٧ نوفمبر ٢٠٢٥
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع بأنه "رجل قوي"، مؤكداً أنه اتخذ قرار رفع العقوبات عن سوريا بعد مشاورات وتنسيق مع دول إقليمية، في مقدمتها تركيا وإسرائيل، إضافة إلى دول أخرى لعبت دوراً في الدفع نحو هذا المسار.
وفي تصريح أدلى به من البيت الأبيض، قال ترامب: "سنلتقي قريباً، وأنا أعتقد أنه يقوم بعمل جيد للغاية. المنطقة التي يعمل فيها معقدة وصعبة، ومع ذلك فقد أظهر قوة وقيادة. لقد انسجمت معه بشكل ممتاز، وهناك تقدم كبير تحقق في سوريا خلال الفترة الماضية. إن الأمر ليس بسيطاً، لكنه يشهد خطوات واضحة للأمام."
وكشف الرئيس الأمريكي أن قرار رفع العقوبات لم يكن أحادياً، بل جاء بناء على طلبات متعددة، قائلاً: "رفعنا العقوبات بناء على طلب تركيا، وطلب إسرائيل أيضاً، وطلب عدد من الدول المختلفة. أردنا منح سوريا فرصة حقيقية لتعيد ترتيب نفسها. حتى إيران طالبت برفع العقوبات، رغم أنها تواجه حالياً عقوبات قاسية جداً تجعل خياراتها محدودة."
وأضاف: "ما حدث هو أننا منحنا سوريا نافذة للعمل، وأعتقد أن الشرع يقوم بعمل جيد حتى الآن."
قرار أممي يؤسس لمرحلة جديدة
وجاءت تصريحات ترامب عقب تصويت مجلس الأمن الدولي مساء الخميس لصالح مشروع قرار أمريكي يقضي برفع اسمَي الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات الدولية المفروضة عام 2014، حين أُدرجا آنذاك ضمن الإجراءات الدولية المرتبطة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة".
وأعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أن القرار يمثل دليلاً على الثقة المتزايدة في الدولة السورية الجديدة، قائلاً:"سوريا اليوم دولة سلام وشراكة، وليست ساحة لتصفية الحسابات. نمد يدنا للعالم من أجل التعاون، وليس من أجل الصراع."
وأوضح علبي أن سوريا تسعى إلى أن تكون جسراً حضارياً واقتصادياً بين الشرق والغرب، مستندة إلى إرث تاريخي صنعته عبر قرون في الثقافة والفكر والتجارة والزراعة والصناعة.
تأييد دولي وتحولات في الموقف العالمي
صوّتت 14 دولة لصالح القرار، فيما امتنعت الصين عن التصويت دون استخدام الفيتو، ما سمح بمرور القرار بأغلبية مريحة.
وقال المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن إن القرار يعكس اعتراف المجتمع الدولي بالتغيير الجوهري في السياسة السورية، مؤكداً أن الشرع "يعمل بجد على تنفيذ الالتزامات الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب وإعادة الاستقرار".
أما المندوب الروسي، فقد رحّب بالقرار معتبراً أنه يؤكد من جديد على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، داعياً جميع الدول إلى احترام ذلك، "وخاصة إسرائيل التي ما تزال تحتل أجزاء من الأراضي السورية"، بحسب تعبيره.
ترتيبات ما قبل زيارة واشنطن
ونوّه دبلوماسيون إلى أن واشنطن سارعت لتمرير القرار قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس ترامب يوم الإثنين المقبل؛ وهي زيارة تُعد الأبرز في مسار إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين بعد أكثر من عقد من القطيعة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قد قالت سابقاً إن اللقاء يأتي "لمنح سوريا فرصة واقعية للسلام"، مضيفة أن الإدارة الأمريكية تلاحظ "تحولاً حقيقياً في النهج السياسي السوري" منذ تولي الشرع الحكم.
مرحلة سياسية جديدة تتشكل
ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها خطوة محورية في إعادة دمج سوريا في محيطها الدولي والإقليمي، في ظل تحولات أوسع تتجه نحو التهدئة، وإعادة ترتيب موازين العلاقات والتحالفات في المنطقة.
ومن المتوقع أن يتصدر ملف إعادة إعمار سوريا جدول مباحثات الشرع في واشنطن، وهو الملف الذي كان قد أُعلن عنه سابقاً في منتدى حوار المنامة 2025 من قبل وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني.
٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أطلق فريق ملهم التطوعي، مشروع "حياة" لدعم العمليات الجراحية للفئات الأكثر حاجة في محافظة حلب وريفها، وذلك من خلال أربع حملات طبية مجانية يجري تنفيذها بالتنسيق مع الجهات الصحية والمنظمات الداعمة، ضمن لقاء تشاوري احتضنته كلية الطب بجامعة حلب بمشاركة عدد من المسؤولين والأطباء.
وبيّن محافظ حلب عزام الغريب خلال كلمته في اللقاء أن المشروع يستهدف الشرائح الاجتماعية الأكثر تضرراً، ممن لا يملكون القدرة على تحمّل تكاليف العمليات الجراحية الدقيقة والعالية الكلفة، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لإعادة النهوض بالقطاع الصحي في المحافظة بعد سنوات طويلة من الإهمال والفساد الذي مارسه النظام البائد.
من جانبه، أوضح المنسق الطبي العام في فريق ملهم الدكتور فيصل موسى أن المشروع يهدف إلى تعزيز قدرات المشافي الحكومية وتوفير خدمات جراحية وعلاجية مجانية، مشيراً إلى تزويد قسم الأطفال في مشفى حلب الجامعي بحواضن ومنافس وأسرة جديدة، وتأمين الأدوية الأساسية لـ مشفى الرازي، بالإضافة إلى توفير تجهيزات لـ 250 عملية جراحية ودعم عمليات القثطرة القلبية في مشفى الباب الوطني بالتعاون مع جمعية سامز الطبية.
وأشار مدير مشفى الباب الوطني الدكتور فادي الحاج علي إلى أن المشروع سيعزز الخدمات الصحية المجانية بشكل ملموس، خصوصاً في تخصصات القلب والعيون، من خلال تطبيق نظام معلومات دقيق يضمن وصول الدعم إلى المرضى الأكثر حاجة، بما يتوافق مع رؤية تنموية مستدامة للقطاع الصحي.
ويأتي مشروع "حياة" ليجسد نموذجاً عملياً في إعادة بناء منظومة صحية عادلة وفعّالة في حلب، قائمة على التعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع المدني والشركاء المحليين والدوليين، ولإعادة ترسيخ العلاج حقاً إنسانياً لا يُقاس بالقدرة المادية.
٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أكد الرئيس أحمد الشرع أن الجمهورية العربية السورية ماضية بثبات في تنفيذ خطة وطنية شاملة للتعافي وإعادة الإعمار والتنمية المستدامة، ترتكز في جوهرها على استخدام الطاقة المتجددة وإعادة تأهيل النظم البيئية المتضررة، مشدداً على أن الحفاظ على البيئة ليس ترفاً أو خياراً ثانوياً، بل واجب إنساني مشترك تتوقف عليه حياة الأجيال القادمة واستدامة الموارد الطبيعية في الأرض.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس الشرع خلال أعمال قمة رؤساء الدول والحكومات ضمن الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف (COP30)، المنعقد في مدينة بيليم البرازيلية، حيث عبّر عن تضامن سوريا العميق مع الشعوب التي تواجه كوارث المناخ من فيضانات وحرائق وجفاف، مؤكداً أن سوريا بدورها عاشت آثار التحولات المناخية القاسية، رغم أنها كانت يوماً من أكثر البلدان تنوعاً وخصوبة.
وأوضح الرئيس الشرع أن سوريا شهدت خلال السنوات الماضية سلسلة من الأزمات المناخية المتراكمة التي طالت الإنسان والموارد على حد سواء، فقد أدى الجفاف الطويل وتراجع مصادر المياه إلى إضعاف الإنتاج الزراعي وتراجع الأمن الغذائي، فيما تسببت موجات الحرارة والتصحر في تغير أنماط العيش والإنتاج، وزاد الوضع تعقيداً بسبب الحرائق الواسعة التي أتت على مساحات من الغابات والبيئات الزراعية في ظل تضرر البنى التحتية للطاقة والمياه خلال سنوات الحرب.
وأشار إلى أن موجات النزوح الواسعة خلال الحرب فرضت ضغطاً إضافياً على المناطق المستضيفة، في ظل محدودية الموارد والقدرات المتاحة، لتبلغ الأزمة ذروتها هذا العام مع أسوأ موجة جفاف تشهدها البلاد منذ أكثر من ستين عاماً، حيث انخفضت معدلات الأمطار بنسبة قاربت 70%، ما أدى إلى تراجع مساحات زراعية واسعة كانت تؤمن الغذاء لملايين السكان، لتزداد معها حدة أزمة القمح وتعمق آثار الفقر الذي يرزح تحته أكثر من 90% من السوريين، بينما يواجه أكثر من 15 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي.
وأكد الرئيس الشرع أن إدراك حجم التحديات لم يمنع السوريين من الإيمان بقدرتهم على تجاوزها، قائلاً: "جئنا إليكم اليوم مدركين ثقل ما نواجهه، لكن مؤمنين بأن قوة الإرادة والوحدة حول هدف نبيل يمكن أن تشق طريقاً نحو مستقبل أفضل". وأوضح أن سوريا تعمل على طرح رؤية مختلفة لإعادة الإعمار، تنطلق من إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والأرض، وبناء نظم عمرانية عادلة، مستدامة، متوازنة بيئياً.
وأضاف الرئيس الشرع أن الخطة الوطنية التي بدأت سوريا بتنفيذها تشمل مسارات عملية واضحة، في مقدمتها التوسع في مشاريع الطاقة المتجددة، وإعادة تأهيل الأنهار عبر تقنيات الري الحديثة، وبناء مدن مستدامة صديقة للبيئة تنهض من بين الركام، إلى جانب إطلاق خطط زراعية متوافقة مع تغير المناخ، وإدماج الوعي البيئي في التعليم والمناهج والعمل المجتمعي، باعتبار الثقافة البيئية أساساً للحفاظ على الموارد وضمان استمرار الحياة.
وتابع بالقول إن مواجهة التغير المناخي لا يمكن أن تكون جهداً محلياً فقط، لأنه تحدٍ عالمي بطبيعته، مشيراً إلى التزام سوريا التام باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، واستعدادها لتحديث بلاغاتها الوطنية ومساهماتها المحددة وطنياً وفق المعايير الدولية، إلى جانب استكمال الإجراءات المتعلقة بتمثيلها الفني ضمن الأمانة العامة للاتفاقية.
ودعا الرئيس الشرع المجتمع الدولي إلى الانتقال من منطق المساعدات الإنسانية المؤقتة إلى منطق الشراكات التنموية المستدامة، قائلاً: "لا نطلب إعانات، بل ندعوكم إلى الاستثمار والعمل المشترك، نقدم فرصاً واضحة في الطاقة المتجددة، والمدن الخضراء، والزراعة المستدامة، ضمن بيئة استثمارية تضمنها الدولة وقوانينها ومؤسساتها".
وفي ختام كلمته، وجّه الرئيس الشرع تحية تقدير إلى حكومة وشعب البرازيل على استضافة المؤتمر في قلب غابات الأمازون "رئة العالم"، مؤكداً أن حماية البيئة مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون التزاماً سياسياً، مضيفاً بعبارة مستوحاة من التراث الإسلامي: "إن علاقتنا بالطبيعة علاقة أمانة، لا ملكية. بقدر ما نصون الأرض، تصوننا؛ وبقدر ما نحترم الماء والهواء والشجر، يمنحنا الكون حياةً كريمة مستدامة".
٧ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الخميس، توقيف العميد السابق في جيش النظام المخلوع، صالح عوض المقداد، بعد عملية أمنية دقيقة نفّذها فرع مكافحة الإرهاب في محافظة درعا، على خلفية ضلوعه في انتهاكات وجرائم حرب ارتُكبت بحق مدنيين في محافظتي حمص ودرعا خلال السنوات الماضية.
وجاء في بيان الداخلية أن المقداد، الذي كان يشغل موقعاً قيادياً في كلية الدفاع الجوي بمحافظة حمص، تورط في حملات عسكرية واسعة إلى جانب سهيل الحسن عام 2018، استهدفت مناطق سكنية مكتظة وأحياء مدنية، وأدت إلى سقوط شهداء وإحداث دمار واسع، في واحدة من أكثر العمليات التي خلّفت آثاراً مؤلمة على سكان درعا في تلك الفترة.
وأوضحت الوزارة أن عملية إلقاء القبض جاءت بعد متابعة استخباراتية متواصلة ورصد دقيق لتحركاته، قبل تنفيذ مداهمة محكمة أسفرت عن إحالته مباشرة إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات تمهيداً لعرضه على القضاء المختص.
ويأتي توقيف المقداد ضمن سلسلة عمليات أمنيّة مكثفة منذ سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عدد من الشخصيات المتورطة في الاعتقال التعسفي، التعذيب، والقتل خارج القانون، ومن بينهم وسيم الأسد وشقيقه نمير، والعقيد قصي وجيه إبراهيم، وقادة مجموعات عسكرية عملت سابقاً تحت مظلة النظام.
