تقارير تقارير ميدانية تقارير اقتصادية تقارير خاصة
٢١ أبريل ٢٠٢٥
بالعودة إلى الديار… الحزن يرافق العائدين إلى الوطن وهم يودّعون قبور أحبتهم

في مشهد يختزل وجع الذاكرة السورية، وقف "أبو محمد" بصمتٍ مهيب أمام قبرَي جدته وشقيقه في مقبرة مشهد روحين شمالي إدلب، يتأمل المكان كما لو كان يهمس لغياب لا يُجاب. يعود إليه مرارًا، وكأن الفراق لم يُستوعب بعد. فبعد أن قرر العودة إلى قريته في ريف إدلب الجنوبي، باتت زيارته لهذه القبور أشبه بوداع أخير، إذ يدرك أن انشغالات الحياة والمسافة ستجعل لقاءه بالمكان نادرًا.

فراق القبور... وجع يتجدد مع العودة
تحقق حلم آلاف النازحين بالعودة إلى قراهم بعد سنوات من التهجير القسري في عهد النظام السابق، عقب سقوط الأسد وفراره في ديسمبر 2024. وبينما يعيش العائدون لحظة طالما انتظروها، إلا أن شعورًا موازياً بالمرارة يخالط فرحتهم: فراق قبور الأحبة الذين وُوروا الثرى بعيدًا عن مسقط الرأس، في مخيمات النزوح أو بلاد اللجوء، تاركين وراءهم شواهد حنين لا تُنقل.

 ندم لا يموت: "تركتها هنا.. ولم أُدفن معها"
يروي سمير، وهو شاب نازح من ريف إدلب يقيم في مدينة كهرمان مرعش التركية، قصته التي تسكنها الندامة: "زوجتي توفيت تحت الأنقاض خلال الزلزال. رفضت إرسال جثمانها إلى سوريا، ودفنتها هنا لأبقى قربها. اليوم مع الحديث عن العودة، لا أستطيع تقبّل فكرة أني سأبتعد عنها للأبد. لا يمكنني حتى التفكير بنقل الجثمان. الأمر يفوق قدرتي".

موت بلا وداع... وغصة في قلوب الأمهات
أمّا من فقدوا أبناءهم دون أن يتمكنوا من دفنهم أو معرفة مصيرهم، فيعيشون قلقًا بلا نهاية. منار، شابة من ريف حماة، تقول إن شقيقها اختفى مع بدايات الثورة: "اعتقلوه ولم نعرف أي شيء عنه حتى بعد فتح السجون، لا وثيقة وفاة، لا جثمان، لا اسم. أمي لا تزال تنتظره... تدعو له وكأنه سيعود غدًا".

نقل الجثامين... وصية تُنجز بعد التحرير
في المقابل، أصرّ بعض العائدين على تنفيذ وصايا ذويهم. أبو عمار من ريف إدلب، قرر نقل جثمان والده من كفرلوسين إلى قريته الأصلية بعد التحرير. يقول: "أمي كانت تزور قبره كل خميس، والمسافة ستتعبها، ووصيته كانت أن يُدفن في القرية، واليوم نحقق له ما تمنى".

رموز غابت في المهجر... وجثامين تنتظر العودة
لا يقتصر الحنين على الأقارب فحسب، بل يشمل أيضًا رموزًا وطنية وثورية ارتبطت بذاكرة السوريين. عبد الباسط الساروت، الذي أحبته الثورة واحتضنته الجماهير، دُفن في الدانا لأن مدينته حمص كانت تحت قبضة النظام آنذاك. وكذلك مي سكاف وفدوى سليمان، اللتان نفيتا وماتتا في المنافي، دون أن تعودا إلى الوطن الذي حلمتا به حرًا.

 النهاية: وطنٌ يُستعاد... وأحبة يُفارقون
تجسّد هذه القصص مشاعر متشابكة يعيشها السوريون العائدون، بين بهجة العودة إلى الوطن، ووجع ترك قبور الأحبة خلفهم. إنها حكاية ألم ووعد لم يكتمل، وتذكير بأن للغربة وجوهًا متعددة، أخطرها تلك التي تُدفن في القلب، لا في القبر.

 

اقرأ المزيد
٢١ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 21 نيسان 2025

سجلت الليرة السورية استقرارًا نسبيًا أمام العملات الأجنبية خلال تعاملات اليوم الاثنين، 21 نيسان 2025، في السوق السوداء، وسط استمرار تفاوت الأسعار بين المحافظات وغياب مؤشرات تحسن ملموس في السوق الرسمية.

ووفقًا لموقع "الليرة اليوم"، استقر سعر صرف الدولار الأميركي في كل من دمشق، حلب، إدلب، والحسكة عند 11100 ليرة للشراء و11200 ليرة للبيع، ليعادل بذلك 100 دولار نحو 1,110,000 ليرة سورية. فيما حافظ مصرف سوريا المركزي على سعره الرسمي عند 12000 ليرة للشراء و12120 ليرة للبيع، وفق نشرته الأخيرة.

تباين في أسعار العملات والذهب في السوق السوداء
تراجع سعر صرف اليورو في السوق الموازية إلى 12646 ليرة للشراء و12765 ليرة للبيع، فيما استقرت الليرة التركية عند 290 ليرة للشراء و295 ليرة للبيع، في ظل اعتماد شرائح واسعة من السوريين على هذه العملات في معاملاتهم اليومية.

أما الذهب، فسجّل ارتفاعًا جديدًا مدفوعًا بزيادة الإقبال العالمي، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 24 نحو 1,418,000 ليرة، وعيار 21 الأكثر تداولًا 1,241,000 ليرة، بينما استقر عيار 18 عند 1,064,000 ليرة. عالميًا، ارتفعت الأونصة الذهبية إلى 3361.53 دولار، وسط تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي وتوترات تجارية بين واشنطن وقوى اقتصادية كبرى.

أزمة الأمن الغذائي تعود للواجهة وتحذيرات من تراجع الإنتاج الزراعي
وفي موازاة التحديات النقدية، حذّر خبراء من تدهور الأمن الغذائي في البلاد، مشيرين إلى أن ثلث الأراضي الزراعية فقط تُستثمر فعليًا، بينما يعاني القطاع من إهمال تقني وغياب دعم الفلاحين.

وسلط تقرير حديث الضوء على نتائج السياسات الحكومية السابقة التي ألحقت خسائر كبيرة بالفلاحين بسبب تسعير المحاصيل بأقل من كلفتها، مما أدى لتراجع زراعة القمح وازدياد الاعتماد على الاستيراد.

أسعار الخضار ترتفع بعد وقف الاستيراد والسماح بالتصدير
وعلى صعيد الأسعار، شهدت أسواق الخضار ارتفاعات حادة، خصوصًا البندورة والخيار والباذنجان، نتيجة وقف استيرادها من الأردن ومصر، مع فتح باب التصدير من الساحل السوري نحو العراق ولبنان، وفق ما أفاد به تجار من سوق الهال لصحيفة "الثورة".

تحركات صناعية لتعزيز التعاون مع الأردن واستقطاب الاستثمارات
في الجانب الصناعي، اختتم وفد من وزارة الصناعة السورية زيارة إلى الأردن تمحورت حول تعزيز التعاون في قطاع الإسمنت، لا سيما عبر تحديث خطوط الإنتاج، إنشاء محطات طاقة شمسية، وتطوير المختبرات الفنية.

