
وزير الطوارئ يعلن تدخلًا دوليًا واسعًا لإخماد حرائق اللاذقية.. وطلب رسمي لدعم أوروبي
أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة السورية، "رائد الصالح"، يوم الأربعاء 8 تموز، أن الوزارة وجّهت طلباً رسمياً إلى الاتحاد الأوروبي للمساهمة في جهود إخماد الحرائق المشتعلة في محافظة اللاذقية، مشيراً إلى أن الأيام القادمة ستشهد تدخلاً دوليًا أوسع لدعم عمليات الإطفاء.
وفي تصريح رسمي، كشف "الصالح"، أن طائرات إطفاء من دولة قبرص ستبدأ بالمشاركة في عمليات الإخماد اليوم، ضمن تنسيق دولي متزايد يشمل عدة أطراف فاعلة، لمواجهة اتساع رقعة النيران في المناطق الجبلية ذات الكثافة الحراجية العالية.
مشيراً إلى مشاركة 16 طائرة في مهام الإخماد، وقد يرتفع العدد إلى 20 خلال اليوم، وأكد تعرّض 10 من متطوعي الدفاع المدني لإصابات، أغلبها حالات اختناق، ولفت إلى إخلاء 25 عائلة من الأحياء السكنية التي امتدت إليها النيران.
بالتوازي، أفادت مصادر إعلامية رسمية أن فرق الدفاع المدني السوري تواصل عملها في إخماد الحرائق الممتدة إلى قرية "فلك" في ريف اللاذقية الشمالي، وسط حالة نزوح متسارعة تشهدها القرية بسبب اقتراب النيران من المنازل، ما دفع الفرق إلى تنفيذ عمليات إخلاء عاجلة.
كما تتواصل عمليات الإطفاء في قرية الشيخ حسن، حيث تعمل فرق الدفاع المدني بالتعاون مع فرق تركية على الحد من تمدد ألسنة اللهب وسط تضاريس معقدة وظروف مناخية صعبة.
وكانت حرائق الغابات قد بدأت بالاندلاع منذ 3 تموز في غابات العطيرة والريحانية وشلف وزنزف، وشاركت في عمليات الإخماد مروحيات تابعة لوزارة الدفاع، إلى جانب طائرتين لبنانيتين، ودعم ميداني من فرق إطفاء تركية وأردنية.
ورغم صعوبة الظروف، واصلت فرق الإطفاء في عموم سوريا جهودها لأكثر من ثلاثة أشهر، حيث استجابت لـ أكثر من 4000 حريق منذ بداية نيسان وحتى 7 تموز، بينها 601 حريقاً في اللاذقية، ثاني أعلى المحافظات بعد حلب، في حين بلغ عدد الحرائق الزراعية والحراجية 2054 حريقاً، بينها 441 في اللاذقية و308 في طرطوس.
هذا وتشير البيانات الرسمية إلى أن عمليات الإخماد تطلبت 3744 ساعة عمل، منها 1400 ساعة في محافظة اللاذقية وحدها، في دلالة على شدة الحرائق وتعقيد تضاريس المنطقة، ومنذ بداية شهر تموز وحتى مساء 7 تموز، استجابت فرق الإطفاء لـ 334 حريقاً، بينها 170 حريقاً زراعياً وحراجياً، توزعت غالبيتها بين اللاذقية (46 حريقاً) وطرطوس (26 حريقاً).
وتجدر الإشارة إلى أن فرق الدفاع المدني بالتعاون مع عدة جهات حكومية ومحلية ودولية تواصل مكافحة حرائق اللاذقية، بمشاركة فاعلة من فرق تركية وأردنية، إلى جانب دعم جوي مشترك من طائرات سورية وتركية وأردنية ولبنانية، ضمن خطة استجابة طارئة تهدف لاحتواء الكارثة البيئية والحد من خسائرها على السكان والغابات.