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن ملاحقة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات لن تتوقف، وأن العدالة ستطال كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري، بغضّ النظر عن رتبته أو موقعه أو نفوذه سابقاً.
وختمت الوزارة بيانها بالتشديد على أن سوريا الجديدة تُبنى على العدالة وسيادة القانون، وأن أمن المواطنين وحقوقهم هي الأساس الذي لا يمكن التراجع عنه أو التساهل في حمايته.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
رحّبت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية بقرار مجلس الأمن الدولي القاضي برفع اسم الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات الدولية، معتبرة أن القرار “يُعدّ أول قرار بالإجماع بعد سقوط النظام البائد ويعكس وحدة الموقف الدولي تجاه دعم استقرار سوريا ووحدة أراضيها وسيادتها واستقلالها السياسي”.
وجاء في بيان الوزارة الصادر مساء الخميس، أن القرار يمثل “خطوة إيجابية وفاعلة للحكومة السورية وجهودها المتواصلة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي وتهيئة المناخ لإعادة الإعمار والتنمية المستدامة بما يخدم الشعب السوري”.
وأكدت الخارجية أن الجمهورية العربية السورية “ترحب بما تضمّنه القرار من شطب اسم فخامة الرئيس أحمد الشرع ووزير الداخلية السيد أنس خطاب من قوائم الجزاءات المفروضة سابقاً”، معتبرة أن ذلك “يعكس الثقة المتزايدة بقيادة الرئيس الشرع”.
وأضاف البيان أن رفع التصنيف عن سوريا “يؤكد التوجّه الثابت للدولة السورية في صون حقوق السوريين والحرص على السلم الأهلي وإرساء الأمن، إلى جانب مكافحة الإرهاب ومواجهة تجارة المخدرات”.
وأشار البيان إلى أن هذا القرار هو الأول من نوعه الذي يصدر بالإجماع في مجلس الأمن منذ سنوات طويلة، ويعدّ “انعكاساً لتبدّل الموقف الدولي لصالح دعم جهود الدولة السورية في إعادة بناء مرحلة السلام والاستقرار والازدهار، وتمهيداً لانتصار الدبلوماسية السورية التي نجحت في إعادة الاعتراف الدولي بمكانة سوريا ودورها المحوري في المنطقة”.
وختمت وزارة الخارجية والمغتربين بيانها بالتعبير عن تقديرها للدول الأعضاء في مجلس الأمن على مواقفها الداعمة، مؤكدةً “الالتزام الكامل بالعمل المشترك مع المجتمع الدولي لتلبية تطلعات الشعب السوري في السلام والإعمار وإعادة بناء سوريا الجديدة”.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، إن بلاده “ترحب بقرار مجلس الأمن وترى فيه دليلاً على الثقة المتزايدة في سوريا”، مؤكداً أن “سوريا الجديدة تسعى وتعمل لتكون دولة سلام وشراكة، لا ساحة للنزاعات وتصفية الحسابات”.
وأضاف علبي أن “دمشق تمد يدها لجميع دول العالم باحثة عن الشراكات والنجاحات والأعمال والاستثمارات، ساعية لأن تكون نقطة وصل تجمع الشرق والغرب تحت عنوان التنمية والازدهار”، مشيراً إلى أن “السوريين والسوريات صدّروا لقرون طويلة أبهى صور الحضارة في العلم والأدب والفن والزراعة والصناعة والتجارة، واليوم نعمل لتعود سوريا كما عرفها العالم درة الشرق ومركزاً للإشعاع الحضاري”.
وختم علبي تصريحه بالقول إن “سوريا الجديدة ستكون قصة نجاح ونموذجاً مشرقاً يثبت أن السبيل الأمثل في العلاقات الدولية هو الانخراط الإيجابي والتعاون البنّاء”.
وتجدر الإشارة أن 14 دولة صوتت في مجلس الأمن لصالح رفع اسمي الشرع وخطاب من القائمة، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وقال المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن إن “الرئيس الشرع يعمل بجد من أجل تحقيق التزامات سوريا في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب”، مؤكداً أن تبني القرار “يبعث رسالة قوية تعترف بأن سوريا دخلت عهداً جديداً من التعاون الدولي”.
من جانبه، رحّب ممثل روسيا في مجلس الأمن بالقرار، معتبراً أنه “يعيد التأكيد على التزام المجلس بمبادئ سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، داعياً جميع الدول إلى احترام تلك المبادئ، “وخاصة إسرائيل التي تحتل أجزاءً من الأراضي السورية”.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
صوّت مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الخميس، لصالح مشروع قرار أمريكي يقضي برفع اسمَي الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات الدولية المفروضة عام 2014، والمرتبطة آنذاك بتنظيمَي “داعش” و”القاعدة”.
وقال مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، إن بلاده “ترحب بقرار مجلس الأمن وترى فيه دليلاً على الثقة المتزايدة في سوريا”، مؤكداً أن “سوريا الجديدة تسعى وتعمل لتكون دولة سلام وشراكة، لا ساحة للنزاعات وتصفية الحسابات”.
وأضاف علبي أن “دمشق تمد يدها لجميع دول العالم باحثة عن الشراكات والنجاحات والأعمال والاستثمارات، ساعية لأن تكون نقطة وصل تجمع الشرق والغرب تحت عنوان التنمية والازدهار”، مشيراً إلى أن “السوريين والسوريات صدّروا لقرون طويلة أبهى صور الحضارة في العلم والأدب والفن والزراعة والصناعة والتجارة، واليوم نعمل لتعود سوريا كما عرفها العالم درة الشرق ومركزاً للإشعاع الحضاري”.
وختم علبي تصريحه بالقول إن “سوريا الجديدة ستكون قصة نجاح ونموذجاً مشرقاً يثبت أن السبيل الأمثل في العلاقات الدولية هو الانخراط الإيجابي والتعاون البنّاء”.
وتجدر الإشارة أن 14 دولة صوتت في مجلس الامن لصالح رفع اسمي الشرع وخطاب من القائمة، بينما امتنعت الصين عن التصويت.
وقال المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن إن “الرئيس الشرع يعمل بجد من أجل تحقيق التزامات سوريا في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب”، مؤكداً أن تبني القرار “يبعث رسالة قوية تعترف بأن سوريا دخلت عهداً جديداً من التعاون الدولي”.
من جانبه، رحّب ممثل روسيا في مجلس الأمن بالقرار، معتبراً أنه “يعيد التأكيد على التزام المجلس بمبادئ سيادة سوريا ووحدة أراضيها”، داعياً جميع الدول إلى احترام تلك المبادئ، “وخاصة إسرائيل التي تحتل أجزاءً من الأراضي السورية”.