كما التقى الوفد مستثمرين أردنيين أبدوا استعدادًا للدخول في السوق السورية، تزامنًا مع تصاعد الاحتياج لمواد البناء ضمن خطط إعادة الإعمار.

وزير الاقتصاد يخطط لتأسيس هيئة تجمع رجال الأعمال السوريين في أميركا
وفي سياق متصل، أعلن وزير الاقتصاد نضال الشعار عزمه زيارة الولايات المتحدة الشهر المقبل، لتأسيس "هيئة رجال الأعمال السوريين-الأميركيين"، مؤكداً أن الهيئة ستكون رافعة لدعم الاقتصاد الوطني من خلال الطاقات والخبرات السورية المنتشرة في الولايات الأميركية.

الجدل حول طباعة فئات نقدية جديدة يتصاعد وسط تحذيرات من التضخم
من جهته، دعا الخبير الاقتصادي الدكتور إبراهيم قوشجي إلى طباعة فئات نقدية جديدة بقيم 10,000 و25,000 ليرة لتسهيل التعاملات اليومية، لكنه حذّر من أن الطباعة دون إصلاح اقتصادي فعلي قد تزيد معدلات التضخم وتؤدي إلى تآكل المدخرات.

مناشدات صناعية لإعفاءات ضريبية ودعم المنشآت الإنتاجية
الصناعي محمد صباغ طالب الحكومة بإلغاء الضريبة على فاتورة الكهرباء (22%)، وإعفاء المواد الأولية الأساسية من الجمارك، مشددًا على أن استمرار الضغط الضريبي يدفع الكثير من الصناعيين للتخلي عن الإنتاج والاتجاه نحو التجارة، ما يهدد بفقدان سوريا لهويتها كبلد منتج.

يذكر أن الليرة السورية فقدت أكثر من 315% من قيمتها خلال عام 2023، مما أثر سلبًا على الاقتصاد السوري، وسط دعوات لتقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء، في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
٢١ أبريل ٢٠٢٥
ما بين اختفاء رب أسرة ومقتل شاب قبل زفافه.. حكايات من الوجع السوري

لا تزال الذاكرة السورية ترزح تحت وطأة 14 عاماً من الألم والدمار، وسط سلسلة من المآسي التي خلفها النظام السابق، إذ لم يكتفِ بالقصف والاعتقال، بل امتدت جرائمه إلى مصادرة الأرواح، وتشتيت العائلات، وسلب أدنى مقومات الأمان. ومن بين آلاف القصص التي حُفرت في وجدان السوريين، تبرز اليوم شهادتان تمثلان جرحاً مفتوحاً لم يندمل بعد.

القديمي.. مصير مجهول خلف أحد الحواجز
محمود علي القديمي، رب أسرة من مدينة الرحيبة، كان يعيش حياة بسيطة ويعمل في قطاع البناء ليؤمّن لقمة العيش لأطفاله الخمسة. في عام 2013، وبينما كان عائداً من دمشق إلى مدينته، تم توقيفه عند حاجز القطيفة التابع لقوات النظام، وهناك اختفى دون أن يُعرف مصيره حتى اللحظة.

ما زاد من فداحة المصاب، أن السيارة التي كانت تقله عادت إلى المدينة بدونه، لتتلقى عائلته الخبر المروّع: محمود اعتُقل ونُقل إلى جهة مجهولة. ومنذ ذلك الحين، دخلت العائلة في دوامة طويلة من الانتظار والبحث، بين إشاعات متضاربة ووعود كاذبة من سماسرة استغلوا محنتهم، ليتبين لاحقاً أنهم ضحايا نصب واحتيال.

على مدار أكثر من عشر سنوات، واجهت العائلة واقعاً قاسياً، واضطرت الزوجة لتولي المسؤولية كاملة. كبر الأبناء على أمل لقاء الأب، وواصل الابن الأكبر تعليمه في المجال الطبي، بينما تظل الأسرة معلقة بخيط أمل لا ينقطع رغم طول الانتظار.

نورس هندي.. من حلم الزفاف إلى الموت في فرع فلسطين
في قصة أخرى لا تقل وجعاً، يتجسد مصير الشاب نورس هندي، المعروف بلقب "أبو سعيد"، المولود عام 1986، والذي كان يستعد للزواج في صيف عام 2013. بعد أن درس في المعهد الزراعي والتحق بمعهد الضيافة الجوية، اختار مغادرة سوريا إلى الأردن عام 2012، رافضاً أداء الخدمة العسكرية ضمن جيش النظام خوفاً من التورط في الجرائم ضد المدنيين.

في حزيران 2013، قرر نورس زيارة سوريا في إجازة قصيرة. إلا أن رحلته تحوّلت إلى مأساة بعد أن تم اعتقاله عند معبر نصيب الحدودي، ليتم اقتياده إلى فرع فلسطين سيئ السمعة. وهناك، انقطعت أخباره تماماً، حتى تلقت عائلته في 16 كانون الثاني 2014 برقية من الشرطة العسكرية تبلغهم بوفاته "نتيجة ضيق تنفس وتوقف مفاجئ في القلب" – صيغة اعتاد النظام استخدامها لتغطية جرائم التعذيب.

كان من المقرر أن يُزف نورس إلى عروسه في 7 تموز 2013، لكن بدلاً من حفل الزفاف، تلقّت العائلة خاتم الخطوبة وجواز سفره فقط، فيما اختفى هاتفه المحمول وجهاز الكمبيوتر والمبلغ المالي الذي كان بحوزته.

صرخات تطالب بالعدالة
بين غياب القديمي ومقتل نورس، تظل العائلات السورية تطلق نداءاتها للحكومة الجديدة بضرورة ملاحقة الجناة، وكشف مصير المفقودين، وإنصاف من أُهدرت حياتهم على يد آلة القمع، التي لم ترحم لا كباراً ولا صغاراً، ولا حتى من كانت فرحتهم على الأبواب.

ففي ذاكرة السوريين، مثل هذه القصص ليست استثناءً، بل هي نموذج لألم جماعي يصرّ المجتمع السوري اليوم على توثيقه ومواجهته بالحقيقة والعدالة.

اقرأ المزيد
٢٠ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 20 نيسان 2025

تواصل الليرة السورية تراجعها في السوق السوداء مقابل العملات الأجنبية، رغم تثبيت مصرف سوريا المركزي لسعر صرف الدولار عند 12,000 ليرة للشراء و12,120 ليرة للبيع، وفق نشرته الرسمية الصادرة اليوم الأحد، والتي شملت أسعار صرف لأكثر من 30 عملة بينها الليرة التركية واليورو.

وفي السوق الموازية، بلغ سعر الدولار في دمشق وحلب 11,100 ليرة للشراء و11,200 ليرة للبيع، بينما سجل في إدلب 11,100 ليرة للشراء و11,150 ليرة للبيع، وفي الحسكة 11,200 ليرة للبيع.

