
ماركو روبيو يُلغي رسمياً تصنيف “هيئة تحـ ـرير الشـ ـام” كتنظيم إرهـ ـابي
أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم الإثنين، إلغاء تصنيف “جبهة النصرة” المعروفة أيضاً باسم “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية أجنبية، وذلك اعتباراً من يوم الثلاثاء 8 تموز/يوليو 2025، بموجب قانون الهجرة والجنسية الأميركي.
وجاء في بيان صحفي صادر عن وزارة الخارجية أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لتعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلنه في 13 أيار/مايو، بتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا. ويُعتبر القرار جزءاً من سلسلة إجراءات تهدف إلى دعم مرحلة الانتقال السياسي في البلاد، بعد سقوط نظام الأسد أواخر عام 2024.
وأوضح روبيو أن القرار يستند إلى إعلان رسمي بحلّ “هيئة تحرير الشام” والتزام الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الحسين الشرع، بمحاربة الإرهاب “بجميع أشكاله”، في إشارة إلى التحول الجذري في السياسة الداخلية السورية تجاه الجماعات المسلحة.
وأضاف الوزير أن هذه الخطوة “تُبنى على الزخم الناتج عن الأمر التنفيذي الصادر في 30 حزيران/يونيو، بعنوان: ‘إلغاء العقوبات على سوريا’”، مؤكداً أنها تعكس التقدّم الملموس الذي حققته الحكومة السورية الجديدة في طريق بناء دولة مستقرة وموحّدة.
وكانت هيئة تحرير الشام، التي تأسست عام 2017 وتزعّمها أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني)، تُعد من أبرز الفصائل التي قاتلت نظام الأسد سابقاً، قبل أن تتحول إلى القوة المهيمنة في شمال غرب سوريا، ثم تشارك في إسقاط النظام وتصبح جزءاً من الدولة السورية الحالية، والتي أصبح الشرع رئيسها.
ويأتي هذا القرار في سياق تحركات أميركية أوسع لإعادة صياغة العلاقات مع سوريا الجديدة، بالتوازي مع مساعٍ دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق إقليمي يشمل إسرائيل ووقفاً للحرب في غزة، بحسب ما أوردته تقارير صحفية إسرائيلية خلال الأيام الماضية.
إلغاء تصنيف “تحرير الشام” كمنظمة إرهابية يمثّل تحوّلاً جذرياً في الموقف الأميركي، ويشير إلى إعادة تعريف واشنطن للتحالفات على ضوء التغييرات الجذرية في الواقع السوري. وهو قرار سياسي بالدرجة الأولى، يهدف إلى دعم حكومة ما بعد الأسد، وفتح الباب أمام إعادة الإعمار وتطبيع تدريجي للعلاقات الدولية مع دمشق الجديدة.