أسعار الليرات الذهبية وسط تقلب في أسعارها.

وبلغت الليرة الذهبية عيار 21 قيراط 8,680,000 مليون ليرة سورية والليرة الذهبية عيار 22 قيراط وصل سعرها اليوم إلى 9,060,000 مليون ليرة سورية.

وأما بالنسبة للأونصة الذهبية العالمية فقد سجلت سعراً عالمياً قدره  3284.94 دولار وهو ما يعادل محلياً 38.270.000 مليون ليرة سورية وفقاً لسعر الصرف الرائج.

وبالمقابل كانت أسعار الذهب العالمية قد سجلت تراجعات مستمرة على خلفية تراجع وتيرة التوترات العالمية وتعزيز الدولار من مكاسبه العالمية.

في ظل تقلبات الأسواق وتراجع العملة، يؤكد عضو نقابة الصاغة محمد أمين السيد أن الذهب يبقى الخيار الأوثق لحماية المدّخرات ودعم الاقتصاد الوطني.

وتعافى الاحتياطي السوري تدريجياً من 15 طناً في 2014 إلى 26 طناً في 2024، وتسجل أسعار الذهب أرقاماً قياسية مع اقتراب الأونصة من 3500 دولار والليرة الذهبية تتخطى 40 مليون ليرة.

ويذكر أن المدّخرون يفضلون الذهب على العقارات والسيارات، بينما توقف عدد من الصاغة عن البيع بسبب الإقبال الكبير، وكان أحد الخبير "شفيق عربش" أن الذهب يبقى سيد التحوّط وقت الأزمات، لكن الشراء العشوائي يهدد بالخسائر.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
قائد "أحرار جبل العرب": جهات متطرفة تسعى لإشعال فتنة والحكومة مطالبة بحماية المدنيين

حمّل الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب"، مسؤولية التصعيد الخطير في منطقتي جرمانا وصحنايا بريف دمشق إلى جهات متطرفة تسلّلت مؤخراً إلى مؤسسات الدولة، محذّراً من مساعٍ واضحة لإشعال الفتنة في هذه المناطق، في وقت تسعى فيه الحكومة السورية لاحتواء التوتر وتفادي مزيد من التصعيد.

وقال عبد الباقي إن "عناصر متطرفين" التحقوا مؤخراً بصفوف وزارتي الدفاع والداخلية ويقفون وراء الهجمات الأخيرة، مؤكداً أن هذا التصعيد "لا يخدم إلا أعداء الاستقرار"، رغم مبادرات التهدئة المتكررة من مختلف الجهات.

كرامة الأهالي خط أحمر
وشدد قائد التجمع على أن كرامة المدنيين في السويداء ومحيطها "خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه"، مؤكداً في الوقت ذاته التزام "أحرار جبل العرب" بالدفاع عن السكان ضد أي اعتداء أياً كانت الجهة المنفذة. وأضاف أن السويداء لطالما كانت ملاذاً آمناً لأكثر من خمسة ملايين سوري خلال عهد النظام المخلوع، دون أن تشهد أي اعتداء على معتقد أو دين.

وأشار البيان إلى أن التجمع، منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الماضي، شارك بفعالية في جهود المصالحة الوطنية، وساهم في إطلاق سراح أكثر من ألف محتجز من مناطق مختلفة تشمل السويداء، وجرمانا، وجبل الشيخ، بالتعاون مع فصائل محلية مثل "حركة رجال الكرامة" و"مضافة الكرامة"، وذلك في إطار مشروع وطني يسعى لبناء دولة سورية موحّدة لجميع أبنائها.

كما لفت عبد الباقي إلى محاولات عديدة جرت مؤخراً للتقريب بين وجهات النظر وتفكيك التوتر، رغم حملات "الطعن والافتراء" التي طالت التجمع من بعض الأطراف، مؤكداً أن كل ما تمّ بذله من جهود هدفه الأوحد هو منع الفتنة والحفاظ على التماسك المجتمعي.

تطورات ميدانية دامية
تأتي هذه التصريحات بعد ليلة دامية شهدتها مدينة جرمانا، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة فجر الثلاثاء بين قوات الأمن ومجموعة مسلّحة مجهولة، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً، بينهم اثنان من عناصر الأمن العام.

ولم تهدأ وتيرة العنف، حيث امتدت المواجهات إلى منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا، حيث استهدفت المجموعة المسلحة عدداً من الحواجز الأمنية ما أدى إلى مقتل 11 عنصراً أمنياً إضافياً، وسط حالة من الذعر في أوساط المدنيين.