وأوضح دبلوماسيون أن واشنطن كانت قد أدخلت تعديلات على مسودة القرار قبل التصويت، لا سيما البنود المتعلقة بالمقاتلين الأجانب، من دون الأخذ بالمقترح الصيني الذي دعا إلى منح إعفاءات سنوية قابلة للتجديد.
كما أفاد المصدر ذاته بأن الولايات المتحدة رغبت في إجراء التصويت قبل الزيارة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل، في خطوة تُعد الأبرز في مسار عودة العلاقات بين البلدين بعد أكثر من عقد من القطيعة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قد أكدت في وقت سابق أن لقاء الرئيسين في واشنطن “يأتي في إطار إعطاء سوريا فرصة واقعية للسلام”، مشيرةً إلى أن الإدارة الأمريكية ترى “تقدماً ملموساً في ظل قيادة الرئيس الشرع”، وأن رفع العقوبات “جزء من إعادة صياغة العلاقة بين البلدين”.
ويُنظر إلى القرار على نطاق واسع كخطوة سياسية تمهّد لمرحلة جديدة من الانفتاح الدولي على دمشق، في ظل تحولات إقليمية تتجه نحو التهدئة وإعادة رسم التحالفات، لا سيما بعد إعلان وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، في “منتدى حوار المنامة 2025”، أن ملف إعادة إعمار سوريا سيكون في صلب المباحثات خلال زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
نفت وزارة الخارجية السورية ما ورد في تقرير نشرته وكالة رويترز حول وجود خطط أمريكية لإنشاء قاعدة جوية في العاصمة دمشق، مؤكدة أن ما ورد في التقرير “عارٍ تمامًا عن الصحة” ولا يستند إلى أي معطيات واقعية.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية لوكالة الأنباء السورية سانا “لا صحة لما نشرته وكالة رويترز عن القواعد الأمريكية في سوريا.”
وأضاف المصدر “تشهد المرحلة الراهنة تحولًا في الموقف الأمريكي باتجاه التعامل المباشر مع الحكومة السورية المركزية، ودعم جهود توحيد البلاد ورفض أي دعوات للتقسيم.”
وأوضح المصدر أن “العمل يجري على نقل الشراكات والتفاهمات التي كانت اضطرارية مع أجسام مؤقتة إلى دمشق، في إطار التنسيق السياسي والعسكري والاقتصادي المشترك.”
وشدد المصدر أن “سوريا في عهدها الجديد ماضية بثبات نحو ترسيخ الاستقرار وتعزيز التعاون القائم على السيادة الوطنية والاحترام المتبادل.”
وكانت وكالة رويترز قد نشرت صباح اليوم الخميس تقريرًا نقلت فيه عن ستة مصادر – بينها مسؤولون غربيون وسوريون – قولهم إن الولايات المتحدة تستعد لإنشاء وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق، بهدف دعم اتفاق أمني تعمل واشنطن على التوسط فيه بين سوريا وإسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن الخطوة تأتي في إطار إعادة تموضع استراتيجي للعلاقات السورية–الأمريكية بعد سقوط نظام بشار الأسد، وأن القاعدة المزمع إنشاؤها ستُستخدم لأغراض لوجستية وإنسانية ورقابية في مناطق الجنوب السوري.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب الأمريكي او حتى الاسرائيلي بهذا الخصوص، إلا أن نشطاء أكدوا وجود نشاط جوي لطيران عسكري لوجستي يعتقد أنه أمريكي في مطار المزة، دون تأكيدات رسمية بهذا الخصوص.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
نفى مدير مديرية الأمن الداخلي في منطقة صافيتا، "أحمد الشيخ يوسف"، صحة المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 4 تشرين الثاني 2025، بشأن اختفاء المدعوة "أريج عبدالله زيدان" من قرية زربليط والمقيمة في قرية رويسة المندرة، وسط ادعاءات بتعرضها لاعتداء من قبل مجهولين.
وأوضح المسؤول أن ما نُشر عن فقدانها أو تعرضها للاعتداء عارٍ عن الصحة، مبيناً أن زيدان غادرت منزلها بإرادتها برفقة شخص تعرفت عليه عبر وسائل التواصل، على خلفية عملها في مجال التسويق الإلكتروني.
وأشار إلى أن الجهات المختصة باشرت البحث والتحري بعد إبلاغ ذويها، وتمكنت من العثور عليها وإحضارها برفقة الشخص المذكور لاستكمال التحقيقات.
ودعت مديرية الأمن الداخلي الأهالي إلى توخي الدقة وعدم الانجرار وراء الشائعات، والاعتماد على المصادر الرسمية في الحصول على المعلومات.
اجتماع رسمي لمناقشة مزاعم خطف في الساحل السوري
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الداخلية عقد اجتماع ضمّ مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية الدكتور أحمد زيدان، إضافة إلى ممثلين عن منظمات حقوقية، وذلك عقب مؤتمر صحفي تناول الادعاءات حول وقوع حالات خطف في الساحل السوري.
وناقش الاجتماع نتائج عمل اللجان المختصة والملاحظات المقدمة من الجهات المشاركة، بهدف تعزيز آليات التعامل مع هذه الحالات ومعالجة آثارها على المجتمع، وأكدت الوزارة التزامها بتطوير التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين لضمان حماية المواطنين وتعزيز الأمن والاستقرار.
وباشر فرع المباحث الجنائية في دمشق التحقيق في بلاغ تقدّمت به سيدة قالت إن جهات مجهولة زعمت اختطاف ابنها وأرسلت لها مقطع فيديو يظهره مقيّد اليدين، مطالِبة بدفع فدية مالية قدرها 50 ألف دولار أميركي، وفق ما ورد في الرواية الرسمية.
وذكرت مصادر وزارة الداخلية أن وحدات المباحث تحركت فور تلقي البلاغ، وتمكّنت من العثور على الشاب داخل سيارته قبل نقله إلى مقر الفرع للتحقيق.
وبحسب البيان، اعترف المذكور خلال الاستجواب بأنه افتعل حادثة الخطف بالاتفاق مع سيدة تربطه بها علاقة، بهدف ابتزاز والدته للحصول على المال كما أقرت الأخيرة باشتراكها في العملية.
وأعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية، يوم الأحد 2 تشرين الثاني/ نوفمبر، خلال مؤتمر صحفي عقد بدمشق، نتائج عمل لجنة تحقق مختصة شُكّلت لمتابعة الشكاوى والتقارير المتداولة حول حالات اختطاف لنساء وفتيات في الساحل السوري خلال الأشهر الماضية.
