الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
بينهم مرافق "عصام زهرالدين".. قتلى من ضباط الأسد السابقين في السويداء

رصدت شبكة شام الإخبارية مقتل عدد من ضباط فلول نظام الأسد البائد خلال اشتباكات عنيفة اندلعت مؤخراً في محافظة السويداء، بين مجموعات مسلحة خارجة عن القانون وقوات الجيش السوري، في مشهد يكشف عن تورط مباشر لعناصر وقيادات سابقة من النظام البائد في تأجيج العنف ونسف الاستقرار داخل المحافظة.

وفي التفاصيل نعت صفحات من فلول نظام الأسد "هادي أبو الباسل" المعروف باسم "أبو عاصي حرس جمهوري"، وهو المرافق الشخصي للعميد القتيل "عصام زهر الدين"، وكان يشغل أيضًا منصب "المدير الإعلامي لمجموعة نافذ أسد الله" إحدى الميليشيات الرديفة للنظام البائد.

وفي وقت قاد "أبو الباسل" اللواء 104 في الحرس الجمهوري، وله عشرات الصور التي توثق نشاطه العسكري إلى جانب نظام الأسد البائد وكثيراً ما ظهر إلى جانب "عصام زهر الدين" الذي كان يوصف بأنه يده اليمنى وظله الدائم، وقالت المراسلة الحربية السابقة لدى نظام الأسد البائد "أفروا عيسى" إن القتيل هادي لقي مصرعه بعد "سنوات من القتال بشراسة في ساحات الميدان".

وحتى الأمس القريب كان ينشط "أبو الباسل" عبر صفحته الشخصية في فيسبوك، ولا يزال يضع صورة شخصية له رفقة "عصام زهر الدين"، وقال في منشور له بتاريخ 13 تموز/ يوليو الجاري، "مخصص للأصدقاء" "السويداء تسترجع مناطق دخلت إليها تنظيمات الجولاني الإرهابي وقريباً جداً دمشق أنتم من بدءتم ولكن نحن من سننهيها"، ويماثل ذلك عدة منشورات تحريضية.

في حين نعت صفحات محلية العميد الركن الطيار "عدنان فرحان مهنا"، رئيس رابطة المحاربين القدماء بالسويداء، الذي له تاريخ واسع من التمجيد والتبجيل للنظام البائد الذي كان لفترة طويلة أحد أبرز أركانه العسكرية، ومن تصريحاته وصف الثوار السوريين بالإرهابيين ووصف جيش النظام البائد بالجيش الباسل.

ووفق معلومات وتقارير صحفية يتهم العميد "مهنّا" بأنه مسؤولاً عن العديد من جرائم الحرب التي ارتكبها خلال الطلعات الجوية التي كان ينفذها أثناء خدمته في جيش النظام البائد، قبل أن يحال إلى التقاعد قبل حوالي 10 سنوات، وفق مصادر محلية.

وشكّل مصرعه صدمة في الأوساط المؤيدة لفلول النظام وسط تفاعل مع بيان نشرته "رابطة المحاربين القدماء" عقب مقتله إلى جانب زوجته، و لم يخلُ البيان من لغة التحريض والطعن في الدولة، إذ وصف من قتله بـ"كفّار العصر المرتدين الفاسقين المجرمين"، في محاولة لتأطير الحدث ضمن سردية دينية متطرفة تبرّر استمرار الفوضى المسلحة.

إلى ذلك قُتل العقيد "كمال خليل أبو فخر"، أحد أبرز المتهمين بإيواء قادة من أجهزة الأمن السابقة، وكان قد أُسر سابقاً في محافظة حلب ضمن عملية "ردع العدوان"، وظهر لاحقاً في السويداء محتمياً بفلول النظام البائد.

ووفق نشطاء سوريين فإن القتلى الذين سقطوا خلال المواجهات الأخيرة لم يكونوا عناصر عادية، بل ضباطاً لهم تاريخ طويل في الولاء للنظام البائد، وارتبطت أسماؤهم بجرائم وانتهاكات بحق السوريين، قبل أن يتحصنوا في السويداء بعد سقوط النظام ويتحوّلوا إلى أدوات تغذي الفوضى الراهنة.

شخصيات عسكرية ما زالت فاعلة داخل السويداء

تشير مصادر إعلامية إلى أن السويداء باتت ملاذاً آمناً لعشرات الضباط التابعين للنظام البائد، حيث يحتمون بما يسمى "المجلس العسكري" الذي يترأسه المدعو "طارق الشوفي"، ويُتهم هذا المجلس بإفشال أي تقارب أو تسوية مع الدولة السورية، ورفض دمج القوى غير المرتبطة بالنظام البائد ضمن مؤسسات الدولة الرسمية.

ومن بين أبرز هؤلاء الضباط العميد الطيار "عماد سلمان مزهر"، الذي تعرّض لإسقاط طائرته في دير الزور عام 2014، وتُوجَّه له تهم بارتكاب مجازر موثقة بحق المدنيين، وهو اليوم يحظى بحماية المجلس العسكري في السويداء.

بالإضافة إلى عشرات الضباط الآخرين بينهم المقدم "يحيى ميّا"، من قرى طرطوس، وله سجل واسع في تصفية المعارضين واعتقالهم، إضافة إلى تجارة المخدرات خدم سابقاً في معبر نصيب وفرع الأمن السياسي بإزرع، وظهر مؤخراً ضمن صفوف المجلس العسكري في السويداء.

وكذلك اللواء الركن الطيار "عادل جاد الله قيصر"، الذي ينحدر من قرية قنوات، قائد سابق لمطار السين والفرقة 22، نُسبت له أكثر من 1000 غارة جوية على مدن سورية، ويُعد أحد المسؤولين المباشرين عن عشرات المجازر، بحسب وثائق تم العثور عليها في الأركان الجوية اليوم، هو منضوٍ في المجلس العسكري بالسويداء.