وفي تصريح لتلفزيون سوريا، طالب تامر رفاعة، ممثل المجتمع المحلي في أشرفية صحنايا، الحكومة السورية بالتدخل الفوري لوضع حد للاشتباكات وفرض الأمن في المنطقة، مشيراً إلى أن المهاجمين ينتمون إلى فصائل مجهولة الهوية لم تُعرف بعد انتماءاتهم الحقيقية.

وتبقى هذه التطورات مرشحة لمزيد من التعقيد في حال غياب خطوات حاسمة من الدولة لاحتواء التوتر، وسط دعوات متصاعدة لتحمّل الجهات الرسمية مسؤولياتها في ضبط الأمن ومنع انزلاق البلاد إلى موجة جديدة من الفوضى والعنف الطائفي.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
بين فوضى الجنوب ونيران الطائفية: من يجرّ السويداء إلى حافة الحرب؟

في محافظة السويداء وعلى تخومها، حيث تختلط رائحة البارود مع نسمات ربيع الجنوب، ترتفع سحب دخان عالية مع رائحة الطائفية النتنة التي تكاد تخنق الأرجاء، مع وجود مستنشقين قد ألفوا هذه الرائحة، ويعملون على ترويجها بشكل فج.

طرقات الشوارع تقطّعت، وحواجز مسلّحة ارتجالية نُصبت من دون قانون، فيما سيارات صغيرة تمرّ مسرعة، تحمل رجالًا بملابس مدنية وأسلحة متنوعة، تُطلق النار كما لو أن الأرض قد لفظت نظامها وانقلبت إلى شريعة الغاب.

في هذه الفوضى، لم يكن المشهد صراعًا بسيطًا بين عصابات أو ثأرًا عشائريًا عاديًا، بل بدأت ملامح مشروع أعمق تتشكّل:
مشروع فتنة طائفية يُراد له أن يشطر مجتمع الجنوب السوري بين دروز وسنّة، ليفتح باب الدم على مصراعيه، ويحوّل السويداء إلى ساحة خراب جديدة.

لم تكن النار وحدها هي الخطر، بل كانت الأصابع الخفية التي تلهبها، فمن إيران التي تسعى لإبقاء الجنوب خزانًا لفوضاها، إلى إسرائيل التي تحاول تقديم نفسها كحامية لـ"أقليات"، مرورًا بحكومة دمشق الجديدة، التي فشلت بسياساتها في كسب ثقة السويداء المنقسمة على نفسها.

هكذا، وبين فوهة البندقية وخطاب الكراهية، يجد الجنوب السوري نفسه أمام لحظة حرجة لم يشهد مثيلها منذ أكثر من قرن.

جرمانا وصحنايا: الوجه الدموي لخطاب الفتنة

بينما كانت أصوات الفتنة تُشحذ في مجالس السياسة والدين على أطراف الجنوب، انفجرت نتائجها على الأرض في أشد صورها قسوة، في جرمانا وصحنايا، حيث حملت شوارع المدينتين في ريف دمشق رائحة الدم والبارود مجددًا.

في جرمانا، مساء الاثنين 28 نيسان 2025، انفجرت أزمة طائفية على خلفية تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد، نُسب إلى أحد مشايخ الطائفة الدرزية. رغم نفي الشيخ المعني لاحقًا، وتأكيده أن التسجيل مفبرك، فإن النيران كانت قد اشتعلت.

تظاهرات غاضبة اجتاحت الشوارع، شعارات طائفية متطرفة علت، وسرعان ما انزلق المشهد إلى اشتباكات مسلحة بالرشاشات والقذائف المحمولة والهاون، والتي قُتل فيها عدد من المدنيين وعدد من الأطراف المتصارعة ، وسط حالة هلع وانهيار تام للثقة بين السكان.

وفي ظل الانفلات، شنّت عناصر مسلحة هجومًا على المدينة، فتفجّرت اشتباكات عنيفة مع القوى الأمنية والمجموعات المحلية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، واضطرت السلطات إلى فرض الطوق الأمني.

وفي أشرفية صحنايا، فجر اليوم الأربعاء، قالت مصادر في الأمن العام السوري إن مجموعات خارجة عن القانون من داخل المنطقة نفسها هاجمت حاجزًا أمنيًا، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عناصر من الأمن، قبل أن تنتشر تلك المجموعات في الأراضي الزراعية وتفتح النار على السيارات والمارة.