أما اليورو فقد ارتفع إلى 12,765 ليرة للبيع، وسجل سعر الشراء 12,646 ليرة، في حين بلغ سعر الليرة التركية 290 ليرة للشراء و295 ليرة للبيع، ما يعكس تبايناً في الأسعار بين المناطق، وازدياد الاعتماد على العملات الأجنبية في التعاملات اليومية.

الذهب يواصل الارتفاع رغم التراجع الطفيف
رغم انخفاض طفيف في سعره، حافظ الذهب على مستوياته التاريخية المرتفعة، حيث بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط في دمشق 1,025,000 ل.س، بانخفاض قدره 20 ألف ليرة سورية.

وسجل غرام عيار 18 قيراط 878,000 ليرة بينما بلغت قيمة الليرة الذهبية عيار 21 8.2 ملايين ليرة، وعيار 22 8.5 ملايين ليرة، أما سعر الأونصة الذهبية محلياً فلامس 36,590,000 ليرة فيما سجل السعر العالمي 3,326 دولاراً.

في تطور اقتصادي بارز، توجه وزير المالية السوري محمد يسر برنية إلى واشنطن للمشاركة في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، إلى جانب حاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية.

و"نحمل جدولاً مكثفاً من اللقاءات الثنائية، ونتطلع إلى انفتاح سوريا على النظام المالي الدولي والمجتمع الدولي، وندعو لدعم جهودنا في إعادة الإعمار."

وتعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ أكثر من 20 عاماً، ما يمثل بداية لمحاولات الانفتاح السوري على المنصات المالية الدولية.

في سياق موازٍ، كشفت وثيقة أممية عن مقترح قدمه عبد الله الدردري، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، يقضي بإشراف البرنامج الإنمائي على إدارة أصول الدولة السورية المجمدة في أوروبا، والتي تقدر بـ 500 مليون دولار، وإنفاقها على مشاريع داخل سوريا بإشراف أممي لتجاوز العقوبات الدولية.

وتشير الوثيقة إلى أن الدول المانحة تفضل هذا الخيار خشية تسليم الأموال مباشرة للسلطات السورية، بينما أبدى دبلوماسيون غربيون اعتراضهم، مؤكدين أن "الأموال ملك للدولة السورية ولا حاجة لوسيط".

وأعلن رئيس غرفة تجارة وصناعة هاتاي أن التبادل التجاري بين تركيا وسوريا سينطلق قريباً عبر معبر "يايلاداغي – كسب"، بعد تأهيله بدعم من وزارة التجارة التركية، بهدف تسهيل عبور البضائع وخاصة الإسمنت والحديد والرخام، ضمن جهود دعم مرحلة إعادة الإعمار.

وفي ظل أزمة سيولة خانقة يعاني المواطنون من أزمة سيولة متفاقمة، حيث فرض المركزي منذ شباط/فبراير سقفاً يومياً للسحب لا يتجاوز 200 ألف ليرة، أي نحو 20 دولاراً.

وتُظهر مشاهد الطوابير الطويلة أمام الصرافات الحكومية حجم الأزمة، إذ يعجز الكثيرون عن الحصول على رواتبهم كاملة.

ويعاني أكثر من مليون و250 ألف موظف في القطاع العام من صعوبات في السحب، ما يدفعهم إلى تكرار المحاولة على مدار أيام. وتُرجع مصادر في القطاع المصرفي هذه الأزمة إلى نقص في السيولة الناتج عن تحكم المركزي بالإيداعات، واعتماده على طباعة العملة في روسيا.

علق الخبير الاقتصادي "جورج خزام" على الظاهرة قائلاً إن بعض الصرافين يتعمدون تجفيف السيولة لتحقيق تقلبات في السوق وزيادة أرباحهم من خلال التلاعب بسعر الصرف.

وأشار إلى أن "قلة تداول الليرة في السوق تعزز من قدرة الصرافين على خفض قيمتها ورفع الدولار، ما يخلق حالة من الفوضى السعرية التي تضاعف أعباء السوريين".

ورغم محاولات فك الحصار وتخفيف العقوبات، لا يزال 90% من السكان تحت خط الفقر، في ظل تراجع القوة الشرائية وتآكل الدخول، ما يضع الاقتصاد السوري أمام تحديات معقدة تتطلب حلولاً عاجلة تتجاوز الشعارات السياسية.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٩ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 19 نيسان 2025

حافظت الليرة السورية اليوم، السبت 19 نيسان 2025، على استقرارها النسبي في السوق السوداء، وسط تفاوت طفيف بين المحافظات، في حين أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن إطلاق مشروع تمويلي جديد يستهدف الفئات ذات الدخل المحدود، بالتوازي مع تحركات تركية لعقد اتفاقيات اقتصادية مع دمشق.

الليرة السورية تواصل استقرارها في السوق السوداء

أصدر مصرف سوريا المركزي نشرته اليومية التي حدد فيها سعر الدولار عند 12,000 ليرة للشراء و12,120 ليرة للبيع، ضمن قائمة تشمل أكثر من 30 عملة، منها الليرة التركية واليورو.

وفي السوق السوداء، بلغ سعر الدولار في كل من دمشق، حلب، وإدلب نحو 11,050 ليرة للشراء و11,150 ليرة للبيع، بينما سجل في الحسكة ارتفاعاً طفيفاً إلى 11,075 ليرة للشراء و11,175 ليرة للبيع.

وبحسب هذه الأسعار، فإن قيمة 100 دولار تعادل حوالي 1,105,000 ليرة سورية في السوق غير الرسمية.

كما سجل سعر صرف اليورو نحو 12,541 ليرة للشراء و12,659 ليرة للبيع، بينما بلغ سعر الليرة التركية 288 ليرة للشراء و293 ليرة للبيع.

ويعتمد السوريون حالياً على مزيج من الليرة السورية والدولار الأميركي والليرة التركية في تعاملاتهم اليومية، ما يخلق تفاوتات في الأسعار بين منطقة وأخرى بحسب طبيعة العملة المتداولة.

الأمم المتحدة تطلق مشروع "الفائدة المدعومة" بقيمة 2.9 مليون دولار

في خطوة وُصفت بأنها الأولى من نوعها في سوريا، وقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) اتفاقية مع أربعة مصارف للتمويل الصغير، لتطبيق مشروع "الفائدة المدعومة"، بقيمة 2.9 مليون دولار أمريكي، بهدف توسيع فرص الوصول إلى التمويل ودعم الشمول المالي.

المشروع يستهدف أكثر من 1,600 مستفيد، ويرمي إلى تسهيل القروض بأسعار فائدة منخفضة، ما يساعد على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية وتقلص فرص التمويل المحلي.

وشارك في توقيع الاتفاقية ممثلون عن الحكومة السورية، بينهم وزير الاتصالات المؤقت عبد السلام هيكل، وحاكم مصرف سوريا المركزي عبد القادر الحصرية، بالإضافة إلى الدكتور عبد الله الدردري ممثلاً عن الأمم المتحدة.

ما معنى "مشروع الفائدة المدعومة"؟
تُعد هذه المشاريع من الأدوات الاقتصادية التي تعتمدها الدول والبنوك المركزية لتحفيز قطاعات حيوية، عبر تقديم قروض بفوائد أقل من السعر السائد. ويتم ذلك من خلال تدخل حكومي يغطي جزءاً من الفائدة، ما يخفف الأعباء عن المقترضين، ويحفّز الإنتاج في قطاعات مثل الزراعة، الصناعة، والإسكان.