ويذكر أن معطيات ميدانية وتقارير إعلامية متقاطعة، تشير إلى تزايد انخراط فلول نظام الأسد البائد في المواجهات المسلحة الأخيرة التي شهدتها السويداء، خصوصاً إلى جانب ميليشيات الهجري ومجموعات رديفة له من الخارجين عن القانون، وذلك في مواجهة قوات الجيش السوري ومكونات عشائرية من بدو السويداء، ما يكشف عن مخطط تخريبي تقوده بقايا النظام البائد لإجهاض جهود الدولة في فرض الأمن.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
انطلاق قوافل مساعدات من حلب ودمشق لدعم المتضررين في السويداء ودرعا

انطلقت من مدينة حلب، يوم أمس الإثنين، حملة إنسانية تحمل اسم "فزعة حلب"، متوجهة إلى الجنوب السوري، بهدف دعم العائلات التي تضررت جراء الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء.

وذكرت المعرفات الرسمية لمحافظة حلب أن الحملة نُظمت بالتنسيق بين مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وفعاليات من المجتمع الأهلي، وتحمل مساعدات غذائية وطبية متنوعة.

ووفقًا لمقاطع الفيديو التي نشرتها المعرفات الرسمية، شاركت في الحملة منظمات من المجتمع المحلي، وتركزت وجهتها نحو محافظتي السويداء ودرعا لتقديم الدعم الإنساني العاجل.

وأوضح أحد مسؤولي الحملة أن الهدف منها هو مساندة المتضررين الذين خسروا المأوى والمأكل واللباس، مؤكدًا أن طبيعة الحملة اجتماعية إنسانية في جوهرها، وتسعى لتخفيف المعاناة التي خلفتها التطورات الأخيرة في الجنوب.

وأضاف، خلال مقابلة بثتها المعرفات الرسمية، أن القافلة تتضمن مواد إغاثية تشمل الألبسة، الأغطية، والمستلزمات الضرورية لمراكز الإيواء، واصفًا هذه الجهود بأنها "واجب وطني" تجاه أبناء المحافظتين المنكوبتين.

قافلة مساعدات إنسانية من دمشق وريفها إلى درعا
بالتوازي مع "فزعة حلب"، كشفت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في درعا، دانيا المفعلاني، أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل نظّمت قوافل إغاثية جديدة بالتعاون مع مديرياتها في دمشق وريفها، وذلك بعيدًا عن تنسيق مع الهلال الأحمر السوري.

وفي تصريحات لقناة "الإخبارية السورية"، أوضحت المفعلاني أن المساعدات تم تجميعها في العاصمة دمشق، قبل إرسالها إلى درعا وتوزيعها ضمن مراكز الإيواء تحت إشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة.

وتضمنت القافلة، بحسب المفعلاني، 2000 سلة غذائية، و4500 بطانية، ومئات الوجبات الجاهزة، إضافة إلى الخبز وعبوات مياه الشرب. كما شملت المساعدات مستلزمات للأطفال مثل الحفاضات والبسكويت، إلى جانب ألبسة وأغطية متنوعة، في إطار جهود الاستجابة الإنسانية الطارئة لمهجّري السويداء.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
ظروف قاسية عاشها أطفال البدو في السويداء وتداعياتها على الصعيد المقبل 

انطلقت أمس سيارات من السويداء مُحملة بناجين من الموت بأعجوبةٍ بالغة، كانوا على حافة الهاوية، كادوا أن يرتشفوا من كأس الموت، لكنهم نُجّوا في اللحظات الأخيرة. بينهم أطفال صغارٌ يلتفتون حولهم بعيونٍ خائفةٍ تختلط فيها الرهفةُ بالبراءة، تُرسم على وجوههم غبرة الحرب، وتكشف ملامحهم الشاحبةُ المُنهكة عن آثارها القاسية عليهم.

اصطدم أطفال عشائر البدو بأحداثٍ قاسيةٍ في الأيام الماضية، تفوق أعمارهم الصغيرة وتخيلاتهم البريئة وقدراتهم العقلية. منهم من لقي حتفه تحت وطأة ظروفٍ مرعبة، ومنهم من نجا وهو يحمل في جسده آثار تعذيبٍ بادية على الوجه والجلد. وحمل الناجون الصغار من الاشتباكات ذاكرةً مثقلةً بمشاهد القتل والرعب والجوع والخوف والتشرد.

من بين أولئك الأطفال روان، التي تداولت منصات التواصل قصتها على نطاق واسع، إذ اعتدت عليها مجموعات خارجة عن القانون بالضرب، ولم يشفع صراخها وبكائها لها عندهم ولم يرحموها، لتعيش لحظات قاسية لم تمرّ عليها من قبل، لكن ربما تعد هذه الطفلة محظوظة مقارنة بشقيقها ذو العامين، الذي لم ينجو، بعد أن قُطع رأسه من قبل تلك الميليشيات.

نتائج تلك الظروف لا تزول بانتهائها، وإنما يكون لها تداعيات على المدى القريب والبعيد، فبحسب دراسات نفسية فإن الأطفال الذين يعيشون تجارب عنيفة مثل إطلاق النار، مشاهدة القتل، التهجير القسري، وغيرها من الظروف الناتجة عن الاقتتال، معرضون للإصابة بآثار نفسية سلبية، منها اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، مع أعراض مثل الكوابيس، ذكريات الماضي المؤلمة، والقلق المستمر والخوف الدائم، وانخفاض الثقة بالنفس.

 كما يمكن أن تظهر لديهم اضطرابات سلوكية مثل العدوانية أو الانطواء، وصعوبات في التركيز والتعلم، مما يؤثر على نموهم النفسي والاجتماعي، خاصة إذا لم يتلقوا الدعم النفسي الكافي، وهنا تبرز الحاجة الملحة لدعم أولئك الأطفال وتقديم الاحتياجات والمساعدات المناسبة لهم.

وتطال تداعيات الحرب والنزوح الجانب المعيشي والمادي للأطفال البدو في هذه الحالة أيضاً، خاصة أن النزوح القسري يتسبب في تدهور الوضع الاقتصادي للعائلات، لا سيما أن أغلب العشائر  فقدت منازلها ومواردها المالية. إذ غادروا السويداء صفر الأيدي لا يحملون شيئاً سوى نجاتهم، ليتركوا وراءهم الأرزاق التي نُهبت أو أُحرقت جراء انتهاكات عصابات الهجري. 