ووفق المصدر نفسه، فقد استهدفت إحدى هذه المجموعات سيارة قادمة من درعا، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص، في هجوم وُصف بأنه منعطف خطير في مسار الفوضى التي تعيشها المنطقة.

وكانت مصادر محلية قد تحدثت في البداية عن أن الاشتباكات ناتجة عن هجوم خارجي على البلدة، وهو ما نفته الإخبارية السورية التي نقلت الرواية الرسمية، مؤكدة أن المجموعات المهاجمة خرجت من داخل أشرفية صحنايا نفسها، وليس من خارجها.

كل ذلك يجري وسط مشهد يزداد تعقيدًا، فالأطراف المتقاتلة تُعلن الدفاع عن الكرامة والمجتمع، وأيضًا عن الدين والمقدسات، لكن المدنيين هم من يدفع الثمن دائمًا، والخطابات الطائفية تُطلق كالرصاص، لكنها لا تصيب إلا جسد التعايش نفسه.

والخطر الأكبر ليس في عدد الضحايا، بل في التحول التدريجي لعقلية الحرب الداخلية، التي بدأت تجد لنفسها مساحات شرعية ومبررات في عقول الغاضبين، وهامشًا مفتوحًا من التسليح والخطاب العنيف، يهدد بجعل كل حادث فردي فتنة شاملة، وكل صوت شاذ عنوانًا للانتقام الجماعي.

وفي اجتماع طارئ عُقد بعد التصعيد، شارك ممثلو الحكومة وشخصيات أهلية ودينية، وخرجوا ببنود تهدئة، منها:
• ضمان حركة المرور بين دمشق والسويداء.
• تعويض المتضررين.
• التوقف عن التجييش الإعلامي.

لكن ذلك لم يكن أكثر من محاولة إسعاف أولية في جبهة تنزف؛ إذ أظهرت هذه التطورات الأخيرة، بشكل لا لبس فيه، أن خطاب الطائفية حين يُروّج، لا يبقى على الورق، بل يترجم في ساحات معارك محلية، ضحاياها أبرياء لا علاقة لهم بالمتحدثين ولا بالمُفتنين.

والمفارقة أن الفوضى نفسها باتت تُستخدم مبررًا لمزيد من القتل: فمن قُتلوا على يد العصابات، يُبرَّر الانتقام منهم بسبب فتنة مزعومة، ومن هاجموا المدن، يُصوَّرون كمدافعين عن المقدسات، بينما الضحية النهائية دائمًا هي السلم الأهلي.

إسرائيل تدخل على الخط وتشن غارة جوية

اللافت أن قريتي الثعلة والدور في ريف السويداء شهدتا في التوقيت نفسه أصوات إطلاق نار كثيف وتحليق طائرات مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي، ما يوحي بوجود مخطط منسق لزعزعة الأمن في خط الجنوب – ريف دمشق – السويداء في لحظة واحدة.

وأعلنت إسرائيل، اليوم الأربعاء، أنها نفذت هجمات ضد مجموعات قالت إنها كانت تعمل على مهاجمة الدروز جنوبي العاصمة السورية دمشق.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "الجيش نفذ ضربة تحذيرية ضد متطرفين حاولوا الاعتداء على الدروز في صحنايا جنوب دمشق".

كما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الدفاع يسرائيل كاتس قوله: "هاجمنا مجموعة متطرفة كانت تعمل على مهاجمة الدروز في جنوب دمشق"، وأضافت الإذاعة في بيان: "إسرائيل تؤكد التزامها العميق بحماية الدروز في سوريا".

كما لفت إلى أن "إسرائيل وجّهت تحذيرًا شديدًا للنظام السوري وطالبته بمنع الاعتداءات على الدروز". من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي وعضو المجلس الأمني المصغر إيلي كوهين: "لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء من يحاول المساس بالدروز في سوريا".

سقوط الأسد… وبداية المواجهة مع دمشق الجديدة

لم يكن يوم الثامن من كانون الأول/ديسمبر 2024 يومًا عابرًا في تاريخ سوريا؛ فمع انهيار نظام بشار الأسد وسقوط العاصمة دمشق بيد قوى المعارضة، تنفّست معظم المناطق الصعداء، اعتقادًا أن صفحةً داميةً قد طُويت.

لكن في جبل العرب، في السويداء، بدأت تظهر ملامح مختلفة تمامًا؛ فهناك تشكيلات جديدة بدأت تتكوّن، وانقسامات واضحة بين فصائل السويداء، وصراعات بين شيوخ العقل الذين يحكمون الطائفة الدرزية.