وأوضح المتحدث باسم الوزارة، "نور الدين البابا"، أن تشكيل اللجنة جاء بعد ورود بلاغات وانتشار منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن تنامي حالات خطف في عدد من المحافظات.
الأمر الذي دفع الوزير في تموز الماضي إلى إصدار توجيهات بتشكيل لجنة بإشراف معاون الوزير للشؤون الأمنية اللواء عبد القادر طحان، وبرئاسة العميد سامر الحسين، مستشار الوزير للشؤون القانونية وحقوق الإنسان، وعضوية ممثلين عن إدارات مختصة أبرزها إدارة المباحث الجنائية.
وخلال فترة امتدت لثلاثة أشهر، قامت اللجنة برصد وتوثيق الشكاوى المنشورة منذ بداية العام وحتى العاشر من أيلول، وشمل عملها محافظات اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة، حيث جرت دراسة اثنتين وأربعين حالة ضمن ستين جلسة تحقيق.
وشملت الإجراءات مراجعة السجلات الرسمية الخاصة بشكاوى ذوي الفتيات، والاستماع إلى النساء المعنيات وأفراد عائلاتهن، إضافة إلى زيارات ميدانية لمواقع أشير إليها في البلاغات.
وأظهرت نتائج التحقيق أن إحدى وأربعين حالة من أصل اثنتين وأربعين لم تكن حوادث خطف. وتبيّن أن عدداً من الحالات كان مرتبطاً بهروب طوعي مع شريك عاطفي، أو حالات تغيّب قصيرة لدى أقارب أو أصدقاء، إضافة إلى حالات مرتبطة بهروب من العنف الأسري، وأخرى اتضح أنها ادعاءات كاذبة جرى تداولها عبر وسائل التواصل.
كما سجلت اللجنة حالات مرتبطة بالدعارة والابتزاز، وأخرى اتخذت فيها الجهات المعنية إجراءات توقيف تتعلق بجرائم جنائية، في المقابل، تم تسجيل حالة اختطاف مؤكدة واحدة فقط، حيث تمكنت الجهات الأمنية من استعادة الفتاة وما زالت التحقيقات جارية لكشف هوية الفاعلين.
وأكدت وزارة الداخلية أن أمن المواطن وحقه في العيش بأمان، ولا سيما أمن النساء والفئات الهشّة، يشكل أولوية قصوى في عملها. كما شددت على أنها تتعامل بجدية تامة مع أي بلاغ أو شبهة خطف، داعية المواطنين والمنظمات المدنية والحقوقية إلى مشاركة أي معلومة عبر القنوات الرسمية المعتمدة قبل تداولها على منصات التواصل تفادياً لانتشار الشائعات.
هذا واختتم المؤتمر بتوجيه الشكر لأهالي المناطق الساحلية على تعاونهم في تسهيل عمل اللجنة ومساهمتهم في كشف الحقائق، مؤكدة استمرار جهودها لضمان أمن المجتمع السوري وحماية أفراده.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
دعت وزارة الأوقاف في الحكومة السورية، الأئمة والخطباء في مختلف مساجد البلاد لإقامة صلاة الاستسقاء، وذلك تضرعًا وطلبًا لنزول الغيث بعد موجة جفاف مستمرة تشهدها مناطق واسعة من سوريا.
وقالت الوزارة في تعميمها، إن إقامة الصلاة ستتم يوم الجمعة الموافق 7 تشرين الثاني 2025، بعد صلاة الجمعة مباشرة، مشيرة إلى أن الدعوة تأتي في ظل ما تعانيه البلاد من تأخر هطول الأمطار ونقص الموارد المائية، إضافة إلى تفاقم مظاهر القحط والجفاف خلال الفترة الأخيرة.
وتعد هذه الدعوة امتدادًا لخطوات دينية لمواجهة الظروف المناخية التي تشهدها سوريا، حيث أوضحت الوزارة أن الخطوة تأتي “اقتداءً بهدي النبي محمد ﷺ في مثل هذه النوازل”.
ويعاني السوريون هذا الموسم من تراجع معدلات الأمطار وارتفاع مستويات الجفاف، ما أدى إلى تأثيرات واسعة على القطاع الزراعي وموارد مياه الشرب في مختلف المناطق السورية.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الأعمال والتجارة البريطانية (Department for Business & Trade) في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2025 عن إصدار دليل شامل بعنوان «العمل في سوريا: دليل التجارة والتصدير»، موجّه إلى الشركات البريطانية الراغبة في دخول السوق السورية أو توسيع أعمالها فيها، مؤكدة أن سوريا تمثل سوقاً محتملة ذات عوائد مرتفعة رغم التحديات والمخاطر القائمة.
ويُعد هذا الدليل أول وثيقة رسمية من نوعها تصدر عن الحكومة البريطانية منذ أكثر من خمسة عشر عاماً تتناول سوريا بوصفها وجهة استثمارية ممكنة، وتعرض بشكل تفصيلي الفرص الاقتصادية والقيود القانونية والأمنية والمالية التي تواجه المستثمرين البريطانيين هناك، في خطوة وُصفت في الأوساط الاقتصادية البريطانية بأنها إشارة إلى انفتاح اقتصادي جديد تجاه دمشق.
أكدت وزارة الأعمال والتجارة البريطانية أن سوريا تُعد سوقاً ذات إمكانات مرتفعة للشركات البريطانية التي تسعى إلى توسيع نشاطها الخارجي، مشيرة إلى أن الحكومة السورية الجديدة تعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي من خلال عملية انتقالية تهدف إلى التعافي الاقتصادي. وبحسب الدليل، ما تزال سوريا مصنفة كدولة ذات دخل متوسط أدنى وفق تصنيفات البنك الدولي، غير أن هناك فرصاً تجارية كبيرة، ومن المتوقع أن يتزايد حجم هذه الفرص خلال السنوات المقبلة مع تحسن الظروف الميدانية والإدارية.
وذكرت الوزارة أن المزايا الأساسية أمام الشركات البريطانية تشمل وجود حكومة جديدة تسعى لتسهيل الاستثمار الخارجي وتسريع إصلاح القطاع العام، إضافة إلى «تقدير السوق السورية الكبير للبضائع والخدمات البريطانية»، و«العودة المتسارعة للنازحين السوريين بعد أكثر من عقد من الحرب»، ما يعزز القدرات الإنتاجية والطلب الداخلي.
ودعت الوزارة الشركات المهتمة إلى التواصل مع «الوكالة البريطانية لتمويل الصادرات» (UKEF) للحصول على معلومات حول تمويل التجارة والتأمين ضد المخاطر التجارية في سوريا، مشيرة إلى إمكانية الاطلاع على الوضع الحالي لتغطية UKEF في السوق السورية.