وهذا الواقع يفرض على الأهالي وقتاً طويلاً لإيجاد مصادر دخل جديدة تؤمن متطلبات الحياة الأساسية، مما يعيق تعافي العائلات من الخسائر المادية، وهذا الأمر يؤثر بدوره على الأبناء وربما يتسبب بحرمانهم من أشياء يحتاجونها، أو يميلون لاقتنائها كغيرهم من بقية الأطفال في هذه المرحلة العمرية.

ومع انشغال منصات التواصل بالحديث عن البدو النازحين والكارثة التي لحقت بهم، أشار ناشطون إلى ضرورة دعم أطفالهم، عن طريق تقديم دعم نفسي متخصص عبر جلسات استشارية لمعالجة اضطرابات ما بعد الصدمة والقلق، مع التركيز على إعادة بناء الثقة والأمان. إلى جانب الحاجة لتوفير مساعدات مادية عاجلة مثل الغذاء، الملبس، والسكن، إلى جانب دعم اقتصادي للعائلات عبر منح أو فرص عمل مستدامة. وإنشاء مراكز مجتمعية آمنة لأنشطة ترفيهية يعزز التواصل الاجتماعي والانتماء.

إن الأطفال الناجين من أهوال النزوح والعنف في السويداء يحملون ندوباً نفسية ومادية قد تمتد آثارها لسنوات طويلة إذا لم تُعالج. قصص مثل قصة روان وشقيقها تُبرز المأساة الإنسانية التي عاشها أطفال البدو، والتي تتطلب استجابة فورية ومتكاملة من المجتمع الدولي والمحلي. من خلال توفير الدعم النفسي، التعليمي، والاقتصادي، يمكن إعادة الأمل لهؤلاء الأطفال ومساعدتهم على بناء مستقبل يعوضهم عن مرارة الماضي.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
ماجد عبد النور: المؤسسات الأمنية والعسكرية بحاجة إلى انقلاب جذري يتماشى مع المرحلة الجديدة

قال الناشط السوري ماجد عبد النور، إن مؤسستي الجيش والأمن في سوريا تحتاجان إلى جهد كبير على المستويين التنظيمي والفكري، مشددًا على أن من غير المقبول أن تكون هاتان المؤسستان، اللتان يُفترض بهما لعب دور أساسي في حلّ الأزمات، مصدرًا لتفاقمها أو سببًا في إحراج القيادة والمرؤوسين، ووضعهم في مآزق كبيرة.

وأشار عبد النور ، في منشور عبر صفحته على فيسبوك، إلى أنه يدرك وجود قيادات وأفراد داخل المؤسستين يتمتعون بحس عالٍ بالمسؤولية، إلا أن "تفاحة واحدة فاسدة قادرة على تدمير بستان بأكمله"، في إشارة إلى تأثير العناصر المسيئة على صورة المؤسستين.

وأوضح أن التنظير سهل، لكن الواقع أكثر تعقيدًا مما يبدو، لافتًا إلى أن ما كان يُقاس بالسنين في إدلب بات يُقاس بالدقائق في دمشق، محذرًا من أن التغاضي الذي كان مقبولًا سابقًا تجاه تصرفات بعض الجماعات لم يعد ممكنًا عندما يتعلق الأمر بمؤسسات الدولة.

وأكد عبد النور أن المرحلة الحالية لم تعد تحتمل تغييرات فكرية تدريجية وبطيئة، بل تتطلب انقلابًا جذريًا وفوريًا في بنية التفكير والآليات، يتماشى مع متطلبات بناء الدولة الحديثة، التي باتت محاسبة دوليًا ومسؤولة أمام شعب متنوع في أطيافه وأعراقه وثقافاته.

وختم عبد النور بالقول إن إصلاح هذه المؤسسات ليس خيارًا مؤجلًا، بل ضرورة حتمية لضمان ثقة السوريين في مستقبل دولتهم ومؤسساتها.

وتعرضت المؤسستين العسكرية والأمنية خلال الأشهر الماضية، لموجة من الانتقادات بسبب تصرفات وأفعال ارتكبها عناصرها بشكل غير منضبط، وسط نداءات من نشطاء وباحثين سوريين لضرورة ضبط التصرفات المسيئة والحد منها، وإعادة بناء الهيكلية الأمنية والعسكرية بشكل صحيح ومنظم بعيداً عن العشوائية والانفلات الذي يسيئ للدولة ومؤسستها بكثير من المواقف.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
"مسارات" تعلن بدء التسجيل للعام 2026 بخدمات تعليمية ومهنية متكاملة ومجانية

أعلنت "مسارات" التعليمية غير الربحية عن بدء التسجيل للعام الدراسي 2026، مستهدفة طلاب الصف التاسع وطلاب المرحلة الثانوية (الفرعين العلمي والأدبي)، عبر برامج تعليمية شاملة ومجانية بالكامل تُقدَّم عن بُعد وبشكل تفاعلي، لتكون متاحة لكل الطلاب السوريين في أي مكان وزمان.

رحلة معرفية متكاملة
إدارة مسارات صفت برامجها بأنها رحلة معرفية متكاملة تمكّن الطالب من بناء أساس تعليمي قوي، واكتساب مهارات حياتية ومهنية مهمة، ومعرفة ميوله الأكاديمية والمهنية بشكل يساعده على تحديد مساره المستقبلي بثقة، إضافةً إلى تزويده بمهارات عملية متقدمة تؤهله لدخول سوق العمل الاحترافي الحديث ضمن المجالات الرائجة محلياً ودولياً.

وتتضمن هذه الرحلة ثلاثة مسارات متوازية تسير جنبًا إلى جنب منذ اليوم الأول لانضمام الطالب، وتشمل: التعليم المدرسي، والأنشطة الطلابية وتنمية المهارات الحياتية، والإرشاد الأكاديمي والمهني لاكتشاف الميول والقدرات، يليها مسار نهائي متخصص للتدريب المهني ودخول سوق العمل الاحترافي الحديث.

وعن هذه المسارات أوضحت الإدارة بأنها، التعليم المدرسي وفق المناهج المعتمدة في سوريا وشمال غربها، الأنشطة الطلابية وتطوير المهارات الحياتية، الإرشاد الأكاديمي والمهني لاكتشاف الميول والقدرات.

فيما يُختتم البرنامج بـ مسار التدريب المهني المتخصص والذي يوفّر تدريبات احترافية في مجالات العمل الرائجة والحديثة، مثل التصميم الجرافيكي، التسويق الإلكتروني، البرمجة، وتحليل البيانات، واستخدام أدوات الذكاء الصنعي.