لكن البرنامج الأممي لم يوضح بعد تفاصيل آليات التمويل، كما لم تُعلن الجهات الحكومية المشاركة عن خطوات تنفيذية واضحة حتى الآن.

اتفاقيات اقتصادية مرتقبة بين دمشق وأنقرة
في تطور سياسي اقتصادي لافت، أعلن رواد رمضان، عضو مجلس العلاقات الاقتصادية في الخارجية التركية، عن قرب توقيع 12 اتفاقية تعاون بين سوريا وتركيا، وذلك خلال زيارة وفد تركي رفيع المستوى برئاسة وزير التجارة عمر بولاط إلى دمشق.

من جهته، كشف مسؤول في وزارة المالية السورية، محمد الأتاسي، عن نية الجانبين إعادة تفعيل أكثر من 8 اتفاقيات سابقة، تتعلق بالشراكات الاستراتيجية، والازدواج الضريبي، والتعاون المصرفي، إلى جانب تنشيط قطاعات صناعية تركية داخل سوريا.

وصرح وزير التجارة التركي بأن البلدين يسعيان إلى بناء نموذج اقتصادي متكامل شبيه بنماذج التعاون بين أمريكا وكندا والمكسيك، أو دول الاتحاد الأوروبي.

وكان الوفد التركي قد وصل دمشق يوم الأربعاء، بمشاركة نخبة من رجال الأعمال وممثلي غرف التجارة، حيث عُقد لقاء موسع مع نظرائهم السوريين في فندق شيراتون دمشق، لمناقشة العقبات التجارية وسبل تجاوزها.

هذا ويرى مراقبون أن تزامن استقرار سعر الصرف مع إعلان مشاريع دولية وشراكات إقليمية قد يحمل مؤشرات على مرحلة تحوّل اقتصادي قيد التشكل، لكن فعالية هذه المبادرات ستظل رهينة الترجمة العملية على الأرض، ومدى انعكاسها على الأسعار وفرص العمل في المدى القريب.

اقرأ المزيد
١٧ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 17 نيسان 2025

شهدت الليرة السورية خلال إغلاق الأسبوع اليوم الخميس، تغيرات جديدة في قيمتها أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الرئيسية، وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مواقع اقتصادية.

وسجلت الليرة السورية اليوم مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 11200، وسعر 11300 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 12731 للشراء، 12850 للمبيع.

ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 11200 للشراء، و 11300 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 12731 للشراء و 12850 للمبيع.

ووصل في محافظة إدلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 11200 للشراء، و 11300 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 12732 للشراء و 12850 للمبيع.

وأعلنت الحكومة السورية عن نيتها الانتقال إلى نموذج اقتصاد السوق الحر، متخلية عن النظام المركزي السابق وتهدف هذه الخطوة إلى جذب الاستثمارات، خاصة في مجالات إعادة الإعمار، حيث تُقدّر تكلفة الأضرار بمئات المليارات من الدولارات وقد رحب رجال الأعمال بهذا التوجه، معتبرين إياه فرصة لتعزيز النمو الاقتصادي.

أوضح وزير الاقتصاد السوري، باسل عبد الحنان، أن الحكومة تسعى لتثبيت سعر صرف الليرة السورية كخطوة أولى نحو استقرار الأسواق. وأكد أن تعزيز الإنتاج والتصدير سيسهم في إدخال عملات صعبة وزيادة الاحتياطي النقدي، مما يعزز قيمة الليرة على المدى الطويل.​

وتعمل الحكومة على إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، بما في ذلك مطار دمشق الدولي، الذي من المتوقع إعادة افتتاحه قريبًا أمام الملاحة الدولية. كما تُبذل جهود لإصلاح شبكات الكهرباء والمياه، بهدف تهيئة البيئة المناسبة للاستثمار .​

رغم هذه الجهود، لا تزال سوريا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، منها التضخم المرتفع والفقر المدقع. تُشير التقارير إلى أن أكثر من ربع السكان يعيشون في فقر شديد، مع تضرر القطاعات الأساسية مثل الزراعة والصناعة نتيجة الصراعات المستمرة والعقوبات الاقتصادية.

وقدم أستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق، "عابد فضلية"، تصورًا لتغيير العملة السورية عبر مرحلتين، تشمل طباعة أوراق نقدية جديدة وسحب أوراق حالية من التداول، مؤكدًا رفضه لفكرة حذف الأصفار، لما لذلك من آثار سلبية قد تؤدي إلى مزيد من الانهيار المالي.

وحذر الدكتور "شفيق عربش" من استمرار ما أسماه "الصراع مع الدولار"، مؤكدًا أن الانخفاض السابق في سعر الصرف لم يكن مبررًا، خاصة في ظل غياب الإنتاج والمساعدات، واستمرار العقوبات. كما وصف فكرة إصدار عملة رقمية أو حذف الأصفار بأنها غير واقعية في الوضع السوري الراهن.

وتشهد العلاقات الاقتصادية السورية – التركية تحركات نحو توقيع 12 اتفاقية تعاون جديدة، بحسب تصريحات مسؤولين من البلدين، تشمل إعادة تفعيل اتفاقيات قديمة تتعلق بالازدواج الضريبي والشراكات الاقتصادية.

ولفتت تقارير إعلامية إلى أن أسعار التذاكر بين الإمارات وسوريا قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 30 و40%، نتيجة دخول شركات طيران إماراتية على خط التشغيل، إلى جانب "أجنحة الشام" و"السورية للطيران"، مما سيزيد من السعة المقعدية ويعزز المنافسة.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٧ أبريل ٢٠٢٥
ما بين طفلة متهمة بالإرهاب وزوج اختفى في مكالمة... شهادات دامغة عن معتقلين غيّبتهم سجون الأسد

في بلد علمونا فيه منذ الصغر أن السجون تُفتح في وجه الخارجين على القانون، لم يتوقع السوريون أن تكون الزنازين مصير أطفالهم وأحبائهم، لا لذنب اقترفوه، سوى أنهم كانوا أبناء لثورة طالبت بالحرية. سجون نظام الأسد لم تكن يوماً أدوات قانون، بل تحوّلت إلى أقبية موت تخنق صوت الحقيقة، ووسيلة لإرهاب كل من حلم بوطن بلا قمع.

ومع كل يوم يمضي، تتكشف المزيد من الحكايات المؤلمة، يسردها من نجا، وينقلها من بقي على أمل اللقاء بمن لم يعد. فيما يعيش أهالي المعتقلين والمغيبين حياة منكسرة لا يُرممها الزمن، يطاردهم سؤال واحد: "ماذا حلّ بأحبائنا خلف تلك الجدران؟".

أميرة أبو زيد... أنثى من نور اقتادها الظلام
لم تكن أميرة أبو زيد سوى فتاة سورية عادية تحمل ملامح الطيبة والانتماء، لكنها اختطفت من شوارع دمشق بتاريخ 8 شباط/فبراير 2013، وتحديداً من منطقة دف الشوك. ومنذ ذلك اليوم، لا أثر لها، ولا خبر. 