ومع ولادة حكومة جديدة برئاسة أحمد الشرع، سرعان ما انكشفت الهوة العميقة بين دمشق والسويداء، حيث وجدت حكومة الشرع نفسها تحاور أكثر من جهة وفصيل، كلٌّ له أجندة وتوجهات مختلفة عن الآخر، وبعضها أصلاً رفض التحاور مع دمشق، مثل المجلس العسكري الذي تشكّل بعد سقوط الأسد.

"لا وفاق ولا توافق مع حكومة متطرفة بكل معنى الكلمة"، هكذا لخص الزعيم الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز، الشيخ حكمت الهجري، موقفه من الحكومة الجديدة.

في لقاء مصور مع فعاليات اجتماعية، أعلن الشيخ الهجري أن هذه الحكومة "مطلوبة للعدالة الدولية"، محذرًا أبناء طائفته من الانجرار وراء "بيع الكرامة والتاريخ" بالالتحاق بها.

لم تكن مجرد كلمات غاضبة؛ بل كانت بيان قطيعة كاملة مع دمشق الجديدة، وهو ما أظهرته تصرفات الهجري اللاحقة وقطيعته الكاملة مع مسؤولي دمشق وعدم لقائه أيًّا منهم. وهو ما يراه كثيرون استقواءً بإسرائيل، التي أكدت أنها ستحمي الطائفة الدرزية من حكومة دمشق.

تصريحات الهجري، بحسب مراقبين ونشطاء، تتسم بشكل عام بالفوقية، وأنه المتحكم الوحيد بالسويداء، منصبًا نفسه الحاكم الرسمي في المحافظة، مهددًا الكثير من الفصائل والجهات المدنية من التعامل مع دمشق من دون موافقته وعلمه، مؤكدًا أن الكلمة الأخيرة هي له، وذلك حسب تسريبات صوتية عديدة لقيادات عسكرية تابعة له توضح ذلك.

بدو السويداء… بين فوضى البادية ومشروع الشيطنة الطائفية

لطالما شكّل بدو السويداء جزءًا من النسيج الاجتماعي للجنوب السوري؛ فهم جماعات عربية سنية تعايشوا لعقود مع جيرانهم الدروز، تشاركوا كل شيء، وارتبطوا بعلاقات مصاهرة وانصهار وقرابة كبيرة.

غير أن الانهيار الأمني الذي أعقب سقوط نظام الأسد لم يترك أحدًا في مأمن من فوضى السلاح والانفلات، خاصة مع توجّه جميع الأطراف لحمل السلاح لحماية مناطقها، واستغلال العصابات الإجرامية وضعاف النفوس والطائفيين لذلك.

وفي هذا الفراغ القاتل، برزت عصابات إجرامية، اتخذت من المناطق الحدودية الشرقية ملاذًا، تعمل في تهريب المخدرات والسلاح والخطف والقتل؛ عصابات لم تميّز بين ضحية وأخرى، ولم تكتفِ بالإضرار بجيرانهم الدروز، بل امتدت جرائمهم أيضًا إلى أبناء عشائرهم من المدنيين البدو أنفسهم.

وعلى الطرف الآخر، عملت فصائل من الطائفة الدرزية على شيطنة البدو جميعهم، وسلكت السلوك ذاته بالخطف والقتل.

ورغم أن هذه العصابات تمثل شريحة محدودة خارجة عن القانون، فإن بعض الأصوات المتطرفة داخل المجتمعين الدرزي والبدوي، وجدت في هذه الفوضى ذريعةً لإعادة رسم الصراع بصيغة طائفية.

"السنة يهاجموننا والبدو يهددون كياننا"، " الدروز يقتلوننا ويحاصروننا"... ترددت مثل هذه العبارات في المجالس، ممهدةً لتحويل المواجهة مع عصابات محدودة إلى مشروع شيطنة جماعي، يستهدف آلاف المدنيين الأبرياء لمجرد انتمائهم المذهبي أو العشائري.

هكذا، بدلاً من أن تبقى المواجهة مع عصابات تخريب واشخاص مرضى بالطائفية، بدأت ملامح خطر أكبر تتبلور:
خطر انزلاق الجنوب إلى حرب أهلية مفتوحة، يذكيها خطاب الكراهية، ويجد من يغذيه من خلف الحدود: إيران وإسرائيل.