مجانية بالكامل
وأكدت إدارة المبادرة أن المقاعد غير محدودة، والخدمات التعليمية والمهنية مجانية بالكامل وتستهدف جميع السوريين الراغبين في تحسين حياتهم المهنية والتعليمية، بغضّ النظر عن أماكن وجودهم أو أعمارهم،

وأوضحت بأنها تركز بشكل خاص على الفئات الأكثر تضرراً في المجتمع، مثل الأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة، والمنقطعين عن التعليم لفترات زمنية طويلة، وخاصة النساء اللواتي أجبرتهن العادات والتقاليد أو ظروف النزوح والتهجير على ترك الدراسة، إضافة إلى الفقراء وذوي الدخل المحدود.

وقالت المبادرة إن التسجيل متاح لكل شخص يرغب بالانضمام، ولضمان الوصول إلى الجميع تم اعتماد آلية تسجيل إلكترونية سهلة وبسيطة عبر الأدوات المخصصة على وسائل التواصل الاجتماعي الرسمية الخاصة بالمبادرة، إضافة إلى إمكانية التسجيل المباشر من خلال موقعها الإلكتروني.

واعتبرت إدارة مسارات أن التعليم والتمكين هما الأساس الحقيقي لنهضة البلاد وإعادة إعمارها، بعد الدمار الذي خلّفه النظام المخلوع على مدى سنوات طويلة.

و"مسارات" هي مبادرة تطوعية غير ربحية أسسها مجموعة من السوريين عام 2019، واستطاعت خلال الأعوام الماضية الوصول إلى 50 ألف مستفيد، وتعتمد المبادرة على التعليم عن بُعد عبر منصة مايكروسوفت تيمز كبيئة تعليمية معتمدة، حيث حصلت على اعتماد رسمي من الشركة لمليون مقعد مجاني لدعم برامجها التعليمية.
 
وحازت عام 2022 على جائزة أفضل مبادرة تطوعية عن فئة التعليم ومحو الأمية في الوطن العربي، وكرّمت في جامعة الدول العربية بالقاهرة بمنحها قلادة محمد بن فهد لأفضل الأعمال التطوعية.

 

 

 

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
العاهل الأردني يؤكد دعم الأدن لأمن سوريا ووحدتها

جدد الملك عبد الله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، يوم الإثنين، تأكيد بلاده على دعم أمن واستقرار سوريا، مشددًا على أهمية الحفاظ على وحدة أراضيها وسيادتها الوطنية.

وذكر الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله عبّر، خلال لقائه برئيس الوزراء الكندي مارك كارني في العاصمة أوتاوا، عن تمسّك الأردن بضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة شعبها، داعيًا إلى وقف التصعيد في المنطقة، ومؤكدًا أن "احترام سيادة الدول يُعدّ شرطًا أساسيًا لتهيئة المناخ السياسي المناسب للسلام والاستقرار الإقليمي".

اجتماع ثلاثي في عمّان لمناقشة تطورات الجنوب السوري
في سياق متصل، كانت استضافت العاصمة الأردنية عمّان، يوم السبت الفائت، اجتماعًا ثلاثيًا جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بنظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، حيث ناقش المجتمعون مستجدات الأوضاع في سوريا، مع التركيز على وقف التصعيد في محافظة السويداء.

وأوضحت وزارة الخارجية السورية أن الجانبين الأردني والأميركي أعربا عن دعمهما لاتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه الحكومة السورية، مؤكدين تضامنهما الكامل مع دمشق في مساعيها لتعزيز الاستقرار واستعادة سيادة الدولة على كامل أراضيها.

خطوات عملية مشتركة لتطبيق الاتفاق
ووفقًا للبيان المشترك الصادر عقب الاجتماع، اتفق الوزراء الثلاثة على اتخاذ خطوات عملية لتسهيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء، تتضمن نشر وحدات من قوى الأمن في المناطق المتأثرة، والعمل على إطلاق سراح المحتجزين لدى جميع الأطراف، بالإضافة إلى تفعيل جهود المصالحة المجتمعية وتعزيز السلم الأهلي.

كما شدد البيان على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الاشتباكات، وضمان حماية المدنيين، وتثبيت سيادة القانون، بما ينسجم مع أهداف المرحلة الانتقالية نحو إعادة بناء الدولة السورية.

وأكد المجتمعون أن استقرار سوريا يُمثل ركيزة أساسية لأمن المنطقة بأكملها، داعين إلى تكثيف التعاون الإقليمي والدولي لدعم جهود الحل السياسي الشامل، وإنهاء أي محاولات لفرض الانقسام أو تقويض وحدة الأراضي السورية.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
البيت الأبيض ينتقد الضربات الإسرائيلية في سوريا وترامب يطالب نتنياهو بـ"تصحيح الوضع"

أعربت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن استياء الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع في سوريا، مؤكدة أنه تفاجأ بهذه العمليات العسكرية وعبّر عن عدم رضاه تجاهها.

وفي تصريح لوكالة "أسوشيتد برس"، أشارت ليفيت إلى أن الرئيس ترامب أجرى اتصالًا عاجلًا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمطالبته بـ"تصحيح الوضع"، في خطوة عُدّت إشارة نادرة إلى وجود توتر دبلوماسي بين واشنطن وتل أبيب في ظل العلاقات الوثيقة بين القيادتين.

وأكدت ليفيت، في تصريحاتها للصحفيين، أن ترامب "يحافظ على علاقة عمل جيدة مع نتنياهو"، لكنها أوضحت أن استهداف مواقع في سوريا وكنيسة كاثوليكية في غزة أثار استياءه، وأنه تحرّك بسرعة للتواصل مع القيادة الإسرائيلية. كما لفتت إلى تدخل وزير الخارجية ماركو روبيو في الملف السوري بهدف تخفيف التصعيد.

واشنطن تنأى بنفسها عن الغارات الإسرائيلية
من جانبه، نفى المبعوث الأميركي إلى سوريا والسفير لدى تركيا، توم باراك، مسؤولية الولايات المتحدة عن الضربات الإسرائيلية، موضحًا أن واشنطن لا تعتبر نفسها طرفًا في تصرّف ترى فيه إسرائيل "جزءًا من الدفاع عن النفس". وأشار إلى أن توقيت الضربات جاء "في لحظة شديدة الحساسية"، معتبرًا أن التصعيد أضفى مزيدًا من التعقيد على المشهد السوري.