أقرّ التقرير بأن السوق السورية ما تزال «بيئة صعبة» للعمل التجاري نتيجة آثار الحرب الطويلة التي أدت إلى تراجع حاد في الاستثمارات العامة والخاصة. وحدد أبرز المشكلات التي تواجه المستثمرين الأجانب، وهي المخاوف الأمنية، وغياب الشفافية، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي، واحتلال سوريا مراتب متدنية في مؤشرات الفساد العالمية، وضعف البنية التحتية والقطاع المصرفي.
وشددت الوزارة على ضرورة التزام الشركات البريطانية بالقوانين البريطانية، وخاصة «قانون مكافحة الرشوة» (UK Bribery Act)، داعية رجال الأعمال إلى الاطلاع على الإرشادات الحكومية لتجنب الوقوع في مخالفات فساد أو تعاملات مالية غير مشروعة.
وفي ما يتعلق بالوضع الأمني، أشار التقرير إلى أن سوريا ما تزال تشهد حالة من «الهشاشة الأمنية» بعد أكثر من عقد من الصراع، وأن بعض المناطق — مثل شمال شرق البلاد ومحافظة السويداء — لا تخضع حالياً لسيطرة الحكومة السورية، ما يفرض على المستثمرين مراعاة توصيات وزارة الخارجية البريطانية المتعلقة بالسفر إلى سوريا قبل اتخاذ قراراتهم.
أوضحت الوثيقة أن الوضع الاقتصادي الكلي في سوريا يعكس آثار أكثر من عشر سنوات من الحرب المدمّرة، إلا أنه يُظهر مؤشرات محدودة على التعافي. واستشهد التقرير بتقييم البنك الدولي الصادر في حزيران/يونيو 2025، والذي أفاد بأن الاقتصاد السوري انكمش إلى أقل من نصف حجمه بين عامي 2010 و2024، حيث تراجع الدخل القومي للفرد من 2500 دولار إلى 830 دولاراً، مع بقاء نحو 90% من السكان تحت خط الفقر، وعيش ربعهم في فقر مدقع بأقل من 2.15 دولار يومياً، فيما يعيش 67% من السوريين على أقل من 3.65 دولار يومياً.
ورغم ذلك، توقعت الوزارة أن يحقق الاقتصاد السوري نموّاً بنسبة 1% خلال عام 2025، معتبرة ذلك تحولاً إيجابياً بعد سنوات من الانكماش. لكنها نبهت إلى أن النمو يظل مقيداً بضعف النظام المالي وبقاء بيئة الأمن هشة، كما أن خزانة الدولة شبه فارغة، مما يعني أن مخاطر التمويل في المشاريع الكبرى ستقع غالباً على عاتق المستثمرين من القطاع الخاص. وأشارت إلى أن الحكومة السورية سعت لمعالجة هذه التحديات بإصدار قانون استثمار جديد في تموز/يوليو 2025 يهدف إلى تحفيز الاستثمارات الدولية.
ذكرت الوزارة أن دول الخليج وتركيا ولبنان ودول المشرق الأخرى يمكن أن تشكل بوابات محتملة لدخول الشركات البريطانية إلى السوق السورية، وخاصة للشركات التي لا تستطيع حالياً إرسال ممثلين إلى سوريا لأسباب أمنية. لكنها نقلت عن رجال أعمال سوريين تأكيدهم على أن النجاح الحقيقي في السوق السورية يتطلب وجوداً مباشراً داخل البلاد لضمان الثقة وبناء الشراكات المحلية.
أفادت وزارة الأعمال والتجارة البريطانية بأن إجمالي حجم التجارة في السلع والخدمات بين البلدين بلغ 6 ملايين جنيه إسترليني في الأرباع الأربعة المنتهية في الربع الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 500% (أي 5 ملايين جنيه) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024. وأوضحت الأرقام أن الصادرات البريطانية إلى سوريا بلغت 5 ملايين جنيه إسترليني بزيادة 400%، بينما بلغت الواردات السورية إلى بريطانيا مليون جنيه إسترليني بعد أن كانت شبه معدومة في العام السابق.
أشار الدليل إلى أن الفرص المتاحة أمام الشركات البريطانية تتركز في المدى القصير حول عقود كبرى مع الحكومة السورية أو مؤسساتها لمعالجة الاحتياجات العاجلة في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والخدمات الأساسية. وأوضح أن هذا النوع من الاستثمارات قد يواجه عراقيل مالية أقل، لاسيما بعد التعديلات الأخيرة في نظام العقوبات البريطاني.
قطاع الطاقة
رغم اعتماد الاقتصاد السوري على النفط، أشار التقرير إلى أن الحكومة البريطانية أوقفت منذ نيسان/أبريل 2021 دعمها لمشروعات الوقود الأحفوري خارج البلاد، في إطار سياساتها الانتقالية نحو الطاقة الخضراء، لكنها دعت الشركات المتخصصة للتواصل مع وحدة الشرق الأوسط وآسيا الباسيفيكية للاستفسار عن فرص في مجالات الطاقة والتحول المستدام.
البنية التحتية
أكدت الوثيقة أن البنية التحتية السورية تعاني دماراً واسعاً بعد أكثر من عقد من الحرب، ما يجعلها من أكثر القطاعات حاجة للاستثمار. وتشمل الفرص مشاريع المياه، والإسكان، والاتصالات، وشبكات الكهرباء.
الدفاع والأمن
ذكرت الوزارة أن هناك طلباً متزايداً في سوريا على معدات وخبرات الأمن والدفاع السيبراني والبدني، مع اتساع نطاق الشركات التي تبحث عن فرص دخول السوق السورية.
القطاع الصحي
أبرز التقرير النقص الحاد في المستلزمات الطبية والمرافق الصحية بسبب الحرب، مشيراً إلى أن هناك فرصاً أمام الشركات البريطانية في بناء المستشفيات وتوريد المعدات والأدوية، وتقديم التدريب الطبي.
الخدمات المالية
وصف التقرير القطاع المالي السوري بأنه «ضعيف ويحتاج إلى إصلاح شامل»، محدداً مجالات عدة للشركات البريطانية، من بينها تقديم المشورة للحكومة بشأن إصلاح الأنظمة المصرفية، وتطوير الخدمات المالية، وتقديم الخدمات المصرفية الاستثمارية وتمويل المشاريع، إضافة إلى برامج بناء القدرات وإصلاح الموازنة العامة.
أوصت وزارة الأعمال الشركات البريطانية الراغبة في دخول السوق السورية بأن تكون من المؤسسات المتوسطة أو الكبيرة ذات الخبرة المسبقة في أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشيرة إلى أن السوق السورية تتطلب قدرة عالية على تحمّل المخاطر.