صورتها لا توحي بشيء من التطرف أو حتى الهمس السياسي، وجهٌ من وجوه آلاف السيدات السوريات اللواتي لم يعرفن في حياتهن سوى البساطة وحب الحياة. لكنها اختفت في زمنٍ يُرمى فيه الأبرياء في المعتقلات، بينما يسرح القتلة والفاسدون في الأرض. وحده النظام حينذاك من حوّل البراءة إلى تهمة، والوجود إلى خطر، والأنوثة إلى ذريعة.

من حمص... شهادة أبّ قُصفت أحلامه
في بابا عمرو، أحد أحياء مدينة حمص، يخرج صوت أحمد حماد الحلبي محمّلاً بالحسرة، باحثاً عن حقه وكرامته التي سُلبت ذات يوم. فقد اعتقل النظام السوري السابق أفراداً من عائلته، وذاق مرارة استشهاد ابنه الأكبر في سجن صيدنايا سيئ الصيت، ذلك المعتقل الذي أصبح عنواناً للإبادة المنظمة.

"ابني مريض قلب، أجرى عملية مفتوحة قبل اعتقاله، وكان بعيداً عن السياسة والعمل العام"، يقول الحلبي، مؤكداً أن الاعتقال لم يكن إلا تنكيلاً. أما زوجته، فقد نالت نصيبها من العذاب، حيث تعرضت لتعذيب وحشي تسبب بشلل دائم، قبل أن تُنقل إلى صيدنايا. وفي مشهد لا يقلّ قسوة، اعتُقلت ابنته، وكان عمرها حينها 15 عاماً، ووجهت لها تهماً "جاهزة" أبرزها تمويل الإرهاب والعمل الإعلامي ضمن مشفى ميداني!

يختم الحلبي شهادته بغضب: "من تسبّبوا باعتقالنا ونفذوا هذه الجرائم ما يزالون أحراراً، يعيشون بلا مساءلة. نطالب بمحاسبتهم".

زوجة تسمع آخر كلمات زوجها: "طمشوني"
القصة التي ما زالت تُروى بمرارة هي ما حدث مع معتز أسمر، الذي كان في الأربعين من عمره حين اعتُقل عام 2013. في مكالمة هاتفية أخيرة مع زوجته هيفاء عرقسوسي، قال لها: "طمشوني"، ثم انقطع الاتصال للأبد. المكان كان حاجز "بيجوا" في ريف دمشق، والسبب؟ لا سبب.

أسمر لم يكن ناشطاً ولا منخرطاً في أي عمل سياسي، ولم يشغل منصباً حكومياً. كان مواطناً عادياً. لكن في ظل نظام لا يعترف بالبراءة ولا بالحياد، تحوّلت حياته إلى رقم على لائحة مجهولي المصير، وسط آلاف الملفات التي أُغلقت بلا إجابة.

انتظار لا ينتهي... وأمل لا يموت
في سوريا، ما بعد سقوط النظام، لا تزال أبواب السجون تُفتح، ولا تزال الأسر تبحث في الوجوه الخارجة عن أحبتها. لا أثر في السجلات، ولا أسماء في قوائم الموتى، وكأنهم لم يكونوا.

عشرات الآلاف من المعتقلين لا يزال مصيرهم مجهولاً، وأسرهم تحيا على فتات الأمل. "ربما يظهر"، "ربما خرج"، "ربما نُقل"... هي العبارات التي يرددها كل أب وأم وأخ وزوجة، بينما السنين تمضي ببطء، حاملة في طياتها كل وجع الانتظار.

إنّ ما حدث في سوريا من تغييب قسري ممنهج لم يكن عرضياً، بل سياسة دولة، شاركت فيها الأجهزة الأمنية، والقضاء، بل وأحياناً الإعلام. لكن الثورة التي بدأت بحثاً عن الكرامة، ستظل تلاحق قاتلي الحلم حتى تضعهم أمام العدالة. فلا أحد ينسى صوت ابنته الصغيرة، أو آثار دموع أم على باب سجن، أو آخر مكالمة قال فيها معتقل: "طمشوني".

اقرأ المزيد
١٦ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 16 نيسان 2025

سجل سعر صرف الدولار الأمريكي انخفاضاً نسبياً خلال تعاملات سوق العملات الأجنبية الرئيسية اليوم الأربعاء، في السوق الموازية، وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مواقع اقتصادية.

في المقابل، استقر سعر الليرة السورية أمام الدولار الأميركي في التعاملات الرسمية، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي، دون تعديل يذكر على نشرة اليوم الأربعاء.

وارتفع سعر الليرة السورية في السوق السوداء في عموم المحافظات السورية مقابل الدولار الأميركي، وفق موقع الليرة اليوم الذي يتتبع تعاملات السوق الموازية.

وبلغ سعر الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية بأسواق العاصمة السورية دمشق 11300 ليرة سورية للشراء، و10450 ليرة للبيع للبيع.

وبلغ سعر الدولار في السوق السوداء بأسواق حلب عند 11350 ليرة للشراء، و10750 ليرة للبيع، جاء سعر الدولار في السوق السوداء بأسواق إدلب عند 10650 ليرة للشراء، و10750 ليرة للبيع.

ووصل سعر الدولار في الحسكة عند مستوى 10750 ليرة للشراء، و10850 ليرة للبيع، بحسب سعر صرف الدولار اليوم في سوريا، فإن 100 دولار تعادل 1,065,000 ليرة سورية اليوم في السوق السوداء.

وسعر الدولار اليوم في مصرف سوريا المركزي
حدد مصرف سوريا المركزي متوسط سعر الدولار مقابل الليرة عند 12,000 ليرة للشراء، و12,120 ليرة للبيع، وفقاً لآخر تحديث.

وجاء ذلك في نشرة صادرة عن المصرف منشورة على موقعه الإلكتروني، تشمل أسعار صرف لأكثر من 30 عملة مقابل الليرة السورية، بما في ذلك الليرة التركية واليورو.

في حين انخفض سعر اليورو اليوم في سوريا بالسوق السوداء ليسجّل عند مستوى 10650 ليرة للشراء، و11729 ليرة للبيع.

وسعر الليرة التركية اليوم في السوق السوداء وجاء سعر صرف الليرة التركية اليوم في السوق السوداء عند 278 ليرة للشراء و283 ليرة للبيع.

ويعتمد السوريون في الوقت الحالي على الليرة السورية، والدولار الأميركي، والليرة التركية في تعاملاتهم اليومية، ما يؤدي إلى تباين أسعار السلع بين المناطق المختلفة.

وفي ظل تزايد الضغوط الاقتصادية وتدهور سعر صرف الليرة السورية، عاد الحديث مجددًا عن احتمالية استبدال العملة كجزء من مسار إصلاح نقدي يهدف إلى إنعاش الاقتصاد السوري.

وبينما يرى البعض أن حذف الأصفار وتغيير شكل العملة قد يسهم في خفض تكاليف الطباعة وتسهيل التعاملات، يحذر خبراء من أن هذه الخطوة لن تُحدث فرقًا حقيقيًا دون إصلاحات جذرية في السياسات المالية والمصرفية.

والخبير الاقتصادي الدكتور "علي محمد"، أوضح أن استبدال العملة أو حذف الأصفار هو إجراء فني أكثر منه اقتصادي، ولن يكون له تأثير فعلي على الأسعار أو التضخم ما لم يُرافق بخطة إصلاح شاملة تشمل المصرف المركزي والجهاز المصرفي ككل، إضافة إلى سياسات استثمار واضحة ومستقرة.