وأوضح باراك أن إسرائيل تنظر إلى جنوب دمشق باعتباره منطقة استراتيجية، وأن أي تحرّك فيها يجب أن يجري بتنسيق مباشر معها، وهو ما لم تعتمده الحكومة السورية الانتقالية، بحسب تعبيره.

وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بين دمشق وتل أبيب يقتصر على المواجهات الأخيرة في محافظة السويداء، ولا يشمل ملفات أوسع مثل مطلب إسرائيل بتحويل الجنوب السوري إلى منطقة منزوعة السلاح.

وأردف المبعوث الأميركي أن المفاوضات التي سبقت الاتفاق شملت تنسيقاً جزئياً لتحركات القوات السورية من العاصمة نحو الجنوب، لكنّه شدد على أن مسألة "حق إسرائيل بالتدخل في شؤون دولة ذات سيادة" تبقى موضوعًا منفصلًا، موضحًا أن إسرائيل تفضّل بقاء سوريا ضعيفة ومقسّمة على نشوء دولة مركزية قوية.

وختم باراك بالإشارة إلى أن "الدول العربية القوية تُعدّ تهديدًا في الحسابات الأمنية الإسرائيلية"، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الأقليات السورية أصبحت تدرك أن وحدتها في إطار دولة موحّدة هي الخيار الأفضل لمستقبلها السياسي والاجتماعي.

إدانة حقوقية للغارات الإسرائيلية على دمشق والسويداء
وفي السياق ذاته، أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الغارات الإسرائيلية التي استهدفت ساحة الأمويين وسط دمشق، معتبرة أنها تمثل تصعيدًا عسكريًا خطيرًا وانتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني، وخصوصًا ميثاق الأمم المتحدة.

وقالت الشبكة إن الغارات التي نفذتها إسرائيل بين 15 و17 تموز/يوليو 2025، طالت عدة مناطق في ريف دمشق والسويداء ودرعا، مستهدفة منشآت تابعة لقوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع في الحكومة السورية الانتقالية، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

وأكدت الشبكة أن هذه الهجمات تُعدّ خرقًا واضحًا للمادة (2/4) من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر استخدام القوة ضد سيادة الدول، مشيرة إلى عدم تقديم إسرائيل أي بلاغ رسمي لمجلس الأمن بشأن "تهديد وشيك"، وهو ما يُسقط الحجة القانونية التي تستند إليها لتبرير استخدام القوة بموجب المادة (51) من الميثاق.

وشددت الشبكة على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفًا واضحًا من تكرار هذه الانتهاكات، داعية إلى حماية المدنيين في سوريا، ورفض سياسة الكيل بمكيالين التي تهدد مصداقية القانون الدولي وشرعية الأمم المتحدة.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
الشيخ سامي أبي المنى: ما جرى في السويداء مؤلم ونحمّل الشيخ الهجري جزءاً من المسؤولية

أعرب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، عن أسفه الشديد إزاء ما شهدته محافظة السويداء من تصعيد دموي وأحداث مؤسفة، مؤكداً أن ما جرى لم يكن مرغوبًا فيه من أحد، وداعياً جميع الأطراف إلى التهدئة وتحمل المسؤولية التاريخية والإنسانية.

وقال الشيخ أبي المنى في تصريحات لقناة "الإخبارية" السورية، ، إن ما حدث في السويداء أمر لا يتمناه أي أحد، مضيفاً: "لا أحد يريد أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة من المواجهة والانقسام"، محملاً المسؤولية لجميع الأطراف المعنية بالأحداث، بما في ذلك الشيخ حكمت الهجري، حيث قال: "نحمّله المسؤولية أيضاً لأنه كان يجب أن يتحلى بالمزيد من المرونة والاستعداد للتجاوب".

وفي سياق حديثه، أكد الشيخ أبي المنى استعداده التام للعب دور الوسيط بين المكونات المختلفة، مشيراً إلى أنه يقوم بالتواصل مع الشيوخ يوسف جربوع والحناوي، ومع الشيخ الهجري، موضحاً: "إذا كنت وسيط خير، فأنا على استعداد للقيام بهذا الدور، فهذا واجبي تجاه الجميع".

تأييد للدولة السورية الجديدة
وشدد شيخ العقل على موقفه الثابت إلى جانب الدولة السورية الجديدة، قائلاً: "منذ البداية وضعنا يدنا بيد هذه الدولة التي نهضت من رماد الاستبداد والظلم، ووقفنا إلى جانبها لبناء مستقبل مختلف للشعب السوري". وأضاف أن الثورة السورية المنتصرة أسعدت أهالي السويداء وأبناء الطائفة في لبنان، متمنياً أن تكتمل فرحتهم ببناء الدولة لا بهدمها.

وأوضح أبي المنى أن تجاوز مآسي الماضي والانخراط في مشروع وطني جامع هو الخيار الأسلم، قائلاً: "علينا أن نوجّه أنظارنا نحو المستقبل، فالنظر إلى الوراء لا يكون إلا لأخذ العبر، أما التحدي والمواجهة فلن تنتج سوى الدمار والدموع".

علاقة وثيقة مع الزعيم وليد جنبلاط والدولة السورية
كما أشار إلى العلاقة القوية التي تربط الزعيم اللبناني الدرزي، وليد جنبلاط، بالدولة السورية الجديدة، موضحاً أن جنبلاط كان من أوائل من دعموا مسيرة التحول بعد سقوط نظام الأسد، وكان حاضراً في قصر الشعب واضعًا يده بيد القيادة الجديدة، منفتحاً على آفاق التعاون وبناء الثقة.

وختم الشيخ أبي المنى حديثه بالتشديد على ضرورة وأد الفتنة في مهدها، والعمل على إعادة السويداء إلى مسار التعافي الوطني، بعيدًا عن المغامرات الفردية أو الحسابات الطائفية الضيقة.