إلى أين تتجه السويداء؟

لم تعد الأسئلة في السويداء والجنوب السوري عمومًا اليوم تدور حول من بدأ إطلاق النار، أو من أطلق أول إساءة؛ بل باتت أكبر وأخطر:
هل ما يجري هو مجرد فوضى عابرة، أم أننا أمام مشروع تفكيك ممنهج؟
هل تملك القوى المحلية زمام قرارها، أم باتت رهينة رسائل إقليمية تُكتب بحبر الطائرات المسيّرة وتصريحات العواصم المتربصة؟.

السويداء تقف اليوم أمام مفترق طرق حاد: إما الانجراف نحو نموذج الحرب الأهلية اللبنانية بكل أدواتها الطائفية، التي تنتهي بتقاسم الموت لا السلطة؛ وإما صياغة مشروع وطني، تُعيد فيه السويداء تعريف نفسها لا كقلعة مغلقة، ولا كمظلة طائفية، بل كجزء حيّ وواعٍ من مستقبل سوري يبحث عن ذاته.

لكن الشرط الأول لأي حل يبدأ من كسر احتكار الصوت الواحد داخل كل طائفة؛ فلا الهجري يمثل كل الدروز، ولا الرئيس السوري أحمد الشرع يمثل السنة وحدهم، ولا الشعارات الدينية تمنح أحدًا تفويضًا بالقتل.

الطريق لا يزال مفتوحًا، لكنه يضيق سريعًا؛ والفتنة لا تحتاج أكثر من رصاصة واحدة خاطئة، أو فتوى واحدة مسمومة، لتشتعل على الجميع.

وفي هذا الجنوب المضطرب والمجنون، تبدو الحاجة اليوم ماسة إلى صوت العقل أكثر من أي وقت مضى.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
قطر تمد يد العون للخوذ البيضاء: دعم لوجستي وتدريب نوعي لتعزيز قدرات الاستجابة في سوريا

تسلّم وفد من منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حزمة من المساعدات اللوجستية المتقدمة، مقدّمة من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية التابعة لقوة الأمن الداخلي "لخويا"، وذلك في مقر "لخويا" بمنطقة الدحيل في العاصمة القطرية الدوحة.

تمت مراسم التسليم يوم الثلاثاء 29 نيسان/أبريل، بحضور وزير الطوارئ والكوارث في الجمهورية العربية السورية، السيد رائد الصالح، ومساعد قائد "لخويا" للعمليات الأمنية العميد الركن نواف ماجد العلي، إلى جانب القائم بالأعمال في السفارة السورية بالدوحة الدكتور بلال تركية، ورئيس منظمة الدفاع المدني السوري السيد منير مصطفى.

وشملت المساعدات اللوجستية تسليم مجموعة متكاملة من المعدات والآليات المتخصصة، ضمّت سيارات إطفاء بمواصفات مختلفة، وخزانات مياه متنقلة، ومركبات إنقاذ للمناطق المرتفعة، إلى جانب مضخات مياه، وآليات لنقل الأفراد. كما اشتملت الحزمة على معدات متطورة تُستخدم في عمليات الإنقاذ والإجلاء ونقل المصابين، إضافة إلى أدوات خاصة بالقص والتثبيت، تُستخدم أثناء عمليات البحث والإنقاذ في المواقع المنهارة.

وتندرج هذه المساعدات ضمن اتفاقية الشراكة الموقعة بين منظمة الدفاع المدني السوري ومجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية في 20 كانون الثاني/يناير 2025، والتي تهدف إلى تطوير قدرات فرق الدفاع المدني السوري من حيث التجهيز والتدريب والتأهيل، وتعزيز استعداداتها للتعامل مع الكوارث في مختلف البيئات، بما في ذلك تأسيس فرق إنقاذ واستجابة دولية عالية الكفاءة.

وفي إطار هذه الاتفاقية، أشرفت مجموعة "لخويا" على تنفيذ برنامج تدريبي مكثف خُصص للدفعة الأولى من مدربي الدفاع المدني السوري، امتدّ على مدى شهر كامل، وانتهى في 19 آذار/مارس 2025. ركّز البرنامج على تنمية مهارات المشاركين في مجال البحث والإنقاذ العمراني ضمن بيئات عالية التعقيد، بما ينسجم مع توسّع نطاق عمل المنظمة، وضرورة تكيّفها مع المتغيرات الميدانية والتحديات المتجددة في المناطق المتأثرة بالكوارث.

