نيران حرائق اللاذقية تتوسع.. الدفاع المدني يواصل جهود الإطفاء وإخلاء السكان
نيران حرائق اللاذقية تتوسع.. الدفاع المدني يواصل جهود الإطفاء وإخلاء السكان
● أخبار سورية ٨ يوليو ٢٠٢٥

نيران حرائق اللاذقية تتوسع.. الدفاع المدني يواصل جهود الإطفاء وإخلاء السكان

تتواصل جهود فرق الدفاع المدني السوري في مواجهة حرائق ضخمة اندلعت في مناطق واسعة من ريف اللاذقية الشمالي، وسط ظروف مناخية وجغرافية معقدة، فيما أُعلن عن تشكيل غرف طوارئ وتدخلات أممية لمواجهة الكارثة المتصاعدة.

إخلاء سكان قرية الغسانية والحرائق تقترب من المنازل

أخلت فرق الدفاع المدني السوري مساء الاثنين 7 تموز سكان قرية الغسانية (فلك) في ناحية رأس البسيط، شمال اللاذقية، بعد توسع غير مسبوق للحرائق واقتراب ألسنة اللهب من المناطق السكنية، بفعل اشتداد سرعة الرياح خلال ساعات الليل.

وأعلنت الفرق أنها تعمل على تأمين السكان في أماكن أكثر أمانًا، مع استمرار عمليات الإطفاء ومنع تقدم النيران في الغابات الكثيفة المحيطة، بينما تستمر الجهود للسيطرة على النيران ومنع وصولها إلى محمية الفرنلق المجاورة.

النيران تمتد إلى كارن كول والبركة.. ودعم جوي وإقليمي

أكد الدفاع المدني تسجيل انتشار جديد للحرائق في منطقتي كارن كول والبركة في ناحية قسطل معاف، ما فاقم من التحديات أمام فرق الإطفاء العاملة في تضاريس وعرة ومناطق غابية كثيفة.

وتشارك فرق إطفاء من تركيا والأردن إلى جانب الأفواج السورية، في عمليات ميدانية مكثفة تشمل طلعات جوية للطائرات والمروحيات، بهدف التبريد ورصد امتداد النيران، وتركّز الجهود حالياً على منع وصول الحرائق إلى محمية الفرنلق، التي تُعد من أكبر وأهم الغابات في سوريا.

وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق.. والأرقام تُظهر حجم الكارثة

أجرى وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح جولة تفقدية في مناطق الحرائق صباح يوم الاثنين، شملت قسطل معاف ومنطقة زنزف، وأكد في تصريحات صحفية أن فرق الإطفاء استجابت منذ بداية نيسان الماضي لأكثر من 4000 حريق، بينها 2054 حريقاً زراعياً وحراجياً.

وأشار إلى أن محافظة اللاذقية سجلت 441 حريقاً، تلتها طرطوس بـ308 حرائق، فيما بلغ عدد ساعات العمل المخصصة للإخماد نحو 3744 ساعة، بينها 1400 ساعة في اللاذقية وحدها.

وفي الأسبوع الأول من تموز فقط، استجابت الفرق لـ334 حريقاً، أبرزها 46 في اللاذقية و26 في طرطوس، مع استمرار الجهود لليوم الخامس على التوالي بمشاركة إقليمية واسعة ودعم جوي من لبنان كذلك.

حرائق في حماة وصعوبة بالمراقبة بسبب الألغام

وفي سياق متصل، أعلن مسؤول غرفة عمليات إطفاء الحرائق في حماة، "حسن الحسن"، السيطرة على حريق اندلع في منطقة فورو غرب المحافظة، مشيراً إلى أنه دخل مرحلة التبريد والمراقبة رغم صعوبة التضاريس وانتشار الألغام.

كما تم إخماد حرائق متعددة في سهل الغاب وريف مصياف، في إطار خطة الطوارئ التي وضعت منذ مطلع حزيران، ودُعي المواطنون للتعاون في الإبلاغ المبكر.

الغطاء الحرجي يتآكل.. والمنظمات الدولية تدخل على الخط

من جهتها، أعلنت منظمة الزراعة والتنمية الريفية (SARD)، أن الحرائق حوّلت ما لا يقل عن 100 كيلومتر مربع من الغطاء الحراجي إلى رماد في محافظة اللاذقية، ما يمثل أكثر من 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن تشكيل غرفة طوارئ لمتابعة أوضاع المتضررين وتنسيق الاستجابة الإنسانية.

الأمم المتحدة: الكارثة طالت 60 مجتمعاً محلياً.. وسوريا بحاجة إلى دعم دولي عاجل

صرّح ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن فرق المنظمة الأممية موجودة ميدانياً في ريف اللاذقية الشمالي، لدعم الاستجابة الإنسانية بعد أن أثرت الحرائق على أكثر من 60 مجتمعاً محلياً.

من جهتها، دعت نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، إلى تعزيز المساعدات الدولية، وكتبت عبر منصة "إكس": "سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق المندلعة في الساحل السوري".

كما أكد آدم عبد المولى، المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، أن الفرق الأممية تعمل على إجراء تقييمات عاجلة لتحديد الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في المناطق المنكوبة.

بحسب وزير الطوارئ رائد الصالح، فإن مئات آلاف الأشجار الحراجية احترقت خلال الأسابيع الماضية، على مساحة تُقدّر بـ10 آلاف هكتار في 28 موقعاً مختلفاً، الأمر الذي اعتبره خبراء بيئيون ضربة قاسية للنظام البيئي والغابات في الساحل السوري.

هذا ويحذر مراقبون من أن استمرار الحرائق بهذا النسق دون تدخل دولي عاجل قد يؤدي إلى كارثة بيئية وزراعية طويلة الأمد، تهدد مصادر الرزق والسكن والغطاء النباتي في واحدة من أغنى مناطق سوريا الطبيعية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