وكانت ارتكبت الميليشيات المسلحة التابعة للشيخ حكمت الهجري في محافظة السويداء سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي شابهت في قسوتها ووحشيتها جرائم تنظيم داعش ونظام الأسد البائد، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل المحافظة وأمن المدنيين في حال حصلت هذه المجموعات على أسلحة نوعية أو غطاء سياسي خارجي.

شهدت المحافظة أعمال قتل وتمثيل بالجثث لعناصر الجيش وقوى الأمن، حيث جابت شوارع السويداء جثث العسكريين المُنكّل بهم، بعد أن تمّ شنقهم أو تعليقهم على أعمدة الإنارة في مشاهد تعذيب علنية تهدف إلى بث الرعب، كما قُتلت نساء وأطفال وتم تهجيرهم قسريًا، في حين مُنعت المساعدات الإنسانية من الدخول إلى المدنيين المحاصرين بفعل الاشتباكات.

كما وثّقت مصادر حقوقية أعمال حرق ونهب طالت الممتلكات العامة والخاصة، إلى جانب احتجاز رهائن مدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، ثم إعدام بعضهم ميدانيًا بالرصاص. ولم تقتصر الانتهاكات على الداخل، إذ تجاوزت ذلك إلى التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي الذي قصف أهدافًا داخل سوريا بالتزامن مع هذه الأحداث، في سابقة تكشف عن درجة العمالة والخطورة التي بلغتها تلك الميليشيات.

ومما لاشك فيه أن مستقبل السويداء اليوم مرهون بمدى الجدية في وقف نزيفها، ومحاسبة من استباحها، وإعادة بنائها على أسس وطنية عادلة، تضمن المشاركة السياسية دون سلاح، وتحفظ كرامة الأهالي دون أن تُستغل كغطاء لجرائم ميليشيوية مقيتة.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
الهجري يقود السويداء إلى الهاوية: مشانق، رهائن، واستقواء بإسرائيل

ارتكبت الميليشيات المسلحة التابعة للشيخ حكمت الهجري في محافظة السويداء سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي شابهت في قسوتها ووحشيتها جرائم تنظيم داعش ونظام الأسد البائد، ما يطرح تساؤلات خطيرة حول مستقبل المحافظة وأمن المدنيين في حال حصلت هذه المجموعات على أسلحة نوعية أو غطاء سياسي خارجي.

جرائم مروعة ضد المدنيين والعسكريين
شهدت المحافظة أعمال قتل وتمثيل بالجثث لعناصر الجيش وقوى الأمن، حيث جابت شوارع السويداء جثث العسكريين المُنكّل بهم، بعد أن تمّ شنقهم أو تعليقهم على أعمدة الإنارة في مشاهد تعذيب علنية تهدف إلى بث الرعب، كما قُتلت نساء وأطفال وتم تهجيرهم قسريًا، في حين مُنعت المساعدات الإنسانية من الدخول إلى المدنيين المحاصرين بفعل الاشتباكات.

كما وثّقت مصادر حقوقية أعمال حرق ونهب طالت الممتلكات العامة والخاصة، إلى جانب احتجاز رهائن مدنيين واستخدامهم كدروع بشرية، ثم إعدام بعضهم ميدانيًا بالرصاص. ولم تقتصر الانتهاكات على الداخل، إذ تجاوزت ذلك إلى التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي الذي قصف أهدافًا داخل سوريا بالتزامن مع هذه الأحداث، في سابقة تكشف عن درجة العمالة والخطورة التي بلغتها تلك الميليشيات.

أرقام مفزعة توثق حجم الكارثة
أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها وثّقت مقتل 558 شخصاً في السويداء خلال الفترة الممتدة من 13 تموز/يوليو 2025 حتى لحظة إصدار بيانها، من بينهم 17 سيدة – إحداهن تُوفيت إثر أزمة قلبية بعد سماعها خبر مقتل حفيدها – و11 طفلاً، إلى جانب ستة من الكوادر الطبية بينهم ثلاث سيدات، واثنين من الإعلاميين.

كما سُجلت إصابات تجاوزت 783 شخصاً بجروح متفاوتة، ضمن موجة عنف شديدة تصاعدت إلى اشتباكات واسعة وهجمات جوية إسرائيلية، في ظل انهيار أمني غير مسبوق.

تحليل سياسي: رهائن بيد الميليشيا
الأكاديمي السوري عبد الرحمن الحاج أشار في تصريح مصور إلى أن الوضع في السويداء لا يمكن معالجته بالعنف وحده، بل يتطلب توافقات وطنية، معتبرًا أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية دقيقة بعد حرب مدمّرة أرهقت المجتمع السوري، وقال إن فصيل الشيخ الهجري لا يمثل أهالي السويداء بل يستخدمهم كرهائن لخدمة طموحات شخصية مريبة.

وشدّد الحاج على أن ميليشيا الهجري تحتوي على مجرمين وتجار مخدرات وفلول من أجهزة الأسد الأمنية، وتعمل تحت غطاء ديني لا يعكس الواقع، بل يختبئ خلفه مشروع عنفي مدعوم من الخارج. كما ندد بمحاولة التجميل المتعمد لرموز قمعية مثل عصام زهر الدين، واصفًا ذلك بالتمجيد للقتلة وتبييض صفحتهم.

دعوات شعبية للتصدي لمشروع الفوضى
الناشط السوري ماجد عبد النور انتقد ما اعتبره "خداعًا فكريًا" يقوم به بعض المثقفين في محاولة تبرير سلوك الهجري، وقال إن خطاب الأخير منذ سقوط نظام الأسد كشف نوايا عدائية تجاه الدولة، رغم المبادرات الحكومية المتكررة للتهدئة.

وأضاف عبد النور أن الشيخ الهجري مارس تحريضًا صريحًا من مضافته، ورفض كل دعوات الحوار، معتبرًا أن شعاراته الطائفية مثل "نداء الكرامة" و"لبيك يا سلمان" كانت وسيلة لتجنيد الأتباع ودفعهم نحو العنف في وقت حساس من عمر الدولة السورية.

وختم بالتحذير من استمرار نهج التصعيد، قائلًا إن الشيخ الهجري أظهر عنادًا سياسيًا أعمى زج بالمحافظة في صراع لا طائل منه، كان يمكن تجنبه بسياسة حكيمة ومسؤولة.