وبيّن التقرير أن أمام المستثمرين ثلاثة خيارات رئيسية للعمل في سوريا: المشاركة في كيان محلي كشركة مشتركة، أو تأسيس فرع رسمي، أو تعيين وكيل أو موزع محلي موثوق. كما نصحت الوزارة الشركات الراغبة بتقليل المخاطر عبر ترتيب مستوى مناسب من الحماية الأمنية والتأمين التجاري من خلال مجموعة شركات الأمن في البيئات المعقدة (SCEG).
وأشار التقرير إلى أن قانون الاستثمار السوري الجديد لعام 2025 تضمن إصلاحات واسعة أبرزها نقل «هيئة الاستثمار السورية» من تبعية وزارة الاقتصاد إلى رئاسة الجمهورية، وتوسيع ضمانات الملكية، وتبسيط إجراءات التراخيص، ومنح حوافز ضريبية وجمركية إضافية في قطاعات الزراعة والسياحة والنقل. كما أوضح أن القانون أدخل تحسينات قانونية تتماشى مع المعايير الدولية للتحكيم التجاري، مما يوفر حماية أكبر للمستثمرين الأجانب.
ذكّرت وزارة الأعمال الشركات البريطانية بضرورة الامتثال الكامل للعقوبات البريطانية على الأنشطة التجارية، مشيرة إلى أن على الشركات مراجعة إرشادات العقوبات واستشارة محامين محليين قبل البدء بأي نشاط في سوريا.
ولفتت الوثيقة إلى أن المملكة المتحدة رفعت في 24 نيسان/أبريل 2025 العقوبات عن عدد من القطاعات الحيوية، مثل التجارة والتمويل والنقل والطاقة، لكنها أبقت العقوبات الموجهة ضد شخصيات مرتبطة بالنظام السابق. وأكدت أن الحكومة السورية الحالية ومؤسساتها الرسمية ليست مدرجة على قوائم العقوبات البريطانية.
كما أشار التقرير إلى أن سوريا عضو في المنظمة الدولية للتقييس (ISO)، وأن «الهيئة السورية للمواصفات والمقاييس» (SASMO) تتولى مسؤولية ضبط الجودة والتقييس، فيما يظل تنفيذ حقوق الملكية الفكرية تحدياً قائماً رغم عضوية سوريا في اتفاقيات باريس ومنظمة الملكية الفكرية والاتفاقية العربية لحماية حقوق المؤلفين.
السلوك التجاري والثقافة المهنية
أكد الدليل أن اللغة الرسمية للأعمال في سوريا هي العربية، وأن أسبوع العمل يمتد من الأحد إلى الخميس. كما أوصى بعدم فرض قيود على الملبس، لكنه شدد على أن اللباس المحافظ مستحب للنساء تماشياً مع العادات الاجتماعية.
أوضحت الوزارة أن وزارة الخارجية والكومنولث البريطانية (FCDO) لا تزال تنصح بعدم السفر إلى سوريا بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، محذّرة من خطر الهجمات الإرهابية. كما أشارت إلى أن الدعم القنصلي غير متاح داخل سوريا، داعية المواطنين البريطانيين إلى التواصل مع مكتب الوزارة في لندن عند الحاجة.
كما نصحت الوزارة الراغبين في السفر رغم التحذيرات بالحصول على تأمين شامل يغطي حالات الطوارئ، وترتيبات أمنية قوية، وخطط طوارئ واضحة، مؤكدة ضرورة الحصول على تأشيرة دخول عبر منصة التأشيرات الإلكترونية السورية (Syria Evisa)، التي تستغرق عادة بين خمسة إلى سبعة أيام عمل لمعالجة الطلب.
بهذا تكون الوثيقة البريطانية الجديدة قد رسمت خريطة تفصيلية هي الأولى منذ أكثر من عقد ونصف للعلاقة التجارية الممكنة بين لندن ودمشق، مقدّمةً إطاراً اقتصادياً شاملاً يعكس تحوّلاً تدريجياً في المقاربة الغربية تجاه سوريا بعد مرحلة طويلة من العزلة والعقوبات.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
أفادت ستة مصادر مطلعة لوكالة رويترز بأنّ الولايات المتحدة تستعدّ لإنشاء وجود عسكري في قاعدة جوية بالعاصمة السورية دمشق، في خطوة تهدف إلى تمكين اتفاق أمني تعمل واشنطن على التوسط فيه بين سوريا وإسرائيل، وذلك في إطار إعادة التموضع الاستراتيجي لسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد العام الماضي.
وقالت المصادر، وبينها مسؤولان غربيان ومسؤول في وزارة الدفاع السورية، إنّ الخطط الأمريكية لإقامة وجود عسكري في القاعدة لم يُكشف عنها سابقًا، وتشير إلى تحوّل نوعي في العلاقات السورية–الأمريكية منذ استلام الرئيس أحمد الشرع الحكم وابتعاد دمشق عن محور طهران.
وتقع القاعدة في منطقة تُعدّ بوابة للجنوب السوري، حيث يُتوقع أن تُقام منطقة منزوعة السلاح ضمن اتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل، يجري التفاوض عليه برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل، في أول زيارة رسمية لرئيس سوري إلى واشنطن منذ عقود. ويُتوقع أن يتصدر الاتفاق الأمني المرتقب جدول أعمال اللقاء، إلى جانب بحث انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش).
وقالت مصادر رويترز إنّ وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سرعت خلال الشهرين الماضيين من تحضيراتها في القاعدة عبر تنفيذ طلعات استطلاع جوية للتأكد من جاهزية المدرج لاستقبال الطائرات العسكرية.
وأكد مصدر عسكري سوري أنّ المباحثات التقنية بين الجانبين تركزت على استخدام القاعدة لأغراض لوجستية ورقابية وإنسانية، مع احتفاظ سوريا بسيادتها الكاملة على المنشأة.
وأشار أحد حراس الأمن في مدخل القاعدة إلى أنّ طائرات نقل عسكرية أمريكية من طراز C-130 هبطت في الموقع ضمن “اختبارات تشغيلية” للمدرج. ولم يتضح بعد الموعد المحدد لوصول الطواقم الأمريكية إلى القاعدة.
ويبدو أن الخطة الجديدة تعكس نموذجين آخرين للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، أحدهما في لبنان لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، والآخر في إسرائيل لمتابعة الهدنة بين حركة حماس وتل أبيب.
ولا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بقوات في شمال شرق سوريا لدعم “قوات سوريا الديمقراطية” في محاربة تنظيم الدولة. وكان البنتاغون قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي خفض عدد تلك القوات إلى نحو ألف جندي.