وأشار إلى أن طباعة العملة في الخارج، وخاصة في روسيا، يُعد خياراً أقل كلفة من أوروبا، إلا أن الطباعة غير المدروسة قد تزيد من حدة التضخم.

وقد تصل تكلفة طباعة ورقة نقدية واحدة إلى 20 سنتاً، وهو ما قد يجعل الكلفة أعلى من قيمة الورقة نفسها في السوق.

ومن جهته، أكد مصدر في مصرف سوريا المركزي أن تغيير شكل العملة قد يشمل حذف ثلاثة أصفار، لتتحول الألف ليرة إلى ليرة واحدة.

إلا أن هذه العملية تتطلب وقتاً يتراوح بين 6 أشهر إلى سنة كاملة لضمان تطبيق سلس دون اضطرابات نقدية.

ومع استمرار طباعة العملة في روسيا بسبب العقوبات، استلمت سوريا خلال الأشهر الماضية شحنتين من الأوراق النقدية المطبوعة في موسكو، ضمن اتفاق تعاون تم توقيعه أواخر عام 2024.

ويُقدّر أن الشحنة الأخيرة التي وصلت في آذار الماضي بلغ وزنها نحو 6 أطنان بقيمة 300 مليار ليرة.

رغم كل ذلك، لا تزال المخاوف قائمة من أن يتحول استبدال العملة إلى مجرد تغيير في الشكل دون أثر يُذكر على معيشة السوريين أو تحسين الواقع الاقتصادي.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٦ أبريل ٢٠٢٥
محمد مروان الشماع.. بين خبر الوفاة وظلّ حيّ تائه في حي السادات

رغم الفرحة التي عمّت قلوب السوريين يوم التحرير في 8 كانون الأول 2024، ظلّت هذه الفرحة منقوصة في بيوت كثيرة، لم يعُد إليها معتقلوها، ولم يُغلق فيها جرح الغياب. وفي مقدّمتها بيت عائلة محمد مروان الشماع، الذي لا يزال مصيره مجهولاً بين خبر وفاته عام 2015، ورجل ضائع شوهد في حي السادات يردّد اسمه... وكأن الذاكرة لا تحتفظ إلا بالوجع.

ذاكرة غائبة ومصير معلق
محمد الشماع، من مواليد دمشق عام 1985، عاش حياة طبيعية كملايين السوريين قبل أن يُنتزع من عائلته في عام 2013 خلال حملة أمنية شنّها نظام الأسد على أحياء العاصمة. جرى اعتقاله على يد عناصر المخابرات الجوية، ومنذ ذلك الوقت دخل في عداد المفقودين.

بعد عامين من الانتظار والقلق، ورد لعائلته من جهات أمنية خبر وفاته في المعتقل. لم يُسلّم الجثمان، ولم تصدر وثيقة وفاة رسمية، فبقيت العائلة تتأرجح بين الألم والأمل، عاجزة عن تصديق النهاية دون دليل.

يوم التحرير.. و"الشماع" في فم تائه
في لحظةٍ لم تكن في الحسبان، ومع انهيار قبضة النظام، ظهرت بارقة أمل. ففي يوم سقوط الأسد، رصد سكان حي السادات رجلاً هائماً، فاقداً للذاكرة، لا يذكر سوى كلمة واحدة: "الشماع". كان يردّدها بتكرار وذهول، وكأنها ما تبقى من هوية سُرقت منه تحت التعذيب والإخفاء.

أخبره سكان الحي بأن العائلة لم تعد تقيم هناك، فرحل بصمت، وتاه مجدداً في شوارع لم تعد تعرف أبناءها. ومنذ تلك اللحظة، فُقد أثره مرة أخرى، لتعود التساؤلات والاحتمالات إلى ذاكرة عائلةٍ لم تنسَ يوماً ابنها المختفي.

نداء إنساني من عائلة الشماع
عائلة الشماع ناشدت من جديد، كل من يمتلك معلومة، أو شاهد الرجل الذي ظهر يوم التحرير، أن يتوجه إلى مختار حي السادات أو أقرب مركز شرطة. هي لا تطلب سوى خيط، إشـارة، تفصيل صغير قد يفتح باب الحقيقة.

تعيش العائلة اليوم بين خبر اعتقال في 2013، وخبر وفاة في 2015، وظهور رجل مجهول في 2024 يشبه ابنهم. وبين كل تلك السنوات، لا يزال الرجاء قائماً بأن يكون محمد على قيد الحياة، بانتظار أن يفتح باباً أو يُعرف بصوت.

غياب يُثقل قلوب آلاف الأسر السورية
قصة الشماع ليست استثناء. هي واحدة من عشرات آلاف القصص لعائلات لم تنصفها الأيام ولا الحقائق. فمع كل فتح لسجن أو تسريب قائمة، تتهافت العيون على الأسماء بحثاً عن مفقود. بعض العائلات تزور الناجين أملاً بسماع رواية عن أبنائها، وآخرون يتشبثون بأي تفصيل قد يعيد إليهم خيط الأمل.

ويبقى مطلب هذه العائلات واحداً: الحقيقة، والمحاسبة لكل من ارتكب جريمة الإخفاء القسري، ومنع الأمهات من معرفة مصير أبنائهن لعقد كامل. فليس هناك جرح أعمق من الغياب، ولا عزاء إلا بكشف مصير من غيّبتهم الزنازين.

اقرأ المزيد
١٥ أبريل ٢٠٢٥
في يوم واحد.. نظام الأسد يختزل حياة الشاب صدام نذير موسى باعتقال ثم قتل

تواصل عائلات المعتقلين في سوريا البحث عن مصير أبنائها المغيبين قسرياً، ممن لم يُفرج عنهم بعد تحرير البلاد في 8 كانون الثاني/يناير 2024، ولم ترد أسماؤهم ضمن قوائم الوفيات المسربة من معتقلات النظام المخلوع. وفي هذا السياق، نشرت "زمان الوصل" اليوم الثلاثاء، 15 نيسان/أبريل، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، قصة مأساوية تروي مصير أحد أبناء مدينة اللاذقية، الشاب صدام نذير موسى، الذي اختُزلت حياته في ورقة واحدة صادرة عن أجهزة النظام.

وبحسب الرواية المنشورة، اعتُقل صدام موسى في 14 تموز/يوليو 2012، أثناء مروره في منطقة جسر الثورة وسط العاصمة دمشق، على يد عناصر فرع الخطيب التابع لإدارة أمن الدولة. وتشير معلومات العائلة إلى أن الحملة الأمنية التي طالت صدام كانت تحت إشراف العميد حافظ مخلوف، أحد أبرز قادة أجهزة النظام آنذاك.

ورقة واحدة ثم اختفاء تام
بعد مرور شهرين فقط على اعتقاله، تسلّمت العائلة شهادة وفاة رسمية صادرة بنفس تاريخ الاعتقال، دون أي تفاصيل إضافية. لم يُسلم لهم جثمانه، ولم توضح الوثيقة سبب الوفاة أو مكانها. مجرد ورقة رسمية واحدة اختصر بها النظام السابق حياة شاب، يرجّح أنه أُعدم ميدانياً أو قضى تحت التعذيب، كما حدث مع آلاف المعتقلين.