بالنظر إلى حجم الانتهاكات التي شهدتها محافظة السويداء خلال الأسابيع الماضية، والفظائع المرتكبة بحق المدنيين والعسكريين على حدّ سواء، يتّضح أن ما جرى لم يكن مجرّد صراع محلي محدود، بل مشروع فتنة منظم، استُخدمت فيه أدوات العنف والتحريض الطائفي، واستُبيحت فيه القيم والحرمة الإنسانية على نحو يذكّر بأبشع ممارسات التنظيمات الإرهابية، وفي طليعتها داعش ونظام الأسد البائد.

لقد وضعت هذه الأحداث السويداء أمام مفترق خطير، بين أن تعود لحضن الدولة وتستعيد أمنها واستقرارها، أو أن تظل رهينة لمغامرات ميليشيوية تقودها شخصيات ذات أجندات شخصية وخارجية، تسعى إلى عزل المحافظة وتمزيق نسيجها الاجتماعي.

المأساة التي وقعت، وما رافقها من دماء ودموع ودمار، لم تكن قدراً محتوماً، بل نتيجة مباشرة لصمت دولي وتراخٍ سياسي، وغياب الحسم في مواجهة المجموعات الخارجة عن القانون. وإن استمرار هذا الوضع دون محاسبة حقيقية للمتورطين، وبدون استعادة هيبة الدولة وسيادة القانون، لن يؤدي سوى إلى مزيد من الانهيار، ليس في السويداء وحدها، بل في مجمل الجغرافيا السورية.

ومما لاشك فيه أن مستقبل السويداء اليوم مرهون بمدى الجدية في وقف نزيفها، ومحاسبة من استباحها، وإعادة بنائها على أسس وطنية عادلة، تضمن المشاركة السياسية دون سلاح، وتحفظ كرامة الأهالي دون أن تُستغل كغطاء لجرائم ميليشيوية مقيتة.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
نقلة نوعية في قطاع الشحن السوري: أكاديمية تدريبية وتحول رقمي لتعزيز التنافسية

كشفت وزارة النقل في الحكومة السورية، يوم الاثنين 21 تموز/ يوليو، عن عقد الاجتماع السنوي للجمعية السورية للشحن والإمداد الوطني في فندق الشام بدمشق، برعاية الوزارة، وإشراف مديرية تنظيم نقل البضائع، وبحضور شخصيات اقتصادية وإدارية وممثلين عن شركات شحن من مختلف المحافظات.

وشهد قطاع الشحن السوري، دفعة جديدة نحو التحديث والتأهيل، حيث ناقش المشاركون أبرز التحديات التي تواجه قطاع الشحن والإمداد، مؤكدين أهمية التحول إلى اقتصاد حر وتنافسي، وتطوير أداء الشركات الوطنية بما يتماشى مع المعايير العالمية، لا سيما في ظل توجّه عدد من الشركات الأجنبية لفتح فروع لها داخل سوريا.

وشدّد المجتمعون على ضرورة تعزيز التشبيك بين شركات الشحن وتوحيد الجهود لإيجاد حلول عملية للتعقيدات الإدارية، مع دعوة واضحة إلى تسريع التحول الرقمي الذي تتبناه وزارة النقل كأحد محاور الإصلاح.

وأعلن الخبير في النقل الدولي "همام عبيد"، عن إطلاق مشروع أكاديمية تدريبية متخصصة في الشحن الدولي، تهدف إلى تأهيل كوادر احترافية في مجالات التشغيل والتقنية والسلامة والربحية، وفق معايير منظمة FIATA العالمية.

ويُعتبر هذا المشروع نقلة استراتيجية تهدف إلى رفع كفاءة القطاع محلياً وتعزيز قدرة سوريا على الاندماج في سلاسل التوريد العالمية، ما من شأنه الإسهام في تعزيز الأمن الاقتصادي ودعم الصادرات الوطنية.

من جهته، أوضح مدير مديرية تنظيم نقل البضائع "خالد كسحة"، أن الوزارة تعمل على إصدار قانون جديد ينظم الشحن البري وفق متطلبات العصر وإطلاق منصة إلكترونية موحدة لتسهيل خدمات الترخيص والشحن وبناء قاعدة بيانات مركزية لتتبع حركة البضائع وتحسين جودة الخدمات.

وكذلك دعم تشكيل اتحادات للشركات الصغيرة والمتوسطة، وأشار إلى التزام سوريا بالاتفاقيات الإقليمية والدولية، مثل اتفاقية نقل البضائع البرية بين الدول العربية، فيما قدّم المستشار في تكنولوجيا المعلومات "أسامة زين الدين"، عرضاً فنياً ركّز فيه على أهمية التحول الرقمي.

مشيراً إلى ضرورة تفعيل التصريح الإلكتروني ونظام إدارة المركبات وتبنّي أنظمة تتبع ذكية وتحليل بيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي وأتمتة الإجراءات الحكومية لرفع مستوى الشفافية والكفاءة.

من جانبه تحدّث "محسن درويش"، رئيس لجنة المصدرين في غرفة زراعة دمشق، عن أهمية تطوير النقل الدولي وتذليل معوقات التصدير، معتبراً أن قطاع الشحن يشكّل دعامة حيوية لدعم الصادرات الزراعية والصناعية.

وحضر الاجتماع الرئيس الفخري للجمعية فؤاد العاصي، وعضو مجلس غرفة تجارة دمشق لؤي الأشقر، إلى جانب عدد من الخبراء وممثلي الشركات من مختلف المحافظات، في رسالة واضحة على الالتفاف المهني حول هدف تطوير هذا القطاع الاستراتيجي.

هذا وتخلل الاجتماع عرض التقرير المالي للعام 2024، ومشروع الموازنة للعام الجاري 2025، حيث تم التصديق عليهما بالإجماع، وسط إشادة بالإدارة المالية للجمعية ودورها في دعم توجهات التطوير.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
"اليوم تستعد دمشق".. خطوة رسمية لرسم خارطة العاصمة المستقبلية

أعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان في الحكومة السورية عن عقد اجتماع فني موسع تحت عنوان "اليوم تستعد دمشق"، بحضور رسمي رفيع تقدّمه محافظا دمشق وريف دمشق، في فندق الشام بالعاصمة دمشق، وشاركت وزارة عبر عدد من المسؤولين منهم معاون الوزير للتخطيط الإقليمي المهندسة "ماري كلير التلي"، ورئيسة هيئة التخطيط الإقليمي الدكتورة "ريما حداد".