الرئيس الشرع أكد في تصريحات سابقة أنّ أي وجود عسكري أجنبي في سوريا يجب أن يتم ضمن اتفاق رسمي مع الدولة السورية، وهو ما يبدو أنه تحقق في المفاوضات الجارية حول القاعدة الجديدة. وتشير مصادر في دمشق وواشنطن إلى أن سوريا ستنضم قريبًا إلى التحالف الدولي ضد “داعش”.
وكشفت مصادر مطلعة أنّ خطوة إنشاء الوجود الأمريكي في دمشق نوقشت خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الأدميرال براد كوبر إلى العاصمة السورية في 12 أيلول/سبتمبر الماضي.
ووفق بيان صادر آنذاك عن القيادة المركزية، فقد التقى كوبر والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك الرئيس الشرع، وأعربا عن تقديرهما لمساهمة دمشق في محاربة تنظيم الدولة، معتبرين أن ذلك ينسجم مع رؤية الرئيس ترامب لـ”شرق أوسط مزدهر وسوريا مستقرة في سلام مع نفسها وجيرانها”. ولم يتطرق البيان حينها إلى المسار الإسرائيلي.
وأفادت مصادر سورية مطلعة على المحادثات أنّ واشنطن تمارس ضغوطًا على دمشق لإنجاز الاتفاق الأمني مع إسرائيل قبل نهاية العام الجاري، وربما قبل زيارة الشرع المرتقبة إلى واشنطن، بعد تعثّر الإعلان عن الاتفاق في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الماضي بسبب “عقبة فنية في اللحظات الأخيرة”، وفق ما نقلت رويترز.
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة الطاقة في الحكومة السورية، يوم الخميس 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، عن توقيع الاتفاقيات النهائية مع تحالف دولي تقوده شركة أورباكون القابضة، لإنشاء أربع محطات توليد كهرباء باستطاعة إجمالية تصل إلى 5000 ميغاواط تعمل على الغاز الطبيعي والطاقة الشمسية، في خطوة تُعد من أضخم مشاريع قطاع الكهرباء منذ عام 2011.
ووفقاً للوزارة، تشمل المشاريع إنشاء محطات توليد في شمال حلب، دير الزور، ريف دمشق، والمنطقة الوسطى، إضافة إلى حزمة من مشاريع الطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى 1000 ميغاواط تُوزَّع على عدد من المواقع داخل البلاد، بما يسهم في تعزيز مزيج الطاقة الوطني والاعتماد على مصادر طاقة متنوعة.
ويأتي هذا التوجه ضمن خطة وطنية لإعادة تأهيل منظومة الكهرباء ورفع كفاءتها التشغيلية، بهدف تحسين استقرار التغذية الكهربائية ودعم العمليات الإنتاجية والخدمية، مع فتح المجال أمام استثمارات أكبر في قطاع الطاقة التقليدية والمتجددة على حد سواء.
وفي تصريح أدلى به عقب التوقيع، أكد وزير الطاقة المهندس "محمد البشير" أن المشروع يمثل نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية لقطاع الكهرباء في سورية، موضحاً أنه سيُسهم في تعزيز أمن الطاقة واستقرار الشبكة الكهربائية، إضافة إلى كونه بوابة لجذب مزيد من الاستثمارات الدولية نحو مشاريع التنمية المستدامة.
وأضاف أن الوزارة تعمل وفق رؤية متكاملة لإعادة بناء قطاع الطاقة على أسس علمية واقتصادية، بما يحقق التوازن بين الكفاءة التشغيلية والاستدامة البيئية، ويرفع سوية الخدمات المقدمة للمواطنين، داعياً إلى مواصلة العمل المشترك بين الجهات المحلية والدولية لإنجاح هذا المشروع الذي يمثل ركيزة أساسية للتعافي الاقتصادي في المرحلة المقبلة.
وفي خطوة حديثة، أعلنت الوزارة يوم الاثنين 27 تشرين الأول/ 2025، عن مناقصة لتوريد عدادات كهرباء بأنواعها وفق الشروط الفنية والمالية والقانونية المعتمدة، في إطار تحديث الشبكة الوطنية وتعزيز كفاءتها.
في الوقت ذاته، شدّد وزير الطاقة "محمد البشير" على أهمية تحويل مذكرات التفاهم الموقّعة مع الشركات السعودية إلى عقود تنفيذية لتسريع الإجراءات وتحويل هذه الاتفاقيات إلى مشاريع فعلية على أرض الواقع، ما يعكس رغبة الحكومة السورية في تفعيل التعاون الإقليمي.
وشهدت البلاد توقيع صفقات استراتيجية غير مسبوقة كان أبرزها اتفاق مع مجموعة "أورباكون" القطرية بقيمة سبعة مليارات دولار لتوليد خمسة آلاف ميغاواط من الكهرباء عبر محطات غازية في دير الزور، محردة، زيزون وتريفاوي، إضافة إلى محطة طاقة شمسية بسعة ألف ميغاواط في وديان الربيع.
ويأتي ذلك بالتوازي مع استكمال خط الربط الكهربائي مع تركيا لتوريد ألف ميغاواط من الكهرباء وكمية تصل إلى ستة ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا لدعم الشبكة السورية.
كما تشهد سوريا مشاريع مشتركة مع السعودية لتطوير محطات طاقة شمسية وأنظمة تخزين بقدرة ألف ميغاواط، إضافة إلى مشروعات طاقة رياح بقدرة ألف وخمسمئة ميغاواط، في إطار استراتيجية وطنية لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتنويع مزيج الطاقة.
وقد انضمت شركات عالمية مثل "كاليون إنرجي" و"جنكيز إنرجي" و"باور إنترناشيونال" إلى مبادرة "إحياء الكهرباء في سوريا"، لدعم مشاريع الطاقة المتجددة وتعزيز الاستثمارات الأجنبية.
على صعيد البنية التحتية، أطلق البنك الدولي مشروعًا طارئًا بقيمة 146 مليون دولار لإعادة تأهيل شبكة الكهرباء الوطنية، يشمل إصلاح خطوط النقل والمحطات الفرعية وتطوير الإدارة الفنية للقطاع، مع التركيز على إعادة الربط الكهربائي مع الأردن وتركيا.
وتمكن هذا المشروع مع جهود محلية من إعادة تشغيل محطة كهرباء ضخمة بكامل طاقتها لأول مرة منذ ثلاثة عشر عامًا، ما يعكس تحسنًا فعليًا في كفاءة التوليد واستقرار الإمدادات.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات تعكس انفتاح سوريا المتزايد على التعاون مع شركات من الشرق الأوسط وأوروبا، مع دعم مالي وتقني متنامٍ، مما يضع البلاد على مسار نحو تعزيز أمن الطاقة وتحقيق استقرار في الإمدادات الكهربائية، وهو ما ينعكس على القطاعات الاقتصادية والخدمية كافة.