مصير صدام، الذي كان يعيش حياة طبيعية بين أهله وأصدقائه، تحول إلى رقم مجهول في سجل طويل من ضحايا التعذيب والاختفاء القسري. حتى اليوم، لم يظهر اسمه في قوائم الموتى التي تم الكشف عنها، ولم تتسلم عائلته رفاته، ولا تتوفر أية معلومات موثقة حول مكان دفنه.

نداء أب.. ووجع لا ينتهي
وفي سياق متصل، نشرت "زمان الوصل" قبل أيام نداء استغاثة مؤثر وجهه والد الشاب محمد الحمصي، المعتقل لدى عناصر الأمن العسكري في حلب منذ 6 آب/أغسطس 2024. محمد، البالغ من العمر 21 عاماً، طالب جامعي من مواليد دمشق، انقطعت أخباره كلياً منذ لحظة اعتقاله.

وفي مناشدته، قال والده: "إذا في أي اسم، أي وثيقة، أي مكان دفن، تساعدني أعرف مصير ابني، أرجو المساعدة"، في مشهد يلخص معاناة آلاف العائلات السورية التي لا تزال تنتظر خبراً أو أثراً عن أبنائها المغيبين.

أكثر من 112 ألف معتقل لا يُعرف مصيرهم
وعقب فتح السجون عقب سقوط النظام، خرج رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في لقاء مع تلفزيون سوريا، حيث اعتذر لأهالي المعتقلين الذين لم يُعثر على ذويهم، ولم يتمالك نفسه وانهمرت دموعه على الهواء مباشرة. ووفقاً لما قاله، لا يزال هناك أكثر من 112 ألف معتقل مختفٍ قسرياً، يُرجّح أن أغلبيتهم قد تمّت تصفيتهم داخل أقبية النظام.

قصة صدام موسى ليست استثناء، بل واحدة من آلاف المآسي التي لا تزال مفتوحة في ذاكرة السوريين، والتي تنتظر العدالة والإنصاف.

اقرأ المزيد
١٥ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | تحسن طفيف في سعر الليرة وسط تحركات اقتصادية داخلية وخارجية

شهدت الليرة السورية اليوم، الثلاثاء 15 نيسان/أبريل 2025، تحسناً طفيفاً في قيمتها مقابل الدولار الأميركي ضمن السوق السوداء، في عدد من المحافظات السورية، وفقاً لبيانات موقع "الليرة اليوم" المتخصص برصد أسعار الصرف في السوق الموازية.

وسجل سعر صرف الدولار في كل من دمشق، حلب، وإدلب حوالي 10,925 ليرة سورية للشراء، و11,025 ليرة للبيع، في حين بلغ في محافظة الحسكة 11,100 ليرة للشراء و11,200 ليرة للبيع. وبذلك تعادل قيمة 100 دولار أميركي ما يقارب 1,092,000 ليرة سورية في السوق غير الرسمية.

وفي المقابل، لا يزال السعر الرسمي المحدد من قبل مصرف سوريا المركزي أعلى من نظيره في السوق السوداء، إذ بلغ وفقاً لآخر نشرة صادرة عن المصرف 12,000 ليرة للشراء، و12,120 ليرة للبيع، ما يعكس اتساع الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الفعلي المتداول.

هذا التباين يطال أيضاً باقي العملات الأجنبية، حيث سجل سعر صرف اليورو في السوق السوداء 12,400 ليرة للشراء و12,518 للبيع، فيما تراوح سعر صرف الليرة التركية بين 285 و290 ليرة سورية.

مقترح لتعديل شكل العملة السورية
في سياق متصل، كشف مصدر مسؤول في مصرف سوريا المركزي عن دراسة جادة يجري إعدادها حالياً لتغيير شكل العملة السورية، وتتضمن المقترحات حذف ثلاثة أصفار من العملة الحالية، بحيث تصبح 1000 ليرة تساوي ليرة واحدة فقط في الإصدار الجديد، دون المساس بالقيمة الشرائية الفعلية.

وأكد المصدر أن الهدف الأساسي من المقترح هو تسهيل الإجراءات المحاسبية والمالية، وليس التعديل على سعر الصرف، لافتاً إلى أن تنفيذ المشروع – إذا ما تم إقراره – سيستغرق فترة تتراوح بين ستة أشهر وعام كامل لضمان الانتقال التدريجي وتفادي أي اضطراب في السوق.

وأضاف أن تكلفة طباعة الورقة النقدية الواحدة تقدر بنحو 20 سنتاً أميركياً، وهو ما يثير تساؤلات حول جدوى الاستمرار في طباعة فئات نقدية تفقد قيمتها بسرعة مع استمرار التدهور المالي.

تحركات اقتصادية خارجية
على صعيد العلاقات الاقتصادية، يستعد وزير التجارة التركي عمر بولات لزيارة دمشق يومي 16 و17 نيسان/أبريل، برفقة وفد يضم رؤساء مؤسسات اقتصادية تركية وممثلين عن غرف التجارة والنقابات.

وبحسب وسائل إعلام تركية، تهدف الزيارة إلى بحث آفاق إعادة هيكلة العلاقات الاقتصادية الثنائية، ووضع خارطة طريق لاتفاقية شراكة شاملة تشمل قطاعات الجمارك والطاقة والنقل والاستثمار.

ومن المنتظر أن تُعقد خلال الزيارة فعاليات اقتصادية تشمل منتدى أعمال واجتماعات طاولة مستديرة تجمع رجال أعمال سوريين وأتراك، بهدف استكشاف فرص الشراكة المباشرة.

تعاون مع البنك الدولي لتحديث القطاع المالي
في سياق متصل، بحث وزير المالية السوري محمد يسر برنية مع وفد من البنك الدولي سبل تطوير وتحديث القطاع المالي والمصرفي السوري، خلال اجتماع في دمشق.

وتناول اللقاء الجوانب الفنية والتقنية لتطوير البنية المؤسسية للوزارة والمصارف المحلية، بما يتماشى مع الأنظمة المالية العالمية الحديثة. وأشار الوزير خلال الاجتماع إلى حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع المالي نتيجة السياسات السابقة والعقوبات الدولية المفروضة على البلاد.

ارتفاع أسعار اللحوم في ريف دمشق
على المستوى المعيشي، سجلت أسواق ريف دمشق ارتفاعاً طفيفاً في أسعار اللحوم عقب عطلة عيد الفطر، وذلك تزامناً مع زيادة الطلب على الأصناف الجيدة، وفقاً لتقرير نشره موقع "اقتصاد".

ورغم توفر بعض الكميات في الأسواق، لا تزال الأسعار مرتفعة نسبياً مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطنين، وسط ترقب لانخفاض محتمل في حال استقرت السوق خلال الأيام المقبلة.

وتشير المعطيات إلى بقاء أسعار لحوم الفروج والغنم عند مستويات مرتفعة، مما يفاقم الضغوط على الأسر ذات الدخل المحدود.