ويمثّل هذا التعاون خطوة مهمة في دعم جهود الخوذ البيضاء، وترسيخ الشراكة بين المؤسسات السورية والقطرية، في سبيل بناء قدرات فعّالة لمواجهة الكوارث، وتعزيز الاستجابة الإنسانية في سوريا.

اقرأ المزيد
٣٠ أبريل ٢٠٢٥
رؤية اقتصادية جديدة: خطة إصلاح شاملة لتحديث مؤسسات الدولة السورية

أعلن الدكتور "سامي الخيمي"، مستشار وزير الاقتصاد والصناعة في سوريا، عن خطة إصلاحية جريئة تهدف إلى تحديث مؤسسات الدولة وتعزيز كفاءتها، بما يتجاوز آثار الفوضى الاقتصادية والمحسوبية التي تراكمت عبر سنوات من الأزمات.

وأكد أن الخطة تنطلق من مبدأ أن سوريا دولة لكل مواطنيها دون استثناء، وتسعى إلى تحقيق تنمية متوازنة تُعيد توحيد البلاد وتدفع بعجلة النمو.

وتقوم الرؤية الإصلاحية على تجاوز المفاهيم التقليدية للطبقات الاجتماعية، وتأسيس مجتمع قائم على المعرفة، يتعامل مع محيطه الإقليمي بعقلانية، ويعتمد على الكفاءات الوطنية لتحقيق التنمية والازدهار.

تحفيز الاستثمار وإدخال الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري
الخطة، وفقاً للخيمي، تتضمن إصلاحاً عميقاً في هيكلية المؤسسات العامة، من خلال تقييم أداء المعامل والمرافق ورصد مكامن الخلل والفساد، إلى جانب إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة العمل الإداري، وتعزيز القدرة على اتخاذ القرارات الفعالة.

كما يجري العمل على تسهيل الإجراءات الحكومية عبر تطبيق نظام "النافذة الواحدة"، وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص عبر نماذج استثمار مرنة، تتيح استغلال المشاريع المتعثرة دون التفريط بملكية الدولة.

أجور مرنة وصناعات محلية وتوجه للتصدير
على الصعيد الوطني، تشمل الخطة مراجعة شاملة لنظام الرواتب في القطاع العام، بحيث يُربط الأجر بالإنتاجية والكفاءة، في محاولة لخلق بيئة عمل أكثر عدالة وتحفيزاً.

كما تهدف إلى دعم الصناعات المحلية، وفتح آفاق جديدة لتصدير المنتجات السورية عالية الجودة، بما يسهم في تنشيط العجلة الاقتصادية داخلياً وخارجياً.

واحدة من أبرز محاور الخطة تتعلق بالتفاوض مع الجهات الدولية لاستعادة الأموال السورية المجمدة أو المنهوبة في الخارج، بالتوازي مع خطوات لإشراك القطاع الخاص في تطوير خدمات البنية التحتية الأساسية كالكهرباء والمياه والاتصالات.

كما يجري العمل على إنشاء مناطق اقتصادية خاصة عند الحدود، تخلو من الوجود العسكري وتخضع فقط لإشراف الشرطة المحلية، بهدف تحويلها إلى منصات استقرار وتنمية اقتصادية وتجارية.

وشدد على أن نجاح الخطة يتطلب إرادة سياسية ودعماً شعبياً واسعاً، معتبراً أن بناء الثقة بين الدولة والمواطن هو الأساس لتحقيق أي تحول اقتصادي حقيقي، ورغم صعوبة المهمة، إلا أن الخطة تفتح المجال أمام مقاربة جديدة لإعادة بناء الاقتصاد السوري على أسس مؤسساتية أكثر متانة وواقعية.

 

اقرأ المزيد
1 2 3 4 5

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٥
دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني - مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ يناير ٢٠٢٥
من "الجـ ـولاني" إلى "الشرع" .. تحوّلاتٌ كثيرة وقائدٌ واحد
أحمد أبازيد كاتب سوري
● مقالات رأي
٩ يناير ٢٠٢٥
في معركة الكلمة والهوية ... فكرة "الناشط الإعلامي الثوري" في مواجهة "المــكوعيـن"
Ahmed Elreslan (أحمد نور)
● مقالات رأي
٨ يناير ٢٠٢٥
عن «الشرعية» في مرحلة التحول السوري إعادة تشكيل السلطة في مرحلة ما بعد الأسد
مقال بقلم: نور الخطيب
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤
"إدلب الخضراء"... "ثورة لكل السوريين" بكل أطيافهم لا مشاريع "أحمد زيدان" الإقصائية
ولاء زيدان