وجاء لاجتماع الفني في سياق وضع خارطة طريق لتحديث المصور العام لمدينة دمشق، مع التركيز على ضرورة التكامل العضوي والتخطيطي بين العاصمة ومحيطها الحيوي في ريف دمشق وشدّد المشاركون على أهمية معالجة التحديات المتراكمة، لا سيما تلك الناجمة عن آثار المرحلة السابقة، من نزوح سكاني واسع، وتأخر في إصدار المخطط التنظيمي، إضافة إلى مشكلات التخطيط العشوائي ونقص الخدمات.

وقدّمت الدكتورة "ريما حداد"، عرضاً موسعاً بعنوان "دمشق تستعد"، استعرضت فيه موقع العاصمة ضمن الإطار الوطني، ودورها المحوري في التخطيط الإقليمي، مركزة على واقع البنية التحتية والاختناقات العمرانية والديموغرافية، إلى جانب توجهات المشروع الجديدة.

وأكدت أن التوجهات الاستراتيجية للمصور العام تهدف إلى تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة لمدينة دمشق ومحيطها، بما يضمن استدامة النمو الحضري، وعودة الحياة المدروسة إلى المناطق المتأثرة بالتوسع العشوائي أو التهميش الخدمي.

ويأتي هذا التحرك الرسمي في وقت تعاني فيه دمشق من اختناقات خدمية وتخطيطية مزمنة، يعود بعضها إلى ما قبل الحرب، فيما فاقمتها ظروف النزوح والدمار، ما يجعل من أي تحديث تنظيمي خطوة محورية في مسار استعادة الوظيفة المدنية للعاصمة وضواحيها.

اقرأ المزيد
٢٢ يوليو ٢٠٢٥
شهادات وقصص توثق انتهاكات المجموعات الخارجة عن القانون مع عائلات البدو في السويداء

في يوم الأمس، تجرّعت عشرات العائلات من عشائر البدو مرارة النزوح القسري من أراضيها ومناطقها المحبّبة في ريف السويداء، بعد أن تمكنت الحكومة السورية من مساعدتها والإفراج عنها، بعد أن كانت محتجزة داخل منطقة شهدت اشتباكات عسكرية عنيفة أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة آخرين.

هذه الأحداث تركت آثاراً بالغة السلبية على المستويات المادية والمعنوية والأمنية، وفاقمت معاناة السكان في مشهد يعيد إلى الأذهان فصولاً مؤلمة من التهجير والاضطهاد. ومع خروج العائلات من المنطقة، التقت بهم عدة وسائل إعلام وصحفيين، حيث رووا ما تعرضوا له من انتهاكات خلال الأيام الماضية على يد ميليشيات الهجري.

ومن أبرز القصص التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، كانت حكاية سيدة ناجية تعرّضت للضرب المبرّح على وجهها داخل منزلها من قبل أحد أفراد المجموعات المسلحة. وقد بدت آثار التعنيف جليّة على وجهها، قبل أن يُجبرها المعتدون على مغادرة المنزل تمهيداً لنهبه. ولم يكتفوا بذلك، بل أقدموا على إحراق البيت أمام عينيها، في مشهد يختزل قسوة ما عاشه المدنيون خلال تلك الأيام.

وأعرب أحد المدنيين عن صدمته حيال الانتهاكات التي عاشوها خلال الأيام الفائتة، وقال من خلال فيديو، إن ميليشيات الهجري نهبت أرزاق البدو، وتعمدت إهانتهم وإذلالهم، وعفشوا منازلهم، مضيفاً أنه معلم ويعمل في مهنة التدريس منذ 30 عاماً، وكان قد درّس أولادهم، ولم يقدروا له ذلك ولم يحترموه.

في ذات الفيديو ظهر رجل ٱخر وصار يحكي بحرقة عن اثنين من أولاده وأشخاص ٱخرين تربطهم به صلة قرابة، لاقوا حتفهم على يد تلك العصابات، كما أجرت زمان الوصل لقاء مع بعض الناجيين، أحدهم أشار إلى أنه حتى المسنين لم يسلموا من أذى ميليشيات الهجري، إذ قتلوا سيدة مسنة عمرها 100 عام، مضيفاً أنهم أحرقوا البيوت وفيها نساء متقدمات بالعمر.

كما انتشرت صوراً ومقطع فيديو لطفلة صغيرة اسمها روان، تفضح الكدمات المنتشرة على وجهها وجسمها الضرب الوحشي الذي تعرضت له من قبل المجموعات الخارجة عن القانون، وظهر والدها إلى جانبها ليكشف المأساة التي تعرض لها، والتي تمثلت بمقتل ابنه الصغير ذا العامين، إذ قاموا بقطع رأسه.

هذه القصص الواردة ليست إلا جزء بسيط من سلسلة انتهاكات عاشتها عشائر البدو خلال الأيام الماضية بسبب ميليشيات الهجري التي أُحرقت منازل، ومُثّل بجثث القتلى، وتعرض الأطفال للقتل والعائلات للتهجير القسري، في مشاهد توصف بأنها من أشد الجرائم قسوة في المنطقة.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٣١ يوليو ٢٠٢٥
تغير موازين القوى في سوريا: ما بعد الأسد وبداية مرحلة السيادة الوطنية
ربيع الشاطر
● مقالات رأي
١٨ يوليو ٢٠٢٥
دعوة لتصحيح مسار الانتقال السياسي في سوريا عبر تعزيز الجبهة الداخلية
فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
٣٠ يونيو ٢٠٢٥
أبناء بلا وطن: متى تعترف سوريا بحق الأم في نقل الجنسية..؟
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
محاسبة مجرمي سوريا ودرس من فرانكفورت
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
٢٥ يونيو ٢٠٢٥
استهداف دور العبادة في الحرب السورية: الأثر العميق في الذاكرة والوجدان
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
١٧ يونيو ٢٠٢٥
فادي صقر وإفلات المجرمين من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني
● مقالات رأي
١٣ يونيو ٢٠٢٥
موقع سوريا في مواجهة إقليمية محتملة بين إسرائيل وإيران: حسابات دمشق الجديدة
فريق العمل