قرارات اقتصادية جديدة بعد إسقاط النظام السابق
يُشار إلى أن القيادة السورية الجديدة أصدرت خلال الفترة الأخيرة سلسلة من القرارات الاقتصادية، كان أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، بما في ذلك الدولار الأميركي، في المعاملات التجارية والبيع والشراء.

ويُعد هذا القرار تحوّلاً كبيراً عن السياسات التي كانت متبعة في عهد النظام السابق، الذي كان يجرّم التعامل بغير الليرة السورية ويُوقع عقوبات مشددة تصل إلى السجن سبع سنوات على المخالفين.

اقرأ المزيد
١٤ أبريل ٢٠٢٥
أمضيت البكالوريا  بالتنقل ما بين ظل الطائرات وغربة النزوح .. الدراسة خلال الحرب

ينشغلُ الناس الآن بالحديث عن امتحان الشهادتين (الثانوية العامة والتاسع الأساسية)، وعن مواعيد الامتحان وبرنامج الفحص وآخر موعد للتسجيل. بينما أنا أعود 12 عاماً إلى الخلف، واستذكرُ سنة البكالوريا الخاصة بي، وكيف مرّتْ عليّ في ظل الحرب.

منذ أن كنت بصف التاسع وأنا أطمح لأن أصبح صيدلانية، لذلك بدأت الدراسة بشكل جدي، وتحسين نفسي في جميع المواد، فكنت أدرس حتى في أوقات الفراغ والعطل الصيفية، وبدأت من هذه المرحلة أحضر نفسي لامتحان الشهادة الثانوية العامة وأربط جميع تفاصيل حياتي به، وأحلم بأجواء الهدوء والتركيز، والالتزام بالدوام المدرسي طوال السنة، لم أتخيل أن الحرب ستندلع بالبلاد وسوف تتسبب بدمار أحلامنا. في صفي العاشر اندلعت الثورة، وفي الحادي عشر والبكالوريا اشتدت أوزار الحرب.

فقد الأحبة وأصوات الموت 
خلال سنة البكالوريا، استشهدَ اثنين من أعمامي في معارك مع فصائل المعارضة ضد نظام الأسد، الأول في ٱب عام 2012، والأخر بعده بأربعة شهور، وعمي الثالث كان معتقلاً في سجون الأسد ولا أحد يعلم عنه أي شي، كان الشعور بالحزن والعجز يسيطر على والدي، ووالدتي تنهار بمجرد سماع صوت الطائرة. لا تفارق رحلات النزوح ذاكرتي في ذلك الوقت، كنا نترك منازلنا وقرانا ونختبئ في القرى الآمنة هرباً من قصف طائرات الأسد، ونجلس مع أقاربنا في مكان واحد بالكاد يسع لنا. فأمضي وقتي بالاعتناء بإخوتي الصغار ومساعدة أمي في إطعامهم وتنظيفهم. وما إن أنتهي أنشغل بتنظيف الأطباق والكؤوس في المطبخ التي كل ساعة تملأه بسبب كثرة عدد الأفراد في البيت.

كم كنت أتمنى أن تسنح لي الفرصة بأن أدرس، فكنت أنتظر الجميع حتى ينام وأفتح الكتب وأدرس قليلاً. حتى عندما عدت إلى القرية، لم يفسح لي المجال بأن أدرس بشكل جيد. أذكر ذات مرة قررت الدراسة على سطح المنزل، كان الجو دافئاً، وأنا أقرأ بصوت عالي وأتجول براحتي في أرجاء المكان، ظهرتْ طائرة في السماء وصارت تقصف. من شدة خوفي نزلت بسرعة على الدرج، فانزلقت عليه واُصيبت رجلي برضوض وجروح في رأسي ويديّ. 

ملاذ تحت الأرض
لم يعد الناس يأمن على حياتهم في قريتنا، فحفروا مغارات تحت الأرض، وصاروا يمضون ليلهم ونهارهم فيها. وأنا أنتظر العائلة حتى تنام وأدرس، وأحيانا أدرس حول الشجر، فمغارتُنا حفرناها في منطقة الأراضي الزراعية، التي رٱها والدي أكثر أمان. لكن ما إن كنت أسمع أصوات القصف والطيران وما تتركه من أخبار فقد وقتل ودماء، أفقد الرغبة بالدراسة، ولا استوعب أي شيء أدرسه.

توقفتْ الحياة تقريباً في القرية مع ازدياد حدة القصف، المدارس كانت تفتح قليلاً ثم تغلق، ويتم إيقاف الدوام بشكل نهائي عند النزوح والقصف، لم أُحظى بجو الهدوء الذي كنت أحلم به، ولا بالدوام المدرسي المطلوب. مع اشتداد القصف وشموله جميع القرى نزحنا باتجاه مخيمات الشمال، أمضيت فيها ثلاثة أشهر، ثم عدنا إلى القرية، واقترب موعد الفحص، وأن لم أدرس المنهاج سوى دراسة بسيطة.

الحرب تحطم الأحلام
في ذلك الحين كان مكان التقديم في إدلب، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات الأسد، سافرتُ إلى هناك  كي أخضع للفحص، فلاحظتُ أن أغلب زملائي امتنعوا عن التقديم لهذا العام، وأجلوه للعام الذي يليه على أمل أن تتحسن الظروف. مع كل اختبار كنت أخضع له، كان يزداد شعوري بالإحباط، فكانت دموعي تجيب ورقة الأسئلة قبلي، فأنا لم أُحضر بشكل جيد، وعدة أسئلة لم أكن أعرفها، كنت أضع أجوبتي وأغادر. الامتحان الأفضل لي كان في مادة الإنجليزي التي أجبتها بشكل ممتاز، فأنا كنت قوية في هذه المادة منذ الصف الثامن.

انهيت امتحاني ثم عدت إلى القرية، وبعد فترة قريبة صدرت النتائج، نجحت لكن لم أجمع النقاط التي تؤهلني لفرع الصيدلة، كانت علامتي متوسطة وجيدة، لكن في اللغة الإنجليزية أحرزت علامة ممتازة، فقررت دراسة هذا الفرع، وعدم إعادة البكالوريا من أجل الصيدلة، لفقداني القدرة على تقديم البكالوريا في ظروف مماثلة للتي عشتها. أنا الٱن أعمل بشهادتي مع منظمة إنسانية وسوف أسعى لخدمة بلدي بها خاصة أن الحرب انتهت والحياة بدأت أمامنا نحن السوريين.

اقرأ المزيد
1 2 3 4 5

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٥
دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني - مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ يناير ٢٠٢٥
من "الجـ ـولاني" إلى "الشرع" .. تحوّلاتٌ كثيرة وقائدٌ واحد
أحمد أبازيد كاتب سوري
● مقالات رأي
٩ يناير ٢٠٢٥
في معركة الكلمة والهوية ... فكرة "الناشط الإعلامي الثوري" في مواجهة "المــكوعيـن"
Ahmed Elreslan (أحمد نور)
● مقالات رأي
٨ يناير ٢٠٢٥
عن «الشرعية» في مرحلة التحول السوري إعادة تشكيل السلطة في مرحلة ما بعد الأسد
مقال بقلم: نور الخطيب
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤
"إدلب الخضراء"... "ثورة لكل السوريين" بكل أطيافهم لا مشاريع "أحمد زيدان" الإقصائية
ولاء